في عام ٣١٠ ه توفي الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري
تاركًا غير واحد من المصنفات القيمة في مجالات مختلفة، وكان
من أهم مصنفاته تفسيره المعنون باسم (جامع البيان عن تأويل
آي القرآن) الذي اتبع فيه منهجًا يقوم على الرواية المأثورة التي
يتبعها بكثير من ترجيحاته واجتهاداته في مسائل متعددة وقد ارتضى فريق كبير من العلماء هذه
الخطة التي اختطها الطبري لتفسيره، فأثنوا عليه ثناءً وافرًا مما أدى إلى ذيوع الكتاب
وانتشار نسخه حتى عصور متأخرة كما يفهم من كلام العلماء الذين تعرضوا لتفسيره،
فابن تيمية -على سبيل المثال- المتوفى سنة ٧٢٨ ه أي بعد وفاة الطبري بنحو أربعة
قرون- يذكر أن تفسير الطبري في عصره ...