13 أبريل, 2019

ما حكم من عجز عن سجود الشكر عند كل خبر سار أو بشرى تساق له فكيف يشكر الله على نعمه وهل يلزم الوضوء لسجود الشكر؟

فشكر الله على نعمه التى ينعم بها على الإنسان واجب, وللشكر فضائل كثيرة منها أنه تعالى وعد الشاكرين بأحسن الجزاء فقال تعالى : { وسنجزي الشاكرين } [آل عمران: 145] وبين أنه تعالى وإن كان يحب الشاكرين إلا أنه لا يعود عليه شيء من نفع شكرهم بل نفعه لهم ، قال تعالى : { ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد } [ لقمان: 12]، وقد جعله الله تعالى سببا للمزيد من النعم ، فقال :{ وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد }.
وقد ذهب الشافعي وأحمد وإسحاق وأبو ثور وابن المنذر وأبو يوسف ومحمد وعليه الفتوى ، وهو قول ابن حبيب من المالكية وعزاه ابن القصار إلى مالك وصححه البناني إلى أن سجود الشكر مشروع من حديث أبي بكرة رضي الله عنه " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أتاه أمر سرور - أو : بشر به - خر ساجدا شاكرا لله " . أخرجه الترمذى وقال حديث حسن غريب. وسجد أبو بكر الصديق رضي الله عنه حين فتح اليمامة حين جاءه خبر قتل مسيلمة الكذاب, وسجد علي رضي الله عنه حين وجد ذا الثدية بين قتلى الخوارج ، وروي السجود للشكر عن جماعة من الصحابة . 
وروى أحمد في مسنده من حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه " أن جبريل قال للنبي صلى الله عليه وسلم : يقول الله تعالى : من صلى عليك صليت عليه ، ومن سلم عليك سلمت عليه فسجد النبي صلى الله عليه وسلم شكرا لله ", والراجح أنه يشترط لها ما يشترط الصلاة من طهارة واستقبال قبلة وستر العورة. 
ولا يقتصر الشكر أخى السائل على السجود, وللشكر صوراً كثيرة فقد يكون بالعمل والتصدق قال تعالى : { اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور } [ سبأ: 13]. 
ومنه عمل الطاعات كقيام الليل وفى الحديث عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه فقلت له: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبداً شكوراً) رواه البخاري ومسلم.
كما يكون استخدام نعم الله فيما خلقت له وعدم تعطيلها أو استخدامها فى معصية الله، والله اعلم.

عدد المشاهدة (9238)/التعليقات (0)

كلمات دالة: