إن من رحمة الله بعباده المؤمنين في الصيام عدم فرضيته على كل المكلفين، بل فرضه على الصحيح المقيم القادر عليه والذي لا يلحقه به مشقة غير محتملة , ومن ثَّم أسقطه عن المريض والمسافر والشيخ الهرم صاحب السن المتقدم في العمر كما أعفى الشرع الحكيم الحامل والمرضع إن تضررتا أو تضرر الجنين والطفل بسبب صوم الأم .
قال تعالى: وعلى الذي يطيقونه فدية طعام مسكين البقرة: ١٨٤
وقال الحكيم الخبير: فمن كان منكم مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أُخر"
ونلفت نظر السائل الكريم إلى أن المريض الذي يرجى برؤه-شفاؤه- والمسافر، ومثلهما المرضع والحامل، ويلحق بهم كل من كان عذره مؤقتا لا يجب عليه إلا القضاء فقط .
أما أصحاب الأعذار الدائمة غير المنقطعة لا في رمضان ولا غيره مثل أصحاب السن المتقدمة ( الشيخ الكبير ) الذي أعجزه هرمه عن الصوم وأصحاب الأمراض المزمنة والميئوس من شفائها فهؤلاء يفطرون وليس عليهم إلا الفدية .
أما مقدار فدية المفطر في رمضان العاجز عن الصوم عجزا دائما عن اليوم الواحد مقدار ما تتكلفه وجبتا الإفطار والسحور .