27 أكتوبر, 2019

ماذا قالوا عن المرأة؟

ماذا قالوا عن المرأة؟

رغم تكريم الإسلام للمرأة، والعناية بشأنها، والحرص عليها، والحفاظ على حقوقها، إلا أن العادات والتقاليد لم تعطِها حقَّها الذي يليق بها، فنجد كثيرًا من الأمثال الشعبية لا تضع المرأة في الموضع الذي يليق بها، والذي وضعها فيه الإسلام.

فقالوا عنها كلام لا يعقله عاقل ولا تعترف به الشريعة الإسلامية ،

فهناك من الأمثال ما يجعل المرأة في مرتبة دونيه عن الرجل، وهناك من الأمثال ما يحرض على العنف ضد المرأة ومعاملتها بقسوة، وهناك من الأمثال ما يقلِّل من قيمة من يستعين بالمرأة ومشورتها، وهناك من الأمثال ما يفرق بين البنت والولد في المعاملة، وهناك من الأمثال ما يُحرِّض على التخلص من المرأة إذا لم تقم بواجباتها، وهناك أيضا من يضع على كاهلها مسؤولية إنجاب الذكور.

وهذه الأمثال كالتالي:

*(العقل السليم في البعد عن الحريم) 

 هذا المثل لا يستقيم مع الدين الإسلامي، فهو مثل يصف بصورة غير مباشرة من يقترب من المرأة بأنه غير سليم العقل، وأن سليم العقل من يبتعد عن النساء، وهذا لا يليق بالشريعة الإسلامية، ويتنافى مع ما قاله الله عز وجل :

 (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الروم ٢١.

كيف يكون العقل السليم في البعد عن المرأة ،وقد قال الله عز وجل عنها في كتابه الكريم إنها من نفس الرجل، لتكون سكنًا يسكن إليها، وربط بينهما بالمودة والرحمة، وجعل في ذلك علامة وآية لنتفكر ونتدبر، وكيف والمرأة هي نصف المجتمع، فهي أم وأخت وبنت وزوجة.

*(شورة المرا تجيب لورا)

وهذا المثل أيضا يتنافى مع تعاليم الإسلام ومع سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- فالمثل يصف أن مشورة المرأة تؤخر من حال الرجل، كيف ذلك والنبي -صلى الله عليه وسلم- كان يستشير زوجاته، وأوضح مثال على ذلك مشورة السيدة أم سلمة له في صلح الحديبية، التي كانت كفيلة في إنهاء حرب أوشكت أن تقوم بين صحابة رسول الله الذين ذهبوا لأداء العمرة وبين الكفار.

*(اكسر للبنت ضلع يطلع لها ٢٤)

فهذا المثل لا يستقيم بتاتا مع تعاليم الدين الحنيف، دين الرحمة والتسامح، دين لا يرضى بإيذاء الحيوان فكيف يرضى بإيذاء المرأة! وقد قال تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا ﴾ [النساء:١]

المرأة مخلوقة من الرجل، بأي عقل يفكرون! نسوا قول النبي صلى الله عليه وسلم :

في الحديث الذي رواه البخاري" «مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فلا يُؤْذِي جارَهُ، واسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا، فإنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا» "أخرجه البخاري واللفظ له، ومسلم.

*(دلع بنتك تعرك.. دلع ابنك يعزك)

فهذا مثال يتحيز للولد، ويهضم حق البنت في الاهتمام والتقدير، وأنها وصمة عار للأهل

كيف والرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (من عال جاريتين حتى تبلُغا، جاء يوم القيامة أنا وهو، وضمَّ أصابعهُ). (صحيح مسلم)

فالنبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر بأن من يربي بنتين له حتى تبلغا شرُف بصحبة النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة.

وجاء في سنن ابن ماجة قال -صلى الله عليه وسلم: (ما من رجل تدرك له ابنتان فيحسن إليهما، ما صحبتاه أو صحبهما، إلا أدخلتاه الجنة).

ففي بعض العادات هناك من يكرم الابن ويجعل البنت للمهانة والذل، ويفرِّق بينهما في المعاملة، ولكني أوقن أنهم لا يدركون قول النبي -صلى الله عليه وسلم- وتكريمه للبنت.

*(الشجرة اللى ما تثمر حلال قطعها)

هذا مثل ينافى تعاليم الشريعة، ويتنافى مع الطبيعة البشرية السوية، بأن المرأة إذا قصرت في حق من الحقوق أو واجب من الواجبات، فإنه يجب استبعادها ولكنهم نسوا قوله سبحانه وتعالى: لِّلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ(٤٩) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ۖ وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (٥٠)

الشورى "٤٩_٥٠"

فبعض الناس يعلقون عدم الإنجاب على الزوجة، ولا يوجد عندهم اعتراف بأن رزق الولد من الله سبحانه وتعالى، بل وقد يتعدى ذلك أن يكون الرجل هو السبب في عدم الإنجاب، ولكنه لا يعترف بذلك، ويعلق نقصه على الزوجة، بل وهناك أيضا من يحب الذكور ويريد أن تكون ذريته جميعا من الذكور، ويطالب زوجته بذلك فإذا أنجبت أنثى يؤدي ذلك إلى حدوث مشكلة، مع أن الرجل العاقل يدرك أنه هو العامل الأساسي في تحديد جنس المولود، ولكن أين ذلك؟

(يا مخلفة البنات يا شايلة الهم للممات)

فهذا مثل آخر يتنافى مع طبيعة المرأة، فهي مصدر البهجة والسرور، وهي الونس للأهل لما وضعه الله في قلبها من رحمة وحنان، فكيف يكون هذا الكائن اللطيف مصدرًا للهم!

 وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- عنها:

(..... فإنهن المؤنسات الغاليات).

وغير ذلك من الأمثال التي لا تستقيم مع تعاليم الدين الإسلامي، ولا تستقيم مع الطبيعة البشرية السوية

  •  لبّس البوصة تبقى عروسة.
  •  أم البنت مسنودة بخيط وأم الولد مسنودة بحيط.
  •  إيه تعمل الماشطة في الوش العكر.
  • عقربتين على الحيط ولا بنتين في البيت.

فلم تكن المرأة المسلمة في عهد النبوة وصدر الإسلام مجرد زوجة تقوم بأعمال البيت، وأمًا لأطفال تربيهم وتنشئهم تنشئة حسنة فقط، بل وكانت المرأة أيضا صاحبة رأي ومشورة مثل زوجات النبي صلى الله عليه وسلم.

فرسالة إلى كل من يقلل من شأن أنثى، أكانت أما أو زوجة او بنتًا، أليست هذه الأنثى هي التي أنجبتك وكانت سبب وجودك في هذه الحياة.

المرأة ليست نصف المجتمع، المرأة المجتمع كله، فهي تنجب النص وتربي النصف الآخر.

 فكل الإجلال والتقدير لكل أنثى موجودة في هذا الكون.

 

بقلم الواعظة/ سارة سلطان محمود علي خليل

واعظة بمنطقة وعظ دمياط.

عدد المشاهدة (6535)/التعليقات (0)

كلمات دالة: منطقة وعظ دمياط