28 نوفمبر, 2019

الفطرة تأبى التبرج!!!

الفطرة تأبى التبرج!!!

لما خلق الله تعالى آدم وحواء وأسكنهما الجنة؛ أحل لهما كل ما فى الجنة من طيبات، إلا شجرة واحدة؛ حرّم عليهما الأكل منها.
إلا أنّ إبليس الذى أقسم بعزة ربه بإغواء آدم وذريته لم يتركهما وشأنهما، فأوقعهما فى المحظور الوحيد، وباعدهما عن المباح الكثير؛ فأكلا من الشجرة المحرّمة، وكانت العقوبة هى التعرّي.
ولأن الفطرة السليمة تأبى ذلك -أي: تكره التعرّي- وتسمو للتستُّر؛ فكان تصرفهما أن: {طَفِقَا يَخْصِفَان عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَق الْجَنَّة} [الأعراف :٢٢] لعلهم يتسترُّون.
فالتعرّي محرّم فى الدنيا والآخرة، حتى إنّ محرّمات الله تعالى فى الدنيا قد أحلّها فى الجنة بصورةٍ ارتضاها عز وجلّ لعباده المؤمنين إلا التعرّي؛ وإذا كان الأمر كذلك فالمرأة التي من أهم صفاتها الحياء لا تقبل الانكشاف ولا التبرُّج؛ لأنها خُلقت على هذه الفطرة السويّة.
والسؤال الآن: طالما هذه هي الفطرة فما لنا نرى نساء متبرجات؟
والإجابة أنّ المرأة لا تقصد التبرُّج لذاته؛ ولا ترغب فى إظهار مفاتنها؛ ولا تحب التكشف، ولكنها فقط تتبع مايسمى (الموضة)؛ هى فقط مقلّدة لما تراه من (استايلات)، معتقدة بذلك أنها تواكب العصر، وأنّ هذا يُعد ضربًا من التمدُّن والتحضُّر، والذى بطبيعتها تسعى إليه.
ولكن إذا ما بحثنا عن هذه الكلمات فلن نجد لها أصلًا فى اللغة العربية، ولا مصدرًا، ولا تصريفات أفعال؛ حيث أنها مترجمة من كلمات انجليزية.
يعنى كلمة (مستوردة)!!!
مثلها مثل ما يرد إلينا من ملابس وأفكار وعادات وسلوكيات؛ فللأسف معظمه أصبح (مستوردًا)!!!
لذا أكثر مايلام به على بناتنا هو تقليدهم الأعمى، وسوء الاختيار لما لا يتناسب مع دينهم وأخلاقهم.
وبالتأكيد ستصدم الفتاة إذا ما عرفت أنّ ماتفعله من تبرُّج ليس (موضة) ولا (استايل)، وإنما هو من صفات أهل الجاهلية، بوصف المولى عز وجل فى قوله: {وَلا تَبَرّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيّة} [الأحزاب :٣٣].
وبالتأكيد ستصدم إذا ماعرفت أنّ الحجاب قديمًا اختُصت به الحرائر والمتزوجات؛ وأنّ التبرُّج كان للإماء والعاهرات.
ولكن الطامة الكبرى والتى ستجعلها تفكر جديَّا فى التغيير إذا ما عرفت أنّ التبرُّج والتعرّي سيبعدها حتى عن رائحة الجنّة، مع أنّ «ريحها يوجد من مسيرة كذا وكذا» كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
إنّ المقصد من فرضية الحجاب هو تحقيق السَّتر للفتاة، وصيانتها من الفتن، وإرضاء ربها عز وجل، فلتنظر كل فتاة إلى ما ترتديه عند خروجها من منزلها، وترى هل تصح به الصلاة؟
هل تستطيع أن تلقى به ربها؟
هل ستقف به أمام الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم؟ أم ستشعر بالخزي والخجل؟
والأمر إليك، فانظري ماذا ترتدين؟

عدد المشاهدة (4087)/التعليقات (0)