08 ديسمبر, 2019

هل الانتحار هو الحل ؟؟؟

ما الذى وصل إليه شبابنا ، هل الانتحار هو الحل  ؟؟!

هل الإنتحار وقتل النفس أصبح حلا ، أم هو ظاهرة للتخلص من المسئوليات التى توكل إلينا ام التهرب من مواجهة تحديات وصعوبات الحياة ام هو الضغط النفسى المستمر ، جلد النفس على التقصير وعدم شعور الإنسان بأن له قيمة وشأن وأصبح  وجوده كعدمه ..

أصبح الاستسلام للاكتئاب وشيطان النفس والهوى شئ من  السهل أن يقوم به الإنسان للتخلص من حياته التى لايملك أن ينهيها بيديه انما أمر بالحفاظ عليها وعدم إهلاكها تعالى " ... ولاتقتلو أنفسكم إن الله كان بكم رحيما " ( النساء – ٢٩) فحفظ نفس الإنسان وحياته من الكليات الخمس التى أمرنا الشارع الكريم بالحفاظ عليها .

وقال ( صلى الله عليه وسلم ) : :" وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيءٍ عُذِّبَ بِهِ يَومَ القِيَامَةِ " رواه البخاريُّ.

 وفي حديث آخر: عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ فِي الدُّنْيَا عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (  رواه البخاري ومسلم  .

إن الإنسان  العاقل السوى يخاف من أن يلحق به ضرر فيبتعد عنه ويخاف أن يمسه سوء لكن أن يقدم هو نفسه على قتل  نفسه أين ذهب  به عقله هل قتله لنفسه خلصه من كل المعاناة التى ظن أنه يعانيها ، ألم ينظر من حوله إلى من يعانون من ابتلاءات بفقد الأحباب أوالذين كانوا لهم سند وحماية فى الدنيا  ، بفقد الشعور بالأمان والاستقرار على أنفسهم أو على من حولهم كالبلاد المحتلة الذين يتعرضون للقتل والتعذيب والإغتصاب والتنكيل   أليس هؤلاء هم أولى من يفكر فى إنهاء حياته! والتخلص من المصير الذى يلقاه على يد من لايرحمون ، لكنهم ماذا يفعلون هم يقاومون هم يتصبرون هم يعلمون أن الله ناصرهم ولو بعد حين هم يعلمون أن الحياة وإن طالت فهي إلى فناء أما الدنيا  فهي الطريق الموصلة إلى الآخرة إلى الجنة هم يؤمنون بأن كل ما يأتي من الله حتى وإن كان ابتلاء هو خير فيصبرون عليه ويحتملونه لحسن ظنهم بالله ، هؤلاء امتلأت قلوبهم بحب الله فيقبلون عطايا الله وابتلاءاته  و يرضون بها .

ألم ينظرمن فكر فى الانتحار ، إلى أصحاب الأمراض المستعصية من المصابين بالسرطانات والأورام   هؤلاء يتألمون حتى عند أخذهم للدواء ، لماذا لم يفكر أحدهم بإنهاء حياته تخلصا مما يعانيه من آلام وأوجاع ، هو اختار أن يقاوم ويصبر ويأخذ بالأسباب لا أن يقتل نفسه بسبب هذا العذاب الذى يعيش فيه كل يوم وقد لا يستطيع النوم بسببه أو أن يمارس حياة طبيعية كغيره من البشر.

أنا أرى أن الشخص الذى يقدم على الانتحار أنانى فهو لا يفكر إلا فى نفسه لم يعطى لنفسه فرصة أن يسأل عن مصير من خلفه ماذا سيحدث لهم بعده إن كانت أم أو أب ماذا سيكون مصيرهم من بعده ، أليس لهم عليه حق بعد رعايتهم وتربيتهم له!

من يرعاهم بعد بلوغهم أرذل االعمر ؟؟!

وإننى  لأرى أن من أهم وأقوى الاسباب هو ضعف الوازع الدينى والإيمانى في قلوبهم لم يحسنوا الظن بالله نتيجة ابتعادهم عن الله وعن القيام بأوامره والإبتعاد عن نواهيه ، ابتعدوا عن حقيقة الإيمان ، ولم يعلموا أن السعادة الحقيقية فى حب الله وحسن الظن به سبحانه وتعالى ، اهتموا بغذاء الجسد والماديات المتعلقة به وأهملوا غذاء الروح التى تحيا الإيمان بالله وبحبه وحب رسوله الكريم ( صلى الله عليه وسلم) ، وما علموا أن الإنسان جسد وروح إن طغى أحدهما على الآخر لاختل توازن الإنسان النفسى و العقلى لذا كان من سماحة شريعة الإسلام أن وازنت ما بين هذين الشقين دون أن يطغى أحدهما على الآخر.

لذا كان من المهم أن تهتم الأسر بأولادها فتحتويهم وتكون صلة صداقة بينها وبين أبنائها ، فتتكلم معهم فى شئونهم وتتكلم وتنصت لكل ما يقولون ، ولا تستهين بكلام ينبئ عن اليأس والاكتئاب ، فتقف إلى جوارهم تحاول تقديم الحلول وتصحيح الفهم وتغرس فى قلوبهم  قوة الإيمان بالله لمواجهة أى ضغط فى المستقبل .

فالحمدلله على نعمة الايمان  ، الحمدلله على نعمة الإسلام ،الحمدلله على نعمة العقل ، الحمدلله على  تكريم الله لنا ، الحمدلله على حب الله لنا ، الحمدلله على حسن ظننا بالله ، الحمدلله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه .

نسأل الله أن يحفظ  شبابنا وبناتنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يبعد عنهم شر نفوسهم ووساوس شياطينهم ويهدينا ويهديهم  إلى طريقه الحق المستقيم ويردنا ويردهم إليه ردا جميلا ...

 

هدير فتاح محمد أحمد

من واعظات الأزهر الشريف

عدد المشاهدة (2767)/التعليقات (0)

كلمات دالة: