01 يناير, 2020

حكم قراءة القرآن والذكر بصوت مرتفع أثناء تشييع الجنازة

ما حكم قراءة القرآن والذكر بصوت مرتفع أثناء تشييع الجنازة؟.

ـ الإجابة ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد :

فتفيد لجنة الفتوى بالآتي:

السنة في تشييع الجنازة الصمت والتفكر والاعتبار، وهذا هدي النبي ﷺ والصحاب الكرام، وعليه عمل الأئمة الأربعة، حيث قال ﷺ: «لا تتبع الجنازة بصوت ولا نار»([1]). وقال ابن المنذر: «روينا عن قيس بن عباد أنه قال: كان أصحاب رسول الله ﷺ يكرهون رفع الصوت عند ثلاث: عند الجنائز، وعند الذكر، وعند القتال([2]). قال ابن نجيم الحنفي – رحمه الله –: » وينبغي لمن تبع جنازة أن يُطيل الصمت وَيُكره رفع الصوت بالذكر وقراءة القرآن وغيرهما في الجنّازَة والكراهة فيها كراهة تحريم([3])، وقال الخطيب الشربيني الشافعي ـ رحمه الله ـ :«قال في المجموع: والمختار بل الصواب ما كان عليه السلف من السكوت في حال السير مع الجنازة، ولا يرفع صوته بقراءة ولا ذكر ولا غيرهما، بل يشتغل بالتفكر في الموت وَمَا يُتعلّق به وما يفعله جهلة القُرّاء بالتمطيط وإخراج الكلام عن موضوعه فحرام يجب إنكاره، وكره الحسن وغيره قولهم: استغفروا لأخيكم، وسمع ابن عُمر قائلا يقول: «استغفروا له غفر الله لكم فقال: لا غفر اللّه لك»([4])([5]). وبذلك يتضح للسائل أن الممنوع هو رفع الصوت بقراءة القرآن والذكر أثناء تشييع الجنائز،  أما الذكر سرًا فلا شيء فيه, قال ابن مفلح الحنبلي –رحمه الله –: «ويُسنٌ الذكر والقراءة سرًا، وإلا الصمت، ويُكره رفع الصوت ولو بالقراءة اتفاقًا» ([6]).

هذا إذا كان الحال كما ورد بالسؤال، والله أعلم.

 

([1]) سنن أبي داود، كتاب الجنائز، باب فضل الصلاة على الجنازة وتشييعها، (5/81، رقم 3171).

([2]) ابن المنذر، الأوسط في السنن والاجتماع والاختلاف، كتاب الجنائز باب ذكر خفض الصوت عند حمل الجنازة، (5/389، رقم 3056).

([3]) ابن نجيم، البحر الرائق (٢/207).

([4]) مصنف ابن أبي شيبة، كتاب الجنائز، باب ما قالوا في الرجل يقول خلف الميت : استغفروا له يغفر الله لكم، جـ2صـ474، رقم 11192.

([5]) الشربيني، مغني المحتاج(٢/ ٤٨).

([6]) ابن مفلح، الفروع، جـ3صـ369.

عدد المشاهدة (2643)/التعليقات (0)

كلمات دالة: