02 يناير, 2020

تفسير المحبين لأسماء رب العالمين.. إنها أسماء الله الحسنىٰ (١)

تفسير المحبين لأسماء رب العالمين.. إنها أسماء الله الحسنىٰ (١)

إذا كنت غارقاً في بحور الظلمات، أو كنت بعيداً عن رب المخلوقات ،أو كنت كثير الابتلاءات ،أو كان قلبك ملئ بالأحزان والهموم والآهات، أو كنت تريد رفعة الدرجات ومزيد من الحسنات….

فقد وجدتُ لك كنزاً عظيماً….

هو سبب في دخول جنات النعيم، كما أنه

سبب في استجابة دعاء المؤمنين

وسبب في ذهاب الهموم والأحزان، وانقضاء الشدائد التى نمر بها معظم الوقت

وسبب للسلامة من الأمراض القلبية كالحسد والكِبر والرياء والحقد

وسبب للقرب من الله عز وجل ومحبته

وسبب قوي يدفعك للصبر علي أيّ ابتلاءت قد تصيبك وأخيراً هوسبب لدخول السعادة إلى قلبك ،وانشراح صدرك، والشعور بالسكينة والطمأنينة

إنها (أسماء الله الحسنىٰ)

فإذا آمنتَ بها، وفهمتها، وطبقتها، وتعايشتَ معها  نلتَ السعادة في الدنيا والآخرة

قال تعالي :"وَلِلَّهِ ٱلْأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ فَٱدْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُواْ ٱلَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِىٓ أَسْمَٰٓئِهِۦ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ"

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا-مِائَةً إِلا وَاحِدًا- مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ) .

فلله - عز وجل-تسعة وتسعين اسماً وضعها الحق سبحانه وتعالى للدلالة على ذاته

  • وهذه الأسماء تنقسم إلى قسمين :

_أسماء يجوز وصف الله سبحانه وتعالى بها وبأضدادها مثل (المعز - المذل) (المحيي-المميت) (النافع - الضار)

فيجوز أن نقول الله عز وجل هو المعزّ وهو المذلّ

،الله عز وجل هو المحيي وهو المميت

الله عز وجل هو النافع وهو الضّار

_أسماء يستحيل وصف الله عز وجل بأضدادها مثل (الغني)، (العزيز)، (القوي)

فيستحيل أن نصف الله عز وجل بالفقر أو الذلة  أوالضعف

  • و أسماء الله الحسنى تدل على ثبوت

الكمال الحقيقي لله تعالى…

فكل اسم من أسماء الله الحسنى يمثل صفة من صفات الله عز وجل

ما عدا لفظ الجلالة "الله"  فإنه وإن كان لا يمثل صفة بعينها إلا أنه يندرج تحته جميع صفات الكمال الواجب لذاته تعالى المقدسة

مثال :عندما تدعوا وتقول يا الله…. فإنك تدعوه بكل صفات الكمال التي تليق بذاته المقدسة،التي وصف بها نفسه

أما أى اسم آخر من أسماء الله تعالى فإنه يبرز  صفة من صفاته

فاسم الله الغني (اسم من أسماءه تعالى يوضح غناه عمن سواه)

اسم الله الرحمن (اسم من أسماءه تعالى يبرز صفة الرحمة لديه) وهكذا….

  • ومن المستحيل اشتراك المخلوق مع الخالق_تعالى_ في نفس الصفة أما إذا أُطلِق اسم منها على المخلوق ،فمجرد اللفظ منها،أما المعنى فمختلِف تماماً 

فإذا قلنا ؛ فلان هذا غني  /  الله عز وجل غني

فلان هذا عالم - الله عز وجل عالم

فاللفظ واحد والمعنى مختلف تماماً وهو أن الصفة إذا أُطلقت على الله عز وجل تكون( مطْلقة )

وإذا أُطلقت على المخلوق تكون( نسبية)

مثال :إذا قلنا فلان هذا غني فإن غناه يكون نسبي (محدود) ماذا يملك؟ سيارات - عقارات - أراضي- أولاد…

أما إذا قلنا الله عز وجل هو الغني فإن غناه يكون مطلق (غير محدود) يملك كل شئ، غني عمن سواه، كل ما في السماوات و ما في الأرض وما بينهما تحت قبضته تعالى.

  • وقد قسّم العلماء أسماء الله الحسنىٰ إلى ثلاثة أقسام:

-قسم سمى به الحق سبحانه وتعالى به نفسه ،وأظهره لمن شاء من ملائكته، ولم ينزله في كتابه، فلم يعرفه أحد من البشر

-وقسم سمى به الحق سبحانه وتعالى به نفسه ،وأنزله في كتابه ،فعرفه عباده

-وقسم استأثر به في علم الغيب عنده ،فلم يطلع عليه أحد من خلقه

لذلك جاء في الحديث الصحيح أنه كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم "وأسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك ،أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك"

 

إذا فأسماء الله الحسنى أكثر من تسعه وتسعين اسماً ، فالذي وصل إلينا من عند الله، وعرفناه من القرأن الكريم، وجرى على ألسنة الأنبياء والمرسلين، هم أكثر من ذلك، فقد ذكر الإمام القرطبي في كتابه (الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى) أكثر من مائتي اسم

إنما الغرض من حصر هذه الأسماء في التسعة والتسعين المذكورة في الحديث، أن لها مزية على غيرها.

وللحديث بقية إن شاء الله تعالى….

نتعايش فيه مع لفظ الجلالة (الله)

ثم نتعرف على المعنى الحقيقي المراد من قول النبي صلى الله عليه وسلم (مَن أحصاها.. )

ونجيب على السؤال الذي حير العقول (ما هو اسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سُأل به أعطى)

اللهم اجعلنا ممن آمن بأسماءك الحسنى ، وفهمها ،ووعاها ،وعمل بها ،ونشرها بين الناس، فأحببته وأحبك يا رب العالمين

بقلم :إلهام فاروق شبانة

واعظة بمنطقة وعظ دمياط

 

عدد المشاهدة (13390)/التعليقات (0)

كلمات دالة: منطقة وعظ دمياط