30 يناير, 2020

الحلقة الثــانيــــة الحوار الذى دار بين الأم وابنتها

الحلقة الثــانيــــة  الحوار الذى دار بين الأم وابنتها

في صباح اليوم التالي استيقظت البنت وتوضأت وصلت، ثم اتجهت إلى غرفة أمها وطرقت الباب، فقالت لأمها: تأذني لي بالدخول فأذنت لها، ثم جلست بجوار أمها، وفي عينيها الشوق لتكمل حديثها عن أحكام الطهارة.

                                   الحوار الذى دار بين الأم وابنتها:

البنت: أمي الحبيبة، أريد أن أسالك سؤالًا هامًا، هل تسمحين لي؟

الأم: أجل يا ابنتي تفضلي، ما هو سؤالك ؟

البنت: شكرًا أمي، ما هي كيفية التطهير من الحيض؟

الأم: سؤال وجيه، انتبهي إلى ما أقول عن كيفية الطهارة من الحيض  يا بنيتي: تنوين الاغتسال ورفع الحدث الأكبر ثم تسمين: بسم الله، ثم تغسلين يديكِ ثلاثًا، ثم تستنجين بقطعة قطن مبللة بالمسك أو الطيب لإزالة رائحة الدم، وبعدها تطهِّرين يديكِ بالماء والصابون، ثم تتوضئين وضوءك للصلاة، ثم تصبِّين الماء على رأسكِ ثلاث مرات وتدلكين شعركِ جيدا، ثم تفيضين الماء على بدنكِ بدءا من الشق الأيمن، ثم الأيسر، من الرأس إلى القدم من غير إهمال للمناطق التي لا يصلها الماء مثل تحت الإبطين أو خلف الركبتين، ثم تُعمِّمين الماء على بدنكِ كله، والدليل على ذلك ما روته عائشة أم المؤمنين ـ رضى الله عنها ـ أنَّ أسْمَاءَ سَأَلَتِ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عن غُسْلِ المَحِيضِ؟ فَقالَ: "تَأْخُذُ إحْدَاكُنَّ مَاءَهَا وسِدْرَتَهَا، فَتَطَهَّرُ فَتُحْسِنُ الطُّهُورَ، ثُمَّ تَصُبُّ علَى رَأْسِهَا فَتَدْلُكُهُ دَلْكًا شَدِيدًا حتَّى تَبْلُغَ شُؤُونَ رَأْسِهَا، ثُمَّ تَصُبُّ عَلَيْهَا المَاءَ، ثُمَّ تَأْخُذُ فِرْصَةً مُمَسَّكَةً فَتَطَهَّرُ بهَا فَقالَتْ أسْمَاءُ: وكيفَ تَطَهَّرُ بهَا؟ فَقالَ: سُبْحَانَ اللهِ، تَطَهَّرِينَ بهَا فَقالَتْ عَائِشَةُ: كَأنَّهَا تُخْفِي ذلكَ تَتَبَّعِينَ أثَرَ الدَّمِ،...." رواه مسلم.

البنت: الآن خطر على ذهني سؤال يا أمي، حكم من ظنت أنها طهرت من الحيض فاغتسلت وصلت وصامت ثم عاد لها أثر الدم وهي ما زالت في فترة الحيض؟

الأم: تنظر إلى ابنتها في دهشة، ممتاز...أحسنتِ يا قرة عيني: فإذا ظننتِ يا ابنيتي أنك قد طهرتِ من الحيض قبل مضي أقصى مدة الحيض، فاغتسلتِ وصليتِ وصُمتِ، ثم عاد لك أثر دم، من حمرة أو صفرة أو كدرة، فتبين لك أنك أخطأتِ في تقديرها، بطل غُسلك ووجب عليك إعادة الغسل بعد أن تتأكدي من طهرك، وبطل صيامك تلك الأيام التي أخطأتِ بها، ووجب عليك قضاؤها كباقي أيام الحيض؛ لأنك في تلك الفترة ما زلتِ في حيضتك، طالما عاد لك أثر دم قبل مضي أقصى مدة الحيض، ولا يجب عليك قضاء الصلاة أيام حيضك، والأصل في ذلك يقول الله تعالى في كتابه العزيز: )إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا .....  ( ، (سورة يونس آية (36، والقاعدة الفقهية "لا عبرة بالظن البين خطؤه "، ثم تسترسل الأم ــ مبتسمةــ وعليك يا غاليتي أن تتيقني من حصول الطهر كما وضحت لك في الجلسة السابقة، قال الإمام البخاري رحمه الله (بَاب إِقْبَالِ الْمَحِيضِ وَإِدْبَارِهِ):  "وَكُنَّ نِسَاءٌ يَبْعَثْنَ إِلَى عَائِشَةَ بِالدُّرَجَةِ فِيهَا الْكُرْسُفُ فِيهِ الصُّفْرَةُ ، فَتَقُولُ: لا تَعْجَلْنَ حَتَّى تَرَيْنَ الْقَصَّةَ الْبَيْضَاءَ. تُرِيدُ بِذَلِكَ الطُّهْرَ مِنْ الْحَيْضَةِ".

الأم: الآن هل لك سؤال آخر؟ وهل هناك أمر استصعب عليك في ما قلته لك؟

البنت: لا، وليس عندي سؤال آخر،  فقد فهمت.

الأم: رائع...... للحديث بقية حبيبتي.

الأم: سأتحدث معك يا بنيتي في اللقاء القادم عن باقي الأحكام التي تخص المرأة المسلمة بإذن الله تعالى.

إعداد: أسماء أحمد محمد حميدة ،  مجمع البحوث الإسلامية

عدد المشاهدة (2787)/التعليقات (0)

كلمات دالة: