04 فبراير, 2020

ليكن لنا في رسول الله أسوة حسنة

ليكن لنا في رسول الله أسوة حسنة

وقفت عند قول النبي-صلى الله عليه وسلم- " أَعْظَمُ النِّسَاءِ بَرَكَةً أَيْسَرُهُنَّ مَئُونَةً "  رواه أحمد والنسائي.

 وهنا حدثتني النفس قائلة: ألم يقف أبي وأمي على هذا الحديث؟

 ألم يسمع به مجتمعنا؟

فإذا بنفسي تخبرني قائلة: لعلهم لم يطلعوا عليه فأخبريهم به.

فذهبت إلى أمي وقلت لها : أمي لقد وقفت عند قول النبي- صلى الله عليه وسلم- " أعظم النساء بركة أيسرهن مئونة " فهل سمعتِ بهذا الحديث من قبل ؟ قالت: ومن منا لم يسمعه؟  فالنبي- صلى الله عليه وسلم- يريد أن يخبرنا أن أعظم النساء وخيرهن أقلهن مهراً وتكاليفاً في الزواج، ثم بأمي تستدرك قائلة: ولكن هذا لا يمنع من أن بعض الفتيات لابد وأن يكون مهرها غالياً حتى لا ينظر إليها المجتمع نظرة تقلل من شأنها.

فهنا خاطبتني نفسي قائلة: كأن الاستدراك للحديث يا أمي لعلمك بما يجول في خاطري، إذاً أنتم على علم وفهم لحديث النبي- صلى الله عليه وسلم- فلماذا لا تطبقوه؟ لماذا تظلمونّي ؟ ألا ترون تقدم السن بي؟

وفي المساء جاء أبي ودار حديث بينه وبين أمي يعقبه نداء علي يقول لي: بنيتي اجلسي بجواري، فجلست فحدثني قائلاً: لقد خبرتني أمك بما دار بينكما ولقد سمعت هذا الحديث مراراً من لشيخ في المسجد، ولكن بنيتي هل ترضين بأن تكوني أقل مهراً من ابنة خالتكِ؟ لقد جاءوا لها بمائة (١٠٠) جرام من الذهب، وابنة عمكِ جاءها مثل ذلك هل ترضين أن تكوني أقل منهم و تقللي من شأنكِ وشأننا؟

فحاورته قائلة:  أبي كم دام زواج ابنة خالتي؟

 زواجها لم يتجاوز السنتين.

وابنة عمي كم مكثت مع زوجها؟

 لقد تركها وسافر لكي يسدد دينه لقد تزوجت منذ سنة لم تمكث فيها مع زوجها إلا شهراً.

يا أبي أهذا ما تريده أنت لي؟ !!

يا أبي ألم تسمع من الشيخ _أيضاً _قول النبي _صلى الله عليه وسلم_ :

 " إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ  وَفَسَادٌ عَرِيضٌ "

رواه الترمذي ( 1084)

ألم يتقدم لخطبتي من أشدت بدينه وخلقه ولكن لا يقدر على الإتيان بمهري؟

يا أبي لقد كانت السيدة فاطمة بنت النبي _صلى الله عليه وسلم _ أكرم النساء وأفضلهن وأعلاهن منزلة ومكانة وعلى الرغم من ذلك ما كان مهرها؟ هل طلب النبي _صلى الله عليه وسلم _ لها قصراً وذهباً يليق بمكانتها؟

لقد سأل سيدنا عليا _رضي الله عنه _ عن أي شيء يملكه، فلما لم يجد سأله عن درع كان النبي _صلى الله عليه وسلم _قد أهداها له.

لقد جعل النبي _صلى الله عليه وسلم_ مهر ابنته وأغلى الناس عنده_ والتي كان يناديها (بأم أبيها) _محبة وتقديراً هو ما كان قد أهداه لسيدنا على _رضى الله عنه _هل أنقص ذلك من قدرها؟!!

يا أبي ليكن لك في رسول الله _صلى الله عليه وسلم _ أسوة حسنة.

فيا كل الآباء والأولياء لا تعضلوا نساءكم على الزواج إن جاءكم من ترضون دينه وخلقه.

 

أسماء أحمد عوض الله

منطقة وعظ دمياط

عدد المشاهدة (7675)/التعليقات (0)

كلمات دالة: منطقة وعظ دمياط