09 فبراير, 2020

من توصيات مؤتمر الأزهر العالمى للتجديد.. المخدِّرات حرامٌ قطعاً

من توصيات مؤتمر الأزهر العالمى للتجديد.. المخدِّرات حرامٌ قطعاً

فى السابعِ والعشرين والثامنِ والعشرين من شهر يناير٠٢٠٢ عُقد مؤتمرالأزهر العالمى للتجديد بحضور لفيفٍ من العلماء من ستٍ وأربعين دولة، وقد قام فضيلةُ الإمامِ الأكبرِ_شيخُ الأزهرِ الشريفِ ورئيسُ مجلسِ حكماءِ المسلمين _بإلقاءِ البيانِ الختامىّ لما آلت إليهِ فعالياتُ المؤتمرِ، وتمّ حسمُ تسعٍ وعشرين قضيةٍ هامّةٍ كان من بينها تحريمُ المخدِّرات، فنصّ حديثُ فضيلةِ الإمامِ على أنّ :(المخدّرات وسائر المسكرات _مهما كان اسمها ومقدارُها قلّ أو كثُر وما يُؤثر على العقلِ والسلوكِ حرامٌ قطعاً _ ويجب إتخاذُ كافة التدابير التربوية والثقافية والدعوية والأمنية التى تمنع من تعاطيها وتداولها كما يجب سن العقوبات الرّادعة لجالبيها؛ ومروجيها ودعم مراكز علاج الإدمان لزيادة قُدرتها على علاج المدمنين ودمجهِم فى المجتمع؛ وعلى الجهات المختصة منع إظهار تجار المخدِّرات والمتعاطين)

إنّ المخدِّرات لعنةٌ كبرى استشرت فى حياة المجتمعات فهى خطرٌ يهددُ الشبابَ وينذِرُ بانهيارِهِم، وهى آفةٌ قادرةٌعلى النيْلِ من مبادئ الوطنِ والإطاحةِ بقيمهِ الرّاسخة، يلجأ الشبابُ إليها فى البدايةِ بدافعِ الاستقلالية أو التحرُر من القيود الأسرية والتمرُدِ على القيم أو الميْلِ إلى العناد ومحاولة إثبات الذّات، وقد لجأ إليها جمعٌ غفيرٌ لمجرّد التجربة؛ ولكن سرعانَ ماتتوغلُ سمومها فى دمِه وشرايينِه ويُصبحُ مدمناً لها؛ تزدادُ الجرعةُيوماً بعد يومٍ فلا يُمكنهُ التوقف ولا يستطيعُ تحمُّل أعراضِ الإنسحابِ.

يصبح الشابُ_أوالفتاةُ_ بعد الإدمانِ مُحاطاً بعالمٍ من الأسرارِ؛ منتمياً إلى عالمِ المدمنين برفقاءٍ جددٍ شركاءٍ له فى الميول والاتجاهات، ويقلُ انتماؤه لأسرتِه ومُعلميه ورفقائهِ القُدامى، وفى كثيرٍ من الأحيانِ يتعلمُ المدمنُ السرقة كلما أمكنهُ ذلك للحصولِ على المادةِ المُخدّرة التى يتعاطاها،هذا من الناحيةِ الاجتماعية.

أما من النّاحية الطبيٍة فيُصابُ المدمنُ غالباً بأمراضٍ مثل :الهلوسة والهذيان وضعف الذاكرة وضعف جهاز المناعة واضطرابات نبضات القلب وتلف فى الدّماغ وأحياناً يتعرّض للموتِ المفاجئ يتعاطى جرعةٍ زائدةٍ وهو ما يُسمى_esod revo.

ومن الناحية الدينية فإنّ مدمن المخدِّرات يفقدُ اثنين من كُلياتٍ خمسٍ هنّ مقاصدُ الشريعةِ الإسلامية؛ يفقدُ عقلَهُ الذى هو سبب التكريم ومناطُ التكليف، ويفقدُ مالهُ الذى هو وسيلتُهُ لحياةٍ كريمةٍ وسببٌ لعزتهِ واستغنائهِ عن الناس. لذا جاء تحريمُ الخمرِ والمخدّراتِ وجميعُ المسكراتِ تحريماً قطعياً بنص القرآن الكريمِ فى قوله تعالى :"يَاأيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيْسِرُ وَالأنصَابُ والأزلامُ رجسٌ من عَمَلِ الشّيطَانِ فاجْتَنِبُوهُ لَعَلّكُم تُفلِحُون"

سورة المائدة:أية ٠٩

ومن السنةِ نصُ حديثِ الرسولِ _صلى الله عليه وسلم _الّذى قال فيهِ:"كُلُ مُسْكِرٍ خَمرٌ وكُلُ مُسْكِرٍ حَرَامٌ" رواه مسلمٌ.

وَيُمكِنُ تلخيصُ توصياتِ فضيلةِ الإمامِ الأكبرِ فى النقاط الآتية:

أولا: الوقوفُ على الأسبابِ النّفسيةِ والإجتماعيةِ التى تُؤدى إلى الإدمانِ.

ثانياً: إتخاذُ كافّةِ التدابيرِ التربويةِ اللازمة، ومتابعة الأسرةِ لأبنائها وإبعادهم عن رفقاءِ السوءِ.

ثالثاً: لوسائلِ الإعلامِ دورٌ فعّالٌ فى بيانِ مخاطر الإدمانِ وتوابعهِ الضّارّةِ على المجتمع كله.

رابعاً: من النّاحية الأمنية يجبُ وضع الأشخاصِ المسموحِ لهم بتداوُلِ الموّاد المُخدِّرة للأغراضِ الطبيةِ تحت الرّقابةِ الحكوميّة.

خامساً: إنشاء مراكزَ لعلاجٍ المدمنين نفسياً وبدنياً وتكونُ فى متناولِ الجميعِ وعدم إقصاء هؤلاءِ الشّبابِ - بعد التعافى عن المجتمع؛ بل ينبغى إدماجهم فى المجتمعِ والاستفادة من طاقتهم.

سادساً: تطبيقُ أشدّ العقوباتِ على بائٌعى ومُروّجى المخدِّرات الّذين لايُريدون سُوى جنْى المزيدِ من الأرباحِ والأموالِ المُلوّثةِ بدماءِ الضّحايا.

هدى محمد عبيد الشاذلى

منطقة وعظ الغربية

عدد المشاهدة (4004)/التعليقات (0)