24 فبراير, 2020

منطقة "وعظ الأقصر" تعقد المؤتمر النصف السنوي لبيان دورها في المشاركة المجتمعية الإيجابية

منطقة "وعظ الأقصر" تعقد المؤتمر النصف السنوي لبيان دورها في المشاركة المجتمعية الإيجابية

الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية: نسعى لصناعة نموذج يحتذى به في العمل الوطني الذي يحقق الأمن والأمان
الدكتور حسن القصبي: الأمن المجتمعي لا يأتي إلا من الأمن الفكري
الأب أرمانيوس راعي كنيسة السيدة العذراء بالأقصر: كتيبة الوعظ التي تجوب القرى والنجوع لنشر الفكر المعتدل تزيدنا قوة على قوتنا


شهدت محافظة الأقصر صباح اليوم الإثنين الموافق 24 فبراير 2020 م انطلاق المؤتمر نصف السنوي لمنطقة الوعظ والفتوى الدينية بالمحافظة والذي حمل عنوان "دور منطقة وعظ الأقصر في المشاركة المجتمعية الإيجابية" وذلك تحت رعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وبحضور الدكتور محمد عبدالقادر حجازي نائب محافظ الأقصر والأستاذ الدكتور نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية والدكتور سعيد عامر الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية والدكتور حسن القصبي الأمين المساعد لشئون البحث العلمي والشيخ أحمد محمود طايع مدير عام منطقة وعظ الأقصر والشيخ محمد الرملي حسين أمين عام بيت العائلة بالأقصر والأب أرمانيوس روماني راعي كنيسة السيدة العذراء ونخبة من علماء الأزهر والقيادات التنفيذية والدينية بالمحافظة .
أكد الشيخ أحمد طايع مدير منطقة وعظ الأقصر على أن الدعوة إلى الله من أشرف الرسالات وهي رسالة وليست وظيفة؛ مشيرًا إلى أن التعاون والتنسيق الكامل بين منطقة الوعظ والجهات التنفيذية والدينية بالمحافظة قد أثمر في الوصول إلى أكبر عدد كبير من الجماهير في مختلف قرى ومدن المحافظة، وتم نشر القيم الأخلاقية والمجتمعية الشاملة، وتنمية روح الانتماء للوطن والعمل من أجل رفعته، ونشر صحيح الدين لحماية الشباب من الأفكار الهدامة والمتطرفة؛ وذلك لأن الشباب في هذه الأمة هم غرتها اللامعة وشمسها الساطعة وهم الدم الحار الذي يتدفق في شرايينها فيمد أطرافها بالحيوية والنشاط.
وقدَّم الشيخ عمر سيد أبو خليل مدير الدعوة بوعظ الأقصر عرضًا بالأرقام عن الأنشطة والفعاليات التي يقوم بها وعاظ وواعظات الأزهر الشريف في محافظة الأقصر عدد الندوات التي تم عقدها بالأندية ومراكز الشباب والتي وصلت إلى 3611 ندوة، حيث وصل عددها بالمدارس إلى 1021 ندوة وفي المعاهد الأزهرية 1586 محاضرة، كما تم تنفيذ 30 محاضرة بالهيئات والمصالح الحكومية، كما تم إلقاء 157 محاضرة بالمصانع والشركات.
وأضاف مدير وعظ الأقصر أن الندوات التي أقامها الوعظ شملت الجهات الشرطية والأمنية بعدد 341 محاضرة بمراكز وأقسام الشرطة و36 محاضرة بالأمن المركزي و68 محاضرة بالسجون، بالتعاون مع إقليم جنوب الصعيد الثقافي، حيث تم عقد 681 محاضرة بقصور الثقافة وكان لواعظات الأقصر دور محمود في نشر الوعي الديني بين السيدات على مستوى المحافظة بعدد 1772 درس، بالإضافة إلى عقد محاضرات تفاعلية بعدد 2140 مع جمهور " المقاهي الثقافية " ناهيك عن دور المنطقة المتميز في لجان المصالحات في محافظة الأقصر وقنا وأسوان والمشاركة في فعاليات بيت العائلة المصرية والرابطة العالمية لخريجي الأزهر الشريف، هذا بالإضافة إلى ما تقوم به المنطقة من دور هام وفعال في قضايا التحكيم " الخلع " والمصالحة بين الأزواج للحفاظ على كيان الأسرة المصرية وتجنبًا لتشرد الأطفال؛ حيث إن الأسرة هي اللبنة التي يؤدي استقرارها إلى استقرار المجتمع؛ هذا إلى جانب ما تقوم به منطقة وعظ الأقصر من نشاط في مجال الدعوة .
وتحدث الأب أرمانيوس راعي كنيسة السيدة العذراء عن مظلة بيت العائلة المصرية، وقال: إن بيت العائلة منَحَني التعرف على علماء الأزهر ومشاركتهم في فعاليات كثيرة للتأكيد على الوحدة الوطنية وضرب عدة أمثلة من مواقف حياتية استطاع من خلالها وأفراد العائلة في حل العديد من المشكلات، وتابع: وأثني على كتيبة الوعظ التي تجوب قري ونجوع الأقصر لنشر الفكر المعتدل الذي يزيدنا قوة على قوتنا .
وأكد الأستاذ الدكتور حسن القصبي مساعد الأمين العام لشئون البحث العلمي على أن الأمن المجتمعي لا يأتي إلا من الأمن الفكري وأن الوعاظ عليهم أن يتحملوا هذه الأمانة العظيمة والناس في مصر يقدرون الزي الأزهري فما بالنا إذا حمل صاحبه العلم والفكر والثقافة والتعايش؟! وتابع: العامة أمانة في أعناقنا وخاصة في الأماكن البكر كالأقصر وأسوان فكونوا خير من يحملها، والوعاظ قلة اصطفاهم الله ويكفيهم قول الله: {ومن أحسن قولًا ممن دعا إلى الله}.
أمَّا الدكتور محمد عبدالقادر حجازي نائب محافظ الأقصر فإنه يرى أن هذا المؤتمر مختلف ومتميز وأنه من أهم المؤتمرات التي شهدها ويقدم رسالة تهم كل شخص؛ وأن الإنسان عندما يستيقظ من نومه يقول " اللهم إني أسألك خير هذا اليوم " فهذا المؤتمر بما يحمله من معان يخدم هذه الأهداف التي خلق الإنسان من أجلها؛ لأن الأديان السماوية تؤدي إلى التكامل وليس كما يرى البعض الذي يخرج الكلمات عن مدلولها وهذا دور علماء الأزهر في تسليط الضوء على هذا لتقويم السلوكيات .
وأشاد الشيخ محمد الرملي حسين أمين عام بيت العائلة المصرية بالأقصر بدور أهل الوعظ وأنهم على ثغر من ثغور الإسلام وبجهودهم المبذولة في بيت العائلة تمكنوا من القضاء على مشكلات وقضايا مجتمعية.
فيما أكد الأستاذ الدكتور نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية على أن هذا المؤتمر يأتي انطلاقًا من الدور الإنساني والاجتماعي الذي يضطلع به الأزهرُ الشريف والذي يُعد مكملًا لدوره الدعوي والتعليمي وللتأكيد على التعاون المُثمر بين كافة مؤسسات الدولة لنشر الفكر الوسطي المعتدل بعيدا عن التطرف والإرهاب ويسهم في إبراز الدور الإيجابي للمنتسبين لهذه المؤسسة العريقة التي توجه إليها اتهامات جائرة من أقلام مأجورة تصف الأزهر بما ليس فيه؛ مشيرًا إلى أن الأزهر حجر عثرة وحائط صد ضد الأفكار الخاطئة ويكشف من خلال الإصدارات العلمية والقوافل الدعوية وحمله لأمانة الكلمة التي هو أحق بها؛ فقد استطاع الأزهر في الآونة الأخيرة التصدي لحرب الشائعات التي انطلقت للإضرار بالدولة المصرية وقام بتصحيح المفاهيم في أروقته وفي كافة المراكز والهيئات والمؤسسات واستحدث وظيفة الداعية للتأكيد على دور المرأة الداعية وهي تجربة فريدة ورائدة في العالم بأسره فالعالم كالطبيب يفتش عن المرض ليكشفه ويشخصه ثم يقوم بالعلاج والدواء ؛ ونعمل من خلال لجان لم الشمل والوفاق الأسري لرأب الصدع وبناء الأسرة التي قد تضعف أمام ضغوطات الحياة .
وقال " عياد " جئنا بهذه المؤتمرات لنعرض بضاعتنا على مؤسسات الدولة المختلفة لنسهم معًا بشكل محوري في لم الشمل والحفاظ على المجتمع والإيمان التام بقيمة الأخوة الإنسانية من خلال بيت العائلة واحترام الكرامة الإنسانية والحرية ونبذ العنف والإرهاب .
وقد أوصى وعاظ الأقصر بضرورة المحافظة على الميثاق والتأكيد على صورة العالم الأزهري والتعاون مع كافة مؤسسات الدولة وصناعة نموذج يحتذى به في العمل الوطني الذي يحقق الأمن والأمان والسلم والسلام .
فيما أشار الشيخ جمال سليمان حسن مدير التعليم الثانوي نائبا عن الشيخ الدكتور خليفة محمد إبراهيم رئيس الإدارة المركزية لمنطقة الأقصر الأزهرية إلى أن أهل الدعوة تلقَّوا أمرًا من فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف بأن لا تقتصر الدعوة على المساجد ودور العبادة فقط بل تكون في النوادي والمدارس والمقاهي والطرقات عملا بقول الله تعالى {قال رب إني دعوت قومي ليلًا ونهارا} كما ينبغي ألا تنصرف دعوتنا لتقوية حزب أو تيار أو تكفير جماعة أو مباهاة بمؤسسة فيصبح الداعية مرشدا ويمسي مفسدا.

عدد المشاهدة (8296)/التعليقات (0)

كلمات دالة: منطقة وعظ الأقصر