03 مارس, 2020

في كلمته بمؤتمر الإمام أبو منصور الماتريدي بأوزباكستان.. أمين "البحوث الإسلامية": رجال المدرسة الماتريدية قدموا للحضارة الإنسانية زادا علميًّا وقوتا مشبِعا ثرِيا

في كلمته بمؤتمر الإمام أبو منصور الماتريدي بأوزباكستان.. أمين "البحوث الإسلامية": رجال المدرسة الماتريدية قدموا للحضارة الإنسانية زادا علميًّا وقوتا مشبِعا ثرِيا

شارك الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د. نظير عياد في فعاليات مؤتمر الإمام أبو منصور الماتريدي والتعاليم الماتريدية: الماضي والحاضر بدولة أوزبكستان، ضمن وفد الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب شيخ الأزهر. 
وقال الأمين العام خلال كلمته التي ألقاها بالمؤتمر إن هذا المؤتمر يأتي في وقت الإنسانية فيه عامة في حاجة ماسة إلى أمثال هؤلاء الأعلام الأفذاذِ، الذين وقفوا حياتهم لخدمة دينهم وأوطانهم، وفق مناهج تراعي الكرامة الإنسانية، وتحفظ للآدمية حقوقها، وأثمن رؤية هذا المؤتمرِ، التي تتعلق بشخصية الإمام الماتُريدي، للتعريف به، وللكشف عن منهجِه، كما أثمن رسالة المؤتمر التي تهدف إلى الكشف عن رجال خدموا العلم بقلوبهِم وعقولهم، وفهِمُوا الدِين وفق مراد ربهِم، وعملوا على مناقشة خصومهِم وفق منهجية وأدوات بحثية تحقق المقصود، وتوصِل إليه دون شطط، أو تحريف، أو خروج عن روح الدينِ الإسلامي.
أضاف عياد أن الواقع يؤكد أن الإنسانية اليوم في حاجة ماسة إلى مذهب عقدي يزكي النفس، ويسمو بها، وفي الوقت ذاتِه يدفعها إلى التدافع الحضاري، كما أنها في حاجة ماسة إلى حضارة تذكي جذْوة الإيمان بالله، وبالرسالات السماوية، حضارةٍ تمْنحها الدين ولا تحرمها العلْم، وتمنحها الإيمان الذي لا يعادي العقل، حضارة تعطيها غذاء الروح والبدن، تعطيها الآخرة، ولا تحَرم عليها الدنيا.
أوضح الأمين العام أن العقيدة الإسلامية الصحيحة هي وحدها القادرة على بعث الحضارة الإسلامية من جديد؛ لأنها وحدها القائمة على أساس التوحيد المطلق، الذي يصحح العلاقة بين الخالق والمخلوق، حيث أسهم علماء العقيدة بنصيب كبير في بناء الحضارة، وفي تحمل المسئولية الدينية، ومنهم رجال المدرسة الماتريدية، الذين سرت فيهم روح الإمام الأعظم أبي حنيفة، وتتلمذوا على مؤلفاته.
أكد عيّاد على ضرورة البحث في الكنوزِ الجليلة التي تركها لنا علماء هذه المدرسة في مختلف المجالاتِ: العقدية والفقهية والأصولية واللُّغوية؛ باعتبارِها لاتزال تَلْفت الانتباه، وتجذب العقول، وتفتح للناس آفاقًا جديدة من الفكر والتأمل، ولم تزل مرشدة للخلْق، تفيدهم في أصول التفكيرِ وأهدافه، وتوجههم إلى استلهام حس البناء الحضاري الذي يمكن لهم، ويدفع بهم إلى العودة إلى مكانهُِ المتروكِ، وأداء دورِهم المنشود.
وختم الأمين العام كلمته بالتأكيد على دور المدرسة الماتريدية وأنها مدرسة العقل والاعتدال، حيث تمثل اتجاها إسلاميا معتدلًا لا يبْتعد عن الإسلام السُّنِي المنضبط، في إطار من التسامح، ورفض العنف بأشكاله وأنواعه كافَّة، وأن رجال المدرسة الماتريدية قد قدموا للحضارة الإنسانية زادا علميًّا وقوتا مشبِعا ثرِيا، يشَكل في مجْملِه لبِنة أصيلة من لبِنات بناء الحضارة الإنسانية.

عدد المشاهدة (820)/التعليقات (0)

كلمات دالة: