04 مارس, 2020

مُغَيّبُون !

مُغَيّبُون !

انتشرت في الآونة الأخيرة على ساحات وسائل التواصل الاجتماعي، أو ما يسمى: (بالسوشيال ميديا)  ضحكات ساخرة واستهزاءات بكل الأحداث التي تمر بها البلاد وتجري علي العباد، وأصحاب هذه الأفعال غير مبالين ولا مقدرين لخطر هذا الأمر على الجانبين الديني والأخلاقي.
بداية من الحوار الذي دار بين شيخ الأزهر فضيلة الإمام أحمد الطيب ورئيس جامعة القاهرة الأستاذ الدكتور الخشت في مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد، ولم يكن رد  فضيلة الإمام  في هذا المقام من قبيل التحدي أو إظهار المعاندة أو الندية كما صوره بعضهم!! وإنما كان الرد في مقام إظهار الحق ومقارعة الحجة بالحجة، وكانت مناقشة علمية بحتة،  ولم يكن من الصواب أبدا أن نجعل كلام رئيس جامعة القاهرة وسيلة للسخرية من شخصه أو وموقفه ورأيه واتجاهه، ولكن هذا ما حدث بالفعل !! حيث شاهدنا جميعًا_ و للأسف الشديد_ أكثر من ذلك مما لا يليق أبدا بأمة كأمتنا أوبشباب يعرف ويعي ويفهم جيدا مايقول، ولو تدبرنا وفقهنا ماحدث جيدا فلن نجد أي فائدة تعود علينا، إذ لم يحدث سوى إثارة البلبلة والتخبط دون وعي أو قراءة للحاضر والمستقبل. 
ثم تضافرت الأحداث إلى أن وصلنا إلى انتشار فيروس في معظم بلاد العالم_ عُرِف بفيروس كورونا أثار ضجة وذعرا  وخوفا بين الناس؛ نظرا لخطورته وإصابة كثير من أفراد المجتمعات به بأعداد مهولة، ولكن إذا نظرنا لحال الشعب المصري في استقبال الخبر وجدنا عددا من المغيبين قابلوه بسخرية واستهزاء، وقد نسي هؤلاء أو تناسوا قول النبي صلى الله عليه وسلم_ في الحديث الذي يرويه سيدنا أبو هريرة  "...وَلاَ تُكْثِرِ الضَّحِكَ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ القَلْبَ". سنن الترمذي
أي أن كثرة الضحك تورث قسوة القلب، لأن الإفراط فيه يورث الانغماس في اللهو والغفلة عن الآخرة ، وإذا كان الإسلام يكره الغلو والإسراف في كل شيء حتي في العبادة؛ فكيف باللهو والمرح والاستهزاء والسخرية؟! 
كمانسي هؤلاء أيضا أن النبي_ صلى الله عليه وسلم _أمرنا بالتحصن من الأمراض، فكان -صلى الله عليه وسلم- يكثر من الاستعاذة بالله  «من الْبَرَصِ، وَالْجُنُونِ، وَالْجُذَامِ، وَمِنْ سَيِّئْ الْأَسْقَامِ» رواه أبو داود (رقم/1554).
 فاستقيموا يرحمنا ويرحمكم الله. 
 الواعظة / سارة سلطان محمود.
 منطقة وعظ دمياط

عدد المشاهدة (7655)/التعليقات (0)

كلمات دالة: منطقة وعظ دمياط