قام الشيخ/ إسلام السعيد، واعظ بمنطقة وعظ القليوبية، بإلقاء محاضرة في قصر ثقافة بنها بعنوان: "التواضع وأثره على الفرد والمجتمع"، وذلك بحضور مدير القصر الأستاذ/ رأفت سعيد، والذي أشاد بالدور الكبير للأزهر الشريف في التوعية، وحِرص الأزهر على توصيل فهم الدين الصحيح من خلال المحاضرات الدعوية.
وفي بداية الندوة تم التعريف بمعنى التواضع، وبيان أن الإسلام قد رغَّب فيه وحثَّ عليه؛ ابتغاء مرضات الله، وأنَّ مَن تواضع جازاه الله على تواضعه بالرِّفعة، حيث وردت نصوصٌ مِن السُّنَّة النَّبويَّة تدلُّ على ذلك، منها قوله صلى الله عليه وسلم: «ما نقصت صدقة مِن مال، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلَّا عزًّا، وما تواضع أحد لله إلَّا رفعه الله».
بعد ذلك تم ذكر العديد من فوائد التواضع؛ ومن أبرزها أنَّه يرفع المرء قدرًا ويُعْظِم له خطرًا ويزيده نبلًا ومنزلة في قلوب الناس، وأنه يزيل الشَّحناء بين النَّاس، ويريح مِن تعب المباهاة والمفاخرة، كما أن التواضع يوجِد المحبة بين أفراد المجتمع، والتي بدورها تسهم في تقدم ورقي ونهضة الأمم، بخلاف ما لو انشغل كل فرد بما يسهم في التعالي على الآخرين؛ مما يوجِد الشحناء والبغضاء التي تؤدي إلى انهيار أي مجتمع من المجتمعات.
كما تم بيان بعض الوسائل المعينة على التواضع، والتي من بينها تقوى الله عز وجل؛ عملًا بقوله تعالى: {تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}، وكذلك معرفة الإنسان قدرَه؛ حيث قال تعالى: {وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً}.