01 فبراير, 2024

خلال ندوة «حكماء المسلمين» بمعرض القاهرة الدولي للكتاب.. أمين «البحوث الإسلامية»: العلاقة بين العقل والنقل قضية واضحة ليس فيها شك

خلال ندوة «حكماء المسلمين» بمعرض القاهرة الدولي للكتاب.. أمين «البحوث الإسلامية»: العلاقة بين العقل والنقل قضية واضحة ليس فيها شك

عميد «أصول الدين»: ما ذمَّ الله صنيعًا مثلما ذمَّ صنيع قوم ألغوا عقولهم وعطلوا ملكتهم الفكرية 

قال الدكتور نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن قضيه العلاقة بين العقلي والنقلي واحده من القضايا المحورية، بل إنها لم يخل منها عصر من العصور من التوقف أمامها أو تعرض لها إما قدحا أو مدحا يتساوى كذلك ما يسمى بالنتائج الوضعية او الأديان الوضعية تجاوزا وكذلك الشرائع السماوية لكن عندما نتوقف في هذه المسالة أمام الإسلام كدين وشريعة سوف نجد أن الإسلام أولى هذه القضية موفور العناية وهذه العناية جاءت من النظرة التكاملية التي حبا الإسلام بها العقل ومقاصده منه وأهدافه ثم يتأكد ذلك من خلال هذا النص المحكم الذي جاء بأهداف بعينها وبغايات بعينها تتمثل في التأكيد على أن عقلًا دون نص لا يصح وأن نقلا دون عقل لا يصح، فلم يشأ الله أن يوكل الناس إلى النص فحسب أو إلى العقل فحسب لكن العجيب فعلا أن الله خلق الخلق وأعطى للخلق نوعين من الرسل الأول طاهر واضح للعيان وهو هذا النبي الذي اختاره الله تبارك وتعالى وهو إعلام حيث يجعل رسالته، والآخر خلق خفي وهو العقل لكن يستلفت النظر أن الله تبارك وتعالى وإن أنعم على الناس بهذين الرجلين فإنه سبحانه قد أوقف صدق وقبول ونجاح الرسول الظاهر على استقامة الرسول الباطن وهو العقل وهو ما أشار إليه العلامة الراغب الأصفهاني في كتابه الزريعة إلى مكارم الشريعة عندما قال لله في خلقه رسولان: رسول في الظاهر ورسول من الباطن، أما الظاهر فهو النبي وأما الباطن فهو العقل ثم عقب قائلًا: ولا يمكن لرسول الظاهر أن يحقق المراد من بعثته أو يصل إلى دعوته إلا إذا تحقق الاقتناع بالعقل والاستقامة التامة للعقل، فقضيه العلاقة بين العقل وبين النقل قضية واضحة.
وأضاف عياد في كلمته بالندوة التي عقدها مجلس حكماء المسلمين بعنوان: «الدين والعقل .. مقاربات منهجية» بمشاركة د.  محمود حسين، عميد كلية أصول الدين بالقاهرة، د. محمد مشعل عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين والذي أدار الندوة، أن هناك بعض الاتجاهات أو بعض الأشخاص أو بعض الأفهام تحاول بقصد أو بدون قصد بعلم أو بدون علم أن تعمل على تصدير لهذه الجزئية فتقول بأن العقل على خلاف وأن الوحي ليس على وتيرة العقل وهذا ما يوجل هذا التعارض او هذا التناقض بين العقل وبين النقل، مع أننا عندما ننظر مدى صدق هذه الجزئية يمكن أن نتوقف أمام طبيعة هذه العلاقة، ولماذا شرعها الله تبارك وتعالى، وقد جدت هذه العلاقة أولا للإفادة بأمرين: التمييز بين الطيب والخبيث فلو لم تكن هناك علاقة بين العقل والنقل ما استطاع الإنسان أن يميز بين الصحيح والخبيث وبين المستقيم وبين المعوج يستوي في ذلك ما يتعلق بالعقيدة أو الشريعة وهذه تمثل أصول لأي شريعة إلهية أو وحي إلهي، النقطة الثانية: أن في هذا تأكيد على العدالة الإلهية لماذا لأن الله تبارك وتعالى خلق الإنسان وأرسل إليه الرسل وأنزل عليه الكتب وأنعم عليه بعقل ليتفكر في الحكمة من التكريم وليتوقف أمام المراد من التشريع وبالتالي انحاز عن مراد الله تبارك وتعالى وأدرك من قوانين العقل المستقيمة أنه يستوجب العقاب فكأن الله تعالى أوجد هذه العلاقة المتكاملة بين النص وبين العقل لأن كلاهما من الله وإن وجد اختلاف في آلية الطرح وآلية المعالجة وطريقه التناول يبقى بأن هذه العلاقة علاقه إيجابية تكاملية يراد بها النور يتمثل في التمييز بين الطيب والخبيث يستوي في ذلك السلوك أو العبادات والمعاملات والعقائد.
أوضح الأمين العام أن الأمر الثاني: التأكيد على مبدأ العدالة الاجتماعية وذلك بأن الله لا يكلف الناس بما لا يطيقون وأن الله تبارك وتعالى لا يحاسب الناس إلا إذا كانوا يفهمون ولذلك رفع القلم عن ثلاث ومن بين هؤلاء الثلاث هذا الصبي الذي لم يصل إلى النضج الحكمي والعقل فقضية العلاقة بين العقل والنقل قضيه واضحة ليس فيها شك إلا عند ذو المصالح الشخصية والأهداف النفعية التي يراد منها إحلال العقل محل النقل أو إهمال النقل ورفعه للعقل، وأؤكد على ذلك من خلال أمر في غايه الأهمية أننا عبر التاريخ الإسلامي المعتدل الصحيح نقف أمام هذه الحقيقة أنه وجد نوع من التكامل بين العقل وبين النقل وتم إدراج ذلك من أن الذين قدموا العقل لم يهملوا النقل والذين قدموا النقل لم يهملوا العقل وكأن في ذلك إشارة واضحة بأن التقديم للغاية ولكن مع وضع كل قسم أو كل نوع في منزلته فالذين قدموا النقل لم يعطلوا العقل وإنما قدموه لأنهم وجدوا مدارك صاحب الشريعة أكثر اتساعا وأكثر نفعا بعلمه ألا يعلم ما خلق وهو اللطيف الخبير.
فيما تحدث د.  محمود حسين، عميد كلية أصول الدين بالقاهرة، عن العقل ومنزلته ومكانته في القرآن الكريم مستشهدًا على ذلك بجملة من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية التي تكشف عن قدر العقل ومنزلته في الإسلام وأنه اهتم به اهتمامًا بالغًا ويكفي تأكيدًا على ذلك أن الله -عز وجل- ما ذم صنيعًا مثلما ذم صنيع قوم ألغوا عقولهم وعطلوا ملكتهم الفكرية فقال تعالى "إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون" وأكد الله -سبحانه وتعالى- على أهمية الاعتبار والتفكر وهذا لا يتحقق إلا بالعقل عندما نتحدث عن ضرورة أخذ العظة عن السابق لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب.
ثم تحدث عميد كلية أصول الدين عن الأمور التي تؤدي إلى إيجاد نوع من التعارض أو التناقض بين العقل والنقل مفندًا ذلك ومبينًا، أن الإسلام كرم العقل بل وخص أصحاب العقول بالمعرفة التامة، وفي المقابل فإنه من يقومون بتعطيل عقولهم معتبرًا ذلك إثم وذنب عظيم.

عدد المشاهدة (374)/التعليقات (0)

كلمات دالة: