شارك الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د. نظير عياد في فعاليات حفل استقبال طلاب إندونيسيا الجدد؛ وذلك بحضور د. محمود صديق نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، ود. نهلة الصعيدي مستشار فضيلة الإمام لشؤون الوافدين، ود. محمد زعيم نائب السفير الإندونيسي بالقاهرة، وعدد من ممثلي سفارة إندونيسيا.
وقال الأمين العام خلال كلمته التي ألقاها إن هذا اللقاء يأتي في وقت تمر فيه البشرية بأزمات عديدة ومشكلات كثيرة ولعل من أولاها وأولاها ما يحاك بعالمنا العربي والإسلامي، مؤكدًا على عظم المسؤولية وثقل للمهمة التي انتدبهم الله تعالى لها والتي جاءوا من أجلها قاصدين مصر من خلال الازهر الشريف.
أضاف عياد أن المسؤولية الثقيلة التي يقوم بها العلماء وأصحاب الرسالات؛ حيث اقتضت سنة الله سبحانه وتعالى أن يكون أكمل الناس في الخلقة وفي الخلق وسمو الوجهة والمقصد والهدف الأنبياء والرسل، لإيصال ما أمر الله عز وجل به إلى الخلق وبها عرفت النبوة بأنها كون الإنسان مبعوث من الحق إلى الخلق لأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وإرشادهم إلى تحقيق مناط الخلافة ومواضع الاستخلاف واستكمال العمران وتشييد البنيان، موضحًا أن الله عز وجل جعل للأنبياء والرسل ورثة يقومون بمهام النبوة وواجبات الرسالة، أشار إليهم النبي صلى الله عليه وسلم عندما بين أن العلماء ورثة الأنبياء، وأن الأنبياء لم يورثوا درهمًا أو دينار وإنما ورثوا العلم فمن أخذه ينبغي أن يأخذه بحظ وافر وجهد كبير.
وخاطب الأمين العام الطلاب قائلا: إننا إذا كنا نلتقي بكم احتفاء واحتفالا واستقبالا بقدومكم إلى مصر الأزهر الشريف للدراسة في هذا المعهد العتيق وهذه الجامعة العريقة وهذا البيت المعمور بالعلم والمعرفة والعلماء والمفكرين فإن هذا يقتضي منكم عدة أمور، الوقوف على الهدف الذي تركتم من أجلة الأهل والخلان والأصحاب وأتيتم من بلادكم إلى مصر فتحديد الهدف من أولى الأمور التي ينبغي العناية بها وأن يكون أمام كل واحد وواحدة منكم ما جاء من أجله لأن الانسان إذا ما فقد هدفه فقد صوابه وإذا ما فقد صوابه عاش حياته سدى لا قيمه لها ولا أثر ولا تأثير مع أن ذلك يتناقض مع مراد الله تعالى من خلقه لعباده، مؤكدًا على أهمية استشعار المسؤولية والشعور بحقوق هذه المسؤولية فالله تبارك وتعالى انتدبكم للدراسة في الأزهر الشريف لجملة من العلوم الجامعة بين مراد الله تعالى ومراد الخلق بين تحقيق مقصد الشارع وبين مقصد الإنسان بين علوم الدين وعلوم الدنيا بين علوم العقل والنقل، وهذه أمور ينبغي أن تكون حاضرة لدى كل دارس ودارسة في الأزهر الشريف بل وفي كل ميدان من ميادين البحث والدراسة لأن الوقوف على المسؤولية والاستشعار لهذه المسؤولية يجعل الإنسان أولا مستحضرا لربه، والوقوف أمام المسؤولية يكون بمثابه الحادث أو الضابط الذي يحول بين الإنسان وبين الخروج عن مقصده وبين الخروج على هدفه الذي خطه لنفسه وبين الخروج على القيم والعادات والاصول المتعارف عليها.
وختم عياد كلمته للطلاب بأن عليهم الشعور بالفخر أن وجههم الله تبارك وتعالى لقبلة تهفو إليها العقول، الأزهر الشريف ذلكم الحصن الحصين والبيت القوي المتين لأنه شيد على أساس مستقيم فمن قصده ينبغي أن يكون عارفا بما له من حقوق وما يلزم له من واجبات وما يحصنه من فوائد ومنافع وما يتغلب به على معضلاته ومشكلات، ناصحًا لهم أن يكونوا على قدر المسؤولية وأن يتقوا الله في عقولهم وفي دينهم وفي أموالهم وفي أعراضهم وفي أوطانهم وفي أنفسهم، فهذه أمور لا يمكن غض الطرف عنها سيما إذا كان الدارس يدرس في مؤسسة أراد الله لها أن تكون قائمة على أمر الدين ومن بين أمور الدين حفظ هذه المقاصد والتي لا يتحقق الحفظ لها الا بالمدارسة للدين والوقوف على أسراره ومعرفه أحكامه وبيان مقاصده ومراميه.