الدكتور رفعت العوضي: نصوص"خطبة الوداع" معجزة مستمرة على مر العصور

"500 كلمة" تكفي لبناء المجتمع المسلم

  • | الأحد, 5 نوفمبر, 2017
الدكتور رفعت العوضي: نصوص"خطبة الوداع" معجزة مستمرة على مر العصور

أكد الدكتور رفعت العوضي، أستاذ الاقتصاد الإسلامي، بجامعة الأزهر، أن الخطبة التي ألقاها النبي صلى الله عليه وسلم، في حجة الوداع قبل وفاته بأقل من ثلاثة شهور، وتضمنت 500 كلمة فقط احتوت على 10 قواعد يمكن بناء المجتمع الإسلامي على أساسها.
جاء ذلك، خلال محاضرة ألقاها العوضي، في افتتاح الموسم الثقافي للجنة الإعجاز العلمي للقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة،إحدى اللجان المنبثقة عن مجمع البحوث الإسلامية - إحدى وقفيات المغفور له المستشار الدكتور محمد شوقي الفنجري لخدمة الإعجاز العلمي للقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ، بالمشاركة مع بنك فيصل الإسلامي المصري.
وأوضح الدكتور رفعت العوضي أن المعجزة هي الأمر الخارق للعادة، فجرت العادة أن النار تحرق، ولكنها لم تحرق سيدنا إبراهيم على خلاف العادة، فكانت المعجزة، ووظيفة المعجزة أن تقود من يشاهدها إلى الاستدلال على وجود الله سبحانه وتعالى، خاصة إن كانت معجزات مادية، وهو ما أثبتته الدراسات الحديثة حول معجزات أنبياء الله.
وأضاف: معجزة نبينا محمد- صلى الله عليه وسلم- الأساسية هو القرآن الكريم ، فكل نبي رسالته لقومه في زمانه، ولكن لكون رسالة محمد، رسالة عالمية زمانًا ومكانًا، في كل الأوقات وكل الأماكن.
ومن بين معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، خطبة الوداع، والتي اقتصرت على 500 كلمة، إلا أن كل ما فيها يؤسس لمختلف مجالات العلوم الحديثة مثل الاقتصاد والسياسة والاجتماع وغيرها، لافتا إلى أن الخطبة بدأت بقوله صلى الله عليه وسلم، "أيها الناس"، وهي توجيه صريح بأن مبادئ الخطبة للمسلمين ولغير المسلمين.....
وأجمل العوضي الخطبة في عشر نقاط أساسية، يمكن أن نستنتج منها أسس بناء المجتمع، وهي:ـــــــ
النص الأول: "أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا" وهو الأساس الأول لبناء المجتمع، الذي يقوم على حرمة الدماء والمال والأعراض.
النص الثاني: "من كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها"، وهي توضيح واضح لمنع الحقد والضغينة بين أفراد المجتمع، وتأديه كل فرد دوره المطلوب منه بأمانة.
النص الثالث: "إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب أكرمكم عند الله اتقاكم، وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى"، وهو أساس صريح لمنع التمييز العنصري في جميع أشكاله وصوره، وهي الظاهرة التي سيطرت على المجتمع في زمانه، ولازالت تسيطر على كثير من المجتمعات حتى الآن.
النص الرابع: "لا تَظلمون ولا تُظلمون" وهو أساس صريح لعدم الظلم بين الناس، ومنعه بكل أشكاله حماية للمجتمع والناس.
النص الخامس: "وإن دماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم نبدأ به دم عامر بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب"، وهو إبطال صريح لأحد أسوأ عادات الجاهلية، وهو الثأر، وكان أول ثأر أسقطه، ثأر أحد أقاربته وهو عامر بن ربيعة، وذلك لتحقيق السلامة والأمن للمجتمع.
النص السادس: "وإن ربا الجاهلية موضوع، ولكن لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون وقضى الله أنه لا ربا. وإن أول ربا أبدأ به عمي العباس بن عبد المطلب" وهو إبطال للعادات الضارة بالأنفس والأموال، وإسقاط للربا للحفاظ على أموال الناس، وكان أول الربا الساقط، هو ربا عم الرسول عباس بن عبد المطلب.
النص السابع: "إن الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم هذه، ولكنه قد رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحرقون من أعمالكم فاحذروه على دينكم"، وهنا يبطل الرسول صلى الله عليه وسلم الحيل الشيطانية الشريرة ضد الأنفس والأموال، سواء على مستوى الدولة أو الفرد.
النص الثامن: "واستوصوا بالنساء خيراً، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئاً، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله، فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيراً" ، وهو نص صريح يشير للبناء السليم للأسرة، اللبنة الأولى في المجتمع، وذلك من خلال رعاية المرأة وحفظ حقوقها.
النص التاسع: "إن الله قد قسم لكل وارث نصيبه من الميراث ولا يجوز لوارث وصية"، وهو نص صريح يتناول التأمين التكافلي الإنتاجي للمجتمع، بحيث يضمن الجميع نصيبهم من المال والدنيا بالوراثة الشرعية.
النص العاشر: "إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعده: كتاب الله وسنة نبيه"، وهو  نص يحدد المرجعية الكبرى للمسلمين وهي القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
وكان الأستاذ الدكتور، طه أبو كريشة، مقرر لجنة الإعجاز العلمي للقرآن الكريم، ونائب رئيس جامعة الأزهر السابق، وعضو هيئة كبار العلماء، قد افتتح الموسم الثقافي، بكلمة ألقاها في بداية المحاضرة، أعرب فيها عن سعادته بتواجده في كلية التجارة، مؤكدًا أنها تُحسن القيام برسالتها، والتي تعد عنوانًا بارزًا لرسالة الازهر الشريف.
وشهدت المحاضرة تواجد عدد غفير من الطلاب، والذي أوصاهم الدكتور أبو كريشة بضرورة نهل العلم من الأساتذة وعلماء الأزهر الشريف؛ ليكونوا عنوانًا صادقًا لطلاب العلم الذي يمتزجون بكل القيم الدينية والروحية الإسلامية.
جدير بالذكر أن الأستاذ الدكتور، محمد يونس عبده، أستاذ الإقتصاد وعميد كلية التجارة، جامعة الأزهر، كان من بين ضيوف المنصة، والذي قدم التحية للأستاذ الدكتور رفعت العوضي، ولأعضاء لجنة الإعجاز العلمي للقرآن الكريم.

 

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
3.0