الأستاذ الدكتور / محمد الشحات الجندي: إعجاز الروح في القرآن الكريم تحدٍ للعلماء عبر العصور

عضو لجنة الإعجاز العلمي للقرآن الكريم يؤكد: الروح من أسرار الملكوت لا أحد يعلم ماهيتها

  • | الثلاثاء, 13 مارس, 2018
الأستاذ الدكتور / محمد الشحات الجندي: إعجاز الروح في القرآن الكريم تحدٍ للعلماء عبر العصور

     أكد الأستاذ الدكتور/ محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، وأستاذ الشريعة بكلية الحقوق جامعة حلوان، أن الإعجاز العلمي في قوله تعالى "قل الروح من أمر ربي"، يبدو كما لو كان حالة تحد حقيقية للعلماء في معرفة أمر الروح وكينونتها وماهيتها، وهو تحد قائم إلى يوم الدين.
وأوضح الجندي في محاضرته التي ألقاها، اليوم الثلاثاء 13 مارس2018م بكلية العلوم جامعة الأزهر والتي جاءت تحت عنوان "دلائل إعجاز الروح في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة" أن علماء التفسير اختلفوا فيما بينهم حول معنى الروح والمقصود بها في آيات القرآن الكريم، مشيرا إلى أنهم قسموا مجالات الروح إلى ثلاثة أقسام هي: النفس الإنسانية، الروح، القلب، وبعضهم يرى أن النفس هي الروح، كابن جرير الطبري، الذي رأى أن النفس هي كينونة الإنسان، من بدن وروح وقلب، فيما يرى آخرون أن الروح تختلف عن النفس، فالروح سر من أسرار الملكوت، أما النفس فهي في عالم الوجود، والروح – تحديدًا - لا يمكن إدراك كينونتها فهي تسبح في ملكوت آخر ولا تموت بوفاة صاحبها.
وقال آخرون: إن الروح تأتي بمعنى الوحي، وجاءت بمعنى جبريل عليه السلام، وكما وردت الروح بإطلاقات متعددة، كذلك بيّن القرآن الكريم و السنّة المطهرة أن للنفس الإنسانية أقسامًا هي النفس المطمئنة، والنفس اللوامة التي تلوم صاحبها على ما يرتكبه من معاصٍ، والنفس الأمارة بالسوء التي تزين المعاصي لصاحبها.
وقيل إن النفس فيها الصالح والطالح، أما الروح فتأمر الإنسان بالعمل الصالح فقط، وقيل: هناك الأرواح الطيبة، والأرواح الشريرة التي تورد صاحبها موارد التهلكة.
وفي السنة النبوية المطهرة، ورد أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ خاطب قتلى بدر من المشركين، ونادى كلًا منهم باسمه، قائلا يا "فلان بن فلان"، وأمرنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأن نلقي السلام على أهل القبور من المسلمين، فنقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وهو ما يشير إلى أن الأرواح باقية كسر آلهي، ولكن تموت النفس والجسد فقط.
وشدد فضيلة الاستاذ الدكتور ـ محمد الشحات الجندي ـ على أن الروح من الأمور الخفية التي استأثر الله سبحانه وتعالى بعلمها، فنؤمن بها ولا نحاول أن نعرف جوهرها ومكانها، مصداقًا لقوله تعالى (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلًا)، ومن الإعجاز النبوي قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن الأرواح "جنود مجندة ما تعارف منها آئتلف، وما تناكر منها اختلف".
شهدت المحاضرة في نهايتها عدد من الأسئلة والتعليقات من جانب الحضور وطلاب كلية العلوم بجامعة الأزهر بهدف توضيح بعض نقاط المحاضرة، والحصول على تفاصيل أكثر، وهو ماتحرص عليه دائمًا لجنة الإعجاز العلمى فى القرآن والسنة.
جدير بالذكر أن المحاضرة تأتي ضمن فعاليات الموسم الثقافي للجنة الإعجاز العلمي للقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة التابعة لوقف المستشار / محمد شوقي الفنجري ـ رحمه الله ـ ، وأقيمت بكلية العلوم جامعة الأزهر، وبحضور فضيلة الأستاذ الدكتور/ طه مصطفى أبو كريشة، نائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء، ومقرر لجنة الإعجاز العلمي، والأستاذ الدكتور/ حسن سراج، عميد كلية العلوم بنين القاهرة، والأستاذ الدكتور/ مصطفى إبراهيم حسن، أستاذ علم الحشرات الطبية / كلية علوم الأزهر "بنين "، عضو لجنة الإعجاز العلمي.

 

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
3.0