ضمن فعاليات الموسم الثقافي للجنة الإعجاز العلمي للقرآن.. العوضي: آيات الميراث تجاوزت فكرة تقسيم المال لتربية المجتمع قبل وبعد التوريث

  • | الثلاثاء, 15 ديسمبر, 2015
ضمن فعاليات الموسم الثقافي للجنة الإعجاز العلمي للقرآن.. العوضي: آيات الميراث تجاوزت فكرة تقسيم المال لتربية المجتمع قبل وبعد التوريث
  • أربعون آية أسست لنظام "ملكية خاصة" خال من الأحقاد

برعاية فضيلة الإمام الاكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، عقدت لجنة الإعجاز العلمي للقرٱن الكريم المحاضرة الثالثة ضمن فعاليات الموسم الثقافي لمجمع البحوث الإسلامية.

وألقى المحاضرة الدكتور رفعت السيد العوضي، عضو مجمع البحوث الإسلامية وأستاذ الاقتصاد بكلية التجارة جامعة الأزهر، تحت عنوان "الإعجاز العلمي في العلوم الاجتماعية".

وأكد العوضي - خلال المحاضرة - على أن معجزة الإسلام الأساسية هي القرآن الكريم، وهو كتاب يناسب عالمية الرسالة، والمعجزة ليست في العلوم الطبية فقط، بل في العلوم الاجتماعية أيضًا.

وأوضح العوضي أن الموضوع الأهم بالنسبة للإعجاز العلمي للقرآن في العلوم الاجتماعية هو موضوع الميراث، والذي تناوله القرآن الكريم في سورة النساء في آية واحدة.

فالميراث يؤسس لنظام الملكية الخاصة، وهو السبب في صراع الإنسان طيلة حياته، وفقًا للعديد من النظريات الفلسفية.

وذكر العوضي أن الآية الأولى في آيات الميراث تؤكد على وحدة النوع الإنساني.

ومن الآية الثانية إلى الآية السادسة تكلمت عن حماية الفئات الضعيفة، وهو أمر يتعلق بالميراث، خاصة في النظام الرأسمالي الذي تضيع فيه حقوق هؤلاء الضعفاء، لذلك سبقت تلك الآيات آية الميراث.

ومن الآية السابعة إلى الآية العاشرة وضع القرآن قواعد عامة تسبق الأحكام، فالميراث للرجال والنساء على حدٍّ سواء، وهو أول مرة في البشرية تُحمي فيها حقوق المرآة المالية.

أما الآية الحادية عشر ميراث الابناءوالاباء وانتهت بالحكيم لتخويف الناس من أي خلل في التشريع لحماية الاسرة من التفكيك.

والآية الثانية عشرة ميراث الأزواج والزوجات والإخوة والأخوات، وانتهت بالحلم لترقيق القلوب

والآية الثالثة عشر مكافاة الملتزم بالتشريع.

والآية الرابعة عشر عقاب المخالفين.

وقد انتهت آيات الميراث بصفة العليم لتؤكد على علم الله بالنوايا الخفية فلا يتلاعبوا بالميراث.

ومن الآية ١٥ إلى ٤٠ تم تقسميها لثلاثة مجموعات تراجع المجتمع في العديد من النواحي وتعالج آثار التوريث.

الأول من ١٥ إلى ٢٨ بعد تطبيق الميراث في الآية ١٤ بدأ في مراجعة لأحوال المجتمع بعد التوريث فقد يكره الأخ أخته لمشاركته في الإرث. فوصلت المراجعة لحد المراجعة العاطفية.

وفي الآيات من٢٩ إلى٣٥   يعمل على مراجعة للعلاقات بين الرجل والمرأة فيقرر أن للمراة الحق في العمل، وأن يكون لها ذمة مالية مستقلة.

كما انتقل إلى موضوع القوامة، والتي يعتبرها البعض دليلا على أفضلية الرجل، لكن ذلك مناقض لقول الله تعالى "بما فضل الله به بعضهم على بعض"، والقوامة وظيفة ولا تعني الأفضلية مطلقًا.

أما المجموعة الأخيرة من الآيات من الآية 36 إلى الآية 40 فتربط بين نظام الملكية الخاصة وتحقيق العدالة الاجتماعية، فهي موجهة للأغنياء ليقبلوا قرار تحقيق التكافل الاجتماعي والعدالة الاجتماعية وتوزيع الثروات.

وتحدى العوضي أي باحث يأتي بأمر يتعلق بالميراث لم تتناوله تلك الآيات سواء من الناحية الاجتماعية أو المالية أو النفسية أو العاطفية.

وانتقل الباحث إلى الإعجاز في خطبة الوداع، والتي لم تتجاوز550 كلمة فقط أسست لبناء المجتمع والنظام العالمي.

فهي تحدثت عن الطبقية وعلاقات بين البشر، والتمييز عنصري ومنع الظلم، بكل أشكاله، ثم تحقيق الأمن والسلام، وإبطال العادات الضارة مثل منع الثأر وتحريم الربا، حيث وضع دم أحد أقربائه وهو ربيعة بن الحارث لنهاية الثأر فوضع قدوة حسنة منه.

ثم انتقل للبناء السليم في الأسرة، ثم وضع المرجعية العليا التي يجب أن تحكم المجتمع وهي كتاب الله وسنته.

حضر المحاضرة الدكتور طه أبو كريشة عضو هيئة كبار العلماء ومقرر لجنة الإعجاز العلمي للقرآن، والذي أكد على سعادته بوجوده في تلك المحاضرة التي سوف تضيف إلى رصيد اللجنة الكثير والكثير لتؤكد سبق القرآن في الكشف عن الكثير من الأمور التي جاء العلم الحديث بعدها بقرون ليؤكدها.

وحضر  الأستاذ الدكتور محمد الشحات الجندي الذي أشاد بالمحاضرة وبما تضمنته من معلومات قيمة، وأشارة إلى المعجزات التي تناولها القرآن والسنة في موضوع الميراث.

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم