مقتبسات من البحوث الفائزة في الجائزة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة والتي تعقدها لجنة الإعجاز العلمي للقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف
إعجاز القرآن الكريم والسنة النبوية في العلوم السياسية في مجال النزاعات المحلية والدولية، للباحث/ خالد أحمد عبد السلام الهندي
إن استراتيجية السلم والحرب في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة تقوم على مجموعة من الأسس منها : الوفاء بالعهود، احترام حقوق الإنسان، الدعوة إلى الإخاء الإنساني بين مختلف الأعراق والأجناس والعدالة المطلقة وغيرها من المبادئ المهمة التي أرساها الدين الإسلامي الحنيف والتي من أعظمها أحكام الأسرى في الحروب وأخلاقيات معاملة الأسير في الإسلام والتي أكد عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: "استوصوا بالأسير خيراً".
ومن آداب وأخلاقيات الحرب في الإسلام عدم تخريب وتدمير العمران أو انتهاك الحرمات وقتل المسالمين من رجال الدين والعجزة من الشيوخ والنساء والأطفال وغيرها من الأخلاقيات التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي بها جند الإسلام عند توجههم للفتوحات.
حيث قال :"تألفوا الناس وتأنوا بهم، ولا تغيروا عليهم حتى تدعوهم، فما على الأرض من أهل مدر ووبر إلا أن تأتوني بهم مسلمين أحب إليً من أن تأتوني بأبنائهم ونسائهم وتقتلوا رجالهم".
ويقوم مبدأ التسوية السلمية للنزاعات المحلية والدولية على نظرية السلم في الإسلام، وهى أساس العلاقة بين المسلمين وغيرهم وكذا التعايش السلمى المشترك بين مختلف شعوب الأرض من خلال معاهدات الصلح أو الهدنة في الشريعة الإسلامية سواء كانت معاهدات صلح دائمة أم مؤقته:
ولقد وردت نصوص عديدة في القرآن الكريم والسنة النبوية تحث على ذلك منها قوله تعالى : "ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين". البقرة "190"، وقوله جل وعلا " وإن جنحو للسلم فاجنح لها وتوكل على الله". الأنفال "61"، وقوله صلى الله عليه وسلم "أنا نبي المرحمة وأنا نبي الملحمة".
وترتكز هذه النظرية على أهمية المساعي الحميدة والوساطة الدولية والتحكيم في حل النزاعات المحلية والإقليمية والدولية في ضوء الكتاب والسنة، مما كان له عظيم الأثر في احتواء النزاعات المسلحة وإطفاء جذوة الحروب المدمرة للإنسانية شريطة الالتزام بهذه الأسس والمبادئ والقيم التي أقرها الدين الإسلامي الحنيف قرآناً وسنة.
قال تعالى : "وإذا حكمتهم بين الناس أن تحكموا بالعدل". النساء "58"، وقوله جل وعلا : " فلا وربك لا يؤمنون حتي يحكموك فيما شجر بينهم". النساء "65"، وقوله صلى الله عليه وسلم : "ذمة المسلمين واحدة يسعي بها أدناهم".