12 مارس, 2020

الأرض تحكي حبنا

نحن واعظات الأزهر الشريف في كل خطوة نخطوها على الأرض نعمر فيها بفضل الله عزوجل أملا فحلما فعلما فإيمانا فعملا ، نرجو جنة عرضها السموات والأرض ولا نبتغي أجرا سوى رضاه سبحانه وتعالى..
نحن واعظات الأزهر الشريف تحكي الأرض _التي طالما نخطوها _حبنا لأهلها وأملنا في إصلاح قلوب معمريها..
* أتَذَكَّرُ في بداية عملنا الدعوي صعوباتٍ تبددت بالعزيمة والإصرار ، تحدياتٍ واجهناها بالأمل والصبر، دائما كنا للنجاح في انتظار.. حتى تحقق أملنا وصرنا ورواد مجالسنا كالجسد الواحد ذى العقل الواحد والهدف الواحد ، صرنا نبني بعضنا بعضاً في سبيل النهوض بأنفسنا وأسرنا فالمجتمع كافة.
ومن أشد الصعوبات التي واجهناها فى بداية عملنا الدعوي : (الحالة المتردية التي آلت إليها بعض النساء داخل بيوتهن.. مع أزواجهن وأبنائهن) كانت ترهقنا المسافات البعيدة بينهم والسدود العظيمة التي بنيت لبناتها من مشكلات متراكمة لم يتعرضوارجالا ونساءً لحلها أبداً أو تعرضوا لحلها بسبل خاطئة فتثاقلت الهموم ، وكان من الصعب أن تُقْنِعَ امرأةً بإزاحة أفكار موروثة جامدة هدامة؛ ليحل محلها فكرٌسديدٌ سليمٌ ، ولو أنها اقتنعت بالفكر السديد لوَجَدْتَ الصعوبة فى أن تجعلها تحاول وتجرب وتصيب وتخطيء وتتعلم وتكتسب خبرة وتنجح!! 
وإيمانا منا نحن واعظات الأزهر الشريف بدور المرأة العظيم فى تغيير أسرتها وتهذيبها ؛ طرقنا باب الأسرة التي هي لُبَابُ المجتمع وعِمادُه ، وقرأنا ما بين السطور ووراء المشاعر فى حديث المرأة؛ كى نقف على ما تحكيه أفكارها المترددة المهتزة_ أحياناً_ ، وأبحرنا وسط أمواج متلاطمة من المشكلات؛ كى نضع أيدينا على أصل كل مشكلة، ومن ثم العمل على حلها ومساعدة المرأة  على تخطيها ، وساعدنا بفضل الله عزوجل المرأةَ حتي تبني جسرا من نور بينها وبين أسرتها، كي تعبر به المسافات البعيدة التي طالما حاولت قطعها وحدها_ أحيانا_ لتحيا سعيدة دون جدوى حيث تتجدد الخلافات وتتباعد المسافات !! ساعدناها أن تبصر مواطن التوافق بينها وبين أسرتها كي يربطهم حبلٌ متينٌ برباط المودة والرحمة والدفء والألفة ، ساعدناها كى تشعر بقيمتها في بيتها، فهي إن أرادت.. ستصير سراجا ينير حياة زوجها؛ فيستمد منه ضوءه وتكتمل به شخصيته وكذلك خلقه وعفته ، وعندها يستمد الأبناء منهما الثقة والخلق الحسن وحب الدين والإقبال على الحياة .. وبفضل الله _عزوجل _تهيأت نفسها وحققت نجاحات رغم أنف الشياطين وحقد الحاقدين ، وأيقنت أن بيتها مملكتها  أي جنتها لا نارها..  وأن زوجها تاجها والأبناء كنزها..
أيتها المرأة ..أنت الزهرة إذا فاح عبيرُها عمَّ الرحيقُ أُسْرَتَكِ، وأنت السماء ذات النجوم الساطعة عاليةً غاليةً عزيزةً بدينك، وكما كَرَّمَكِ ربُّكِ وإسلامُكِ؛ فَلْتُكْرِمِي من ترعيهم ولتحتوي من يحتمون تحت ظلك..

الواعظة/ ضحى إسماعيل إسماعيل محمد.
منطقة وعظ الإسكندرية.