07 أكتوبر, 2019

ليس منا من لم يرحم صغيرنا

ليس منا من لم يرحم صغيرنا

ببالغ الحزن والأسى نعيش هذه الأيام بعد ما سمعنا الأحداث التي عايشتها طفلتنا جني تلك الضحية التي سلبت منها طفولتها فقدمت لهم حياتها، دفعت حياتها ثمنا لمن لا يستحق الحياة.

والمؤلم في ذلك أن الفاعلين لهذه الجريمة كانوا من أهلها، ودماؤها من عروقهم ولكنهم أثبتوا أن الذي في عروقهم ماء وأنت يا جنتي بريئة من هؤلاء الذئاب البشرية تلك الذئاب التي لا تعرف معني الدين وليس لها من الإسلام إلا الاسم !

خسروا دنياهم حين فقدوا جنتهم التي كانت لهم شريان حياة من عند خالقهم كما أن قلوبهم لم ترتجف أمام دمعات هذا الملاك ولم تستيقظ ضمائرهم لصرخات هذا الكائن الضعيف.

أين أنتم من الإنسانية، من ذوي الأرحام ؟ أين أنتم من رسولنا صلوات ربي وسلامه عليه ؟ قال تعالي " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا "الاحزاب ،٢١.

نبينا صلي الله عليه وسلم الذي قالت عنه السيدة عائشة- رضي الله عنها- حينما سئلت عن خلقه فقالت " كان خلقه القرآن " رواه مسلم كيف لا وقد وصفه المولي عز وجل في محكم كتابه " وإنك لعلى خلق عظيم " القلم-٤-

ألم ير هؤلاء كيف كان يتعامل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أهل بيته كان من خلق النبي صلي الله عليه وسلم مع حفيديه الحسن والحسين وعطفه عليهما والإحسان إليهما وتقبيلهما والدعاء لهما، قال أبو هريرة رضي الله عنه: "قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين إبنا علي كرم الله وجهه وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسا فقال الأقرع يا رسول الله إن لي عشرة من الولد ما قبلت منه أحدا، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال " من لا يرحم لايرحم " متفق عليه.

وهذا أنس بن مالك -رضي الله عنه- يقول " خدمت النبي صلي الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف، ولا لما صنعت ،ولا الا صنعت ولا عاب علي شئ وانا غلام " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلاعب زينب بنت أم سلمة ويقول " يازوينب يازوينب " رواه الضياء المقدسي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهتم بكل ما يهم الأطفال ويرسم البسمة علي وجوههم أنس بن مالك رضي الله عنه يقول : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا، وكان لي أخ يقال له ابو عمير، كان إذا جاءنا قال " يا أبا عمير ما فعل النغير " النغير كان طائر يلعب به.

أخرجه البخاري في كتاب الآداب. كان علي هؤلاء بدلا من أن يشبعوا شهواتهم العدوانية أن ينصتو لرغبات جنتهم التي كانت ستنقذهم " يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم " يا كل أب وكل أم ،وكل خال وكل عم، يا من وكله الله عز وجل لرعاية خلق من خلقه اتقوا الله في الرعية وأحسنوا إليها فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ارقدي يا جنة بسلام فغدا يعرض الأمر علي العزيز الجبار وأنتم يامن نزعت الرحمة من قلوبكم ماذا تقولون وكيف ستعيشون وإلي متي تنتظرون؟؟؟

الواعظة: فاطمة أحمد حمزة البربري.منطقة وعظ الغربية.

عدد المشاهدة (15545)/التعليقات (0)