14 أبريل, 2020

"نسلم ويسلمون"

"نسلم ويسلمون"

هل تعلمون معنى هذه المقولة أو ماهو سبب قولها ؟
هي قصة رائعة في الإيثار ، دعوني أسردها لكم في كلمات وجيزة رواها ابن الجوزي في كتابه "المنتظم" فقال: " كان إبراهيم النخعي أعورَ العين، وكان تلميذه سليمان بن مهران- أعمشَ، وفي يوم سارا في إحدى طرقات الكوفة يريدان المسجد ، وبينما هما يسيران في الطريق؛ قال النخعي :  ياسليمان هل لك أن تأخذ طريقا وآخذ آخرَ ؟ فإني أخشى إن مررنا سويا بسفهائها أن يقولوا : أعور يقود أعمشَ!! فيغتابوننا ويأثمون.
فقال الأعمش:يا أبا عمران ؛ وما عليك أن نؤجر ويأثمون؟!
فقال إبراهيم النخعي : يا سبحان الله!
بل" نَسلمُ ويَسلمون خير من أن نؤجر ويأثمون".
فانظروا إلى هذا الرقي والسمو بالأخلاق والإيثار على النفس!! 
هؤلاء الذين وعوا حقاً قول رسولنا الكريم - صلي الله عليه وسلم - : " لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " .
فهل طبقنا نحن هذا القول وآثرنا السلامة في هذ الوقت العسير وجلسنا في بيوتنا آخذين بهذا المبدأ أم تخلينا عن هذه السُنَّة ولم نأخذ بالأسباب ؟!!
معشر الناس ؛ ينبغي علينا الحذر، لإن الله لايغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم ، وقد قال سبحانه : "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا.." فإن الالتزام بالتعليمات وعدم مخالطة الآخرين هو الأخذ الحقيقي بمبدأ : "لا ضرر ولاضرار" لأننا سنؤجر عليه من رب العباد؛ فالصبر على البلاء ليس له جزاء إلا الجنة.
وإذا كان الأمر كذلك فما الذي يجب علينا أن نفعله في ظل هذه الأزمة؟!
 الحقيقة أنه لابد لنا من الأخذ بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والعمل به، فعن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: قلت : يارسول الله ما النجاة؟
قال: "امسك عليك لسانك، وليسعك بيتك وابك على خطيئتك" رواه الترمذي
فأوضح لنا هادينا ومعلمنا - صلى الله عليه وسلم - السبيل للنجاة من أي مصيبة في هذا الحديث الذي يحث علي :
1-إعفاف اللسان عن القيل والقال ونشر الشائعات التي تعمل على بث الكآبة في نفوس الآمنين.
2- البقاءفي البيت لسلامة الجميع.
3- البكاء علي الذنوب ؛ويكون ذلك بالتوبة والإنابة إلى الله، والتضرع إليه حتي يزيل الغمة، فما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلابتوبة.
ولنعلم جميعا أنه علي قدر البلاء يكون العطاء، فالله تعالي حينما ابتلي السيدة مريم بأمر خارق قال : " إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين".
ولنعلم - أيضا معشر الدعاة إلي الله - أنه عندما يستعملنا ربنا ويجعلنا دعاة إليه؛ معرفين بشريعته ، فإننا نحمل في كلماتنا نوراً يستضيئ به الجاهل ويهتدي به الضال وينتبه بها الغافل. 
فاللهم استعملنا في طاعتك.

أميرة يحي الدسوقي منطقة وعظ الشرقية

عدد المشاهدة (28989)/التعليقات (0)