29 أبريل, 2020

نسمات رمضانية

نسمات رمضانية

الصفح في شهر الصيام أكيد   والحقد سم فعله منبوذ.
فالعفو ممن أغضبوا بإساءة  مني وممن أحرجوا أو أوذوا.
أألوذ بالرحمن دون تسامح ومحبة؟! بالله كيف ألوذ؟!! 
هكذا لابد أن يكون حالنا مع رمضان وقد سئل ابن مسعود - رضي الله عنه - : كيف كنتم تستقبلون رمضان؟ قال: ما كان أحد منا يجرؤ علي استقبال الهلال وفي قلبه ذرة حقد على أخيه المسلم.
فالله الله يارمضان يا شهر العزة والغفران والعظة والعبرات، للصوم فيك ثلاث درجات لمن صام كما قال الإمام الغزالي رحمه الله
الأولي - صوم العموم : وفيه نكف البطن والفرج عن الشهوات.
الثانية - صوم الخصوص: وفيه نكف الجوارح عن المعاصي والآثام ويُعرف بصوم الصالحين إذ لابد لتحقيقه من أمور منها: 
غض البصر وكفه عن الاتساع في كل مايشغل القلب، ثم:حفظ اللسان عن الهذيان وإلزامه السكوت، ثم كف السمع عن الإصغاء إلى كل مكروه حرم الإصغاء إليه كالاغتياب والاستماع إليه، فإن فاعلي ذلك شريكان في الإثم،
ثم كف  باقي الجوارح عن الآثام ، فلا معنى للصوم إن كففته عن الحلال ثم أفطرت على الحرام.
ثم كون قلبك بعد الإفطار معلقا مضطربا بين الخوف والرجاء؛ لاتدري أتقبل فأنت من المقربين؛ أو يرد عليك فأنت من الممقوتين.
قال أبو الدرداء: فياحبذا نوم الأكياس وفطرهم، كيف يغبنون صوم الحمقى وسهرهم؟!! ولذرة من ذوي يقين وتقوى أفضل وأرجح من أمثال الجبال من عبادة المغتريين. 
الثالثة - صوم خصوص الخصوص : وفيه نكف القلب عما سوى الله - عزوجل - ويُعرف أنه رتبة الأنبياء والصديقين والمقربين.
فيا رب رمضان نعوذ بك أن تجعل الدنيا بقلوبنا فتذهب حلاوة مناجاتك من قلوبنا.
 فيجب عليك أن تستشعر نعمة الله أن بلّغك رمضان ، واشكره أن أطال عمرك لتتمتع بالصيام والقيام، وتذكر أنه العمل الوحيد الذي اختص به رب العباد نفسه بإدخار الثواب له، فجاهد نفسك قدر استطاعتك، واغسل قلبك قبل جسدك ولسانك قبل يديك، واخف أمر يمناك عن يسارك، واحذر السيئ من الظن، ثم تذكر أولئك الذين كانوا ذات رمضان مضى يملئون عالمك؛ ثم غيبتهم الأيام عنك ورحلوا كالأحلام ، فتباكي إن عجزت عن البكاء لعل الله يغفر لك ولهم ما كان، وادعو الله أن يبلغك رمضان فلا تدري أيهم أسرع في الإنتهاء عمرك أم أيام رمضان.
أميرة يحيى الدسوقى منطقة وعظ الشرقية.

عدد المشاهدة (10691)/التعليقات (0)