Al-Azhar Portal - بوابة الأزهر - مدير «الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية» يشارك في ندوة المركز الإسلامي الدولية بالعاصمة البريطانية

مدير «الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية» يشارك في ندوة المركز الإسلامي الدولية بالعاصمة البريطانية

  • | الأحد, 13 يوليه, 2025
مدير «الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية» يشارك في ندوة المركز الإسلامي الدولية بالعاصمة البريطانية

الدكتور/ أسامة الحديدي:

·         الفتوى المؤسسية هي صمام أمان للأسرة المسلمة في الغرب، والأزهر حاضر بدعمه العلمي والشرعي.

·         الاجتهاد الجماعي سبيلنا؛ لضبط نوازل الزواج والطلاق.. والتكييف الفقهي السليم والتكامل بين العلوم ضرورة لفهم الواقع.

·         نُحذِّر من الفتاوى الفردية والشاذة التي تسيء للإسلام وتُشوِّه صورته في المجتمعات الغربية.

 

     ألقى الدكتور/ أسامة هاشم الحديدي، المدير العام لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، كلمة افتتاحية للندوة الدولية المنعقدة في العاصمة البريطانية (لندن)، التي يُنظِّمها مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، بالتعاون مع هيئة الإفتاء والشئون الشرعية بالمركز الثقافي الإسلامي بلندن، ومجمع الفقه الإسلامي بجدة، تحت عنوان: (النوازل الفقهية في الزواج والطلاق)، وبحضور نخبة من العلماء والمفتين، وسفراء الدول الإسلامية، وقيادات دينية وشبابية من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب ممثلين عن منظمات دولية، وصحفيين، ومتابعين للشأن الديني والفقهي في الغرب.

وفي كلمته، أعرب الدكتور/ الحديدي، عن بالغ سعادته بالتعاون والمشاركة في هذا المحفل الدولي المهم، داعيًا الله أن تكون هذه الندوة صوت هداية ورشاد للمسلمين في كل مكان، سيما في ظل التحديات المعاصرة التي تواجه الأسرة المسلمة في المجتمعات الغربية.

وأكد الحديدي، أن المتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم المعاصر أفرزت نوازل فقهية عديدة في مختلف مجالات الحياة، وفي مقدمتها (الأسرة)؛ وهو ما يستلزم اجتهادًا شرعيًّا رصينًا وقادرًا على التعامل مع هذه النوازل بوعي وفقه وتكامل بين العلوم الشرعية والإنسانية.

وشدَّد مدير مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية على أن الشريعة الإسلامية -بوصفها خاتمة وعالمية، وصالحة لكل زمان ومكان- تمتلك من مقومات المرونة والانضباط ما يجعلها قادرة على استيعاب المتغيرات، وضبط المستجِدات، بما يوافق أصولها، ويحقق مصالح الناس في الحال والمآل، مشيرًا إلى أن فقهاء كل عصر بذلوا جهودًا كبيرة في تكييف مستجِدات عصرهم تكييفًا علميًّا سليمًا، واستنباط أحكام وفتاوى تناسبها.

وخلال كلمته، أشار أيضًا إلى أن الأسرة المسلمة في المجتمعات الغربية لم تكن بمنأى عن التحولات العالمية والثقافية، بل تأثرت بها تأثرًا مباشرًا في بنيانها القيمي والاجتماعي، نتيجة تعرضها لأيديولوجيات دخيلة، وعوامل معاصرة خطيرة، أبرزها: الغلو، والعولمة الثقافية، والصراعات الإلكترونية، وحملات التشويه التي تستهدف تشكيل وعي الأفراد، وتسطيح الهُوية الحضارية للمسلمين.

وأكد الحديدي أن مثل هذه التحديات تفرض على المؤسسات الفقهية والاجتماعية أن تعمل بتكامل، وأن تتحمل مسئوليتها في دراسة النوازل المتعلقة بالزواج والطلاق بدقة، وتضع حلولًا فقهية تحفظ كيان الأسرة واستقرارها، وتحقق مقاصد الشريعة في بناء أُسَر متماسكة.

وبيَّن فضيلته أن الفتوى المؤسسية -الصادرة عن جهات دينية معتمدة ووسطية- تمثل الركن الأصيل في ضبط القضايا المستحدثة، بخلاف الفتاوى الفردية أو الصادرة عن غير المتخصصين أو الجماعات المتشددة، والتي تسهم في تشويه صورة الإسلام، وتعميق مشكلات المسلمين في الغرب، بل تغذي ظواهر، مثل: "الإسلاموفوبيا".

وأوضح الحديدي، أن الاختيار الفقهي في قضايا النوازل لا بُدَّ أن يُبنى على قواعد الترجيح المعتمدة، ومراعاة المقاصد الشرعية الأصيلة والتكميلية، ومعرفة الأعراف والعادات، والنظر في مآلات الأفعال ونتائجها الواقعية.

كما أبرز الحديدي أهمية الإحاطة التامة بحيثيات النوازل ومسائلها؛ لافتًا إلى أن الحُكم على الشيء فرعٌ عن تصوره، وهو ما يقتضي فَهمًا دقيقًا للبيئة الأوروبية، وللأحوال النفسية والاجتماعية لأطراف الحياة الزوجية وتحديات استقرارها؛ حتى لا تكون الفتوى بعيدة عن واقع الناس، أو سببًا في مشكلات إضافية.

وأشار الحديدي إلى ضرورة التكامل بين العلوم الشرعية والإنسانية، مبينًا أن القضايا المعاصرة في مسائل الزواج والطلاق تتقاطع وجوانب اجتماعية، ونفسية، وقانونية كثيرة، وهو ما يجعل الاعتماد على الرأي الشرعي الفردي غير كافٍ، ويفرض على الفقهاء الاستفادة من الخبرات المتخصصة في العلوم المختلفة؛ لتقديم حلول متكاملة.

وتابع الحديدي: إن الاجتهاد الجماعي -المستند إلى الشورى وتبادل الآراء بين العلماء المتخصصين- هو السبيل الأمثل لصياغة أحكام دقيقة للنوازل المعاصرة، وهو أقرب للصواب من الاجتهاد الفردي، خاصة في المسائل الدقيقة والشائكة التي تمس الأسرة المسلمة في المجتمعات الغربية.

ودعا الحديدي إلى أهمية الاستناد للعمل الفقهي الجماعي، والاستفادة من الدراسات البينية والتكميلية؛ للانتقال بالفقه من الإطار التقليدي إلى آفاق التجديد والتطوير؛ بما ينسجم مع التحديات الواقعية، دون إخلال بأصول الدين ومقاصده.

وفي ختام كلمته، أكد الدكتور/ أسامة الحديدي، أن مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، وبتوجيه مباشر من فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، يعمل على تقديم الدعم الشرعي والعلمي للمسلمين في أوروبا، عبر أقسامه المتخصصة باللغات الأجنبية، ونخبة من العلماء المؤهلين، الذين يتعاملون مع الفتاوى المتنوعة وَفق ضوابط منهجية دقيقة.

كما أعلن الحديدي عن جاهزية المركز الكاملة للتعاون مع المراكز الإسلامية في أوروبا، وتقديم كل ما يلزم من مشورة علمية وفقهية في قضايا الزواج والطلاق، والإشكالات الفكرية والشرعية كافة التي تواجه أبناء الجاليات المسلمة في الغرب.

وختم كلمته بالدعاء بالتوفيق والرشاد للقائمين على الندوة والمشاركين فيها، معتبرًا أن مثل هذه اللقاءات الفقهية تمثل خطوة ضرورية لتعزيز الاستقرار الأُسَري والفكري للمسلمين في الغرب، وترسيخ منهج الإسلام الوسطي المعتدل.


 

طباعة
الأبواب: الرئيسية
كلمات دالة:
حقوق الملكية 2025 الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية