* الأحداث :
نشر العديد من المواقع الإخبارية الفرنسية مثل "لوموند" و"لاكسبرس" و"لوبرازيان" و"أوبس" و"24 ساعة السويسرى" والعديد من وكالات الأنباء والمواقع العربية العديد من التفاصيل حول أحداث تخريب مسجد وحرق مصاحف في مدينة "أجاكسيو" بجزيرة "كورسيكا" الفرنسية.
ومن جانبها صرحت الشرطة الفرنسية بأن مجموعة من الأشخاص خربت مصلى للمسلمين في أجاكسيو، عاصمة جزيرة كورسيكا، بعد الاعتداء على رجال مطافئ في حي يقطنه العرب، وفقًا لـ"بي بي سي".
وقد تجمع نحو 600 شخص الجمعة الماضية للتعبير عن مساندتهم لرجال المطافئ المصابين في الحادث. وردد بعض المتظاهرين هتافات معادية للعرب، واقتحموا مصلى وأحرقوا كتبًا ومصاحف كانت فيه، حسب المسؤول المحلي فرانسوا لالان.
* الأسباب والخلفيات :
بدأت أحداث العنف في يوم الخميس 24 ديسمبر حينما تم الاعتداء على فردين من رجال المطافي وضابط في حي حدائق الامبراطور. وتأتي أعمال العنف هذه وسط تعزيزات أمنية بعد هجمات 13نوفمبر في باريس.
ورغم أن التحقيقات لم تؤكد حتى الآن الخلفيات المختلفة لحادث الاعتداء على رجال المطافئ والشرطة وماإذا كانوا مسلمين أم غير ذلك، إلا أنه ونظرًا لوجود رواسب من الإسلاموفوبيا بشكل كبير فى فرنسا، فإن الأمر تم "إلصاقه" بالمسلمين عامة جريًا على العادة. وقد صرح رئيس بلدية أجاكسيو "لوران ماركانجلي" أنه لسوء الحظ لم يندهش مما حدث. وأعرب عن أسفه قائلًا :"كنت أشعر أن الأوضاع تزداد سوءًا منذ عدة أشهر وكان يجب علينا العمل على تهدئة الأوضاع حتي لا نصل إلى ما نحن فيه".
وفي نظرة أعمق للأمر، نرى أنه رد فعل طبيعي ومتوقع، إذ تشير الإحصائيات الرسمية والتقارير الإخبارية إلى أن حالات الإسلاموفوبيا التي تم رصدها في العديد من الدول الأوروبية خلال الأشهر الأخيرة من عام 2015 في تزايد مستمر، ولعل السبب يرجع إلى مجموعة العوامل السالف ذكرها، فضلا عن عجز الحكومات عن التصدي لهذه الظاهرة على الرغم من الإجراءات والمبادرات التي تُعقد من حين لآخر على المستوى الرسمي للحد منها.
وفي فرنسا نشرت صحيفة ليبراسيون الفرنسية تقريرا حول تنامي ظاهرة الكراهية ضد المسلمين في المجتمع الفرنسي بعد هجمات باريس التي تبناها تنظيم
داعش في 13 نوفمبر الماضي .وقالت الصحيفة أن هناك تزايدا بدرجة كبيرة بعد هجمات باريس الأخيرة، حيث تشير تقارير اللجنة الفرنسية لمكافحة العنصرية، ومعاداة السامية إلى حدوث أكثر من 34 اعتداءا مماثلا في فرنسا خلال الأيام الـ14التي تلت هجمات باريس ... وقالت الصحيفة إن يوم 17 نوفمبر شهد عددا من الاعتداءات ضد المساجد، في مناطق فرنسية مختلفة، من بينها كتابات عنصرية على واجهة مسجد وجزارة حلال في منطقة أولورون. أما في كريتال فقد تم رسم شعار الصليب على واجهة مسجد في المدينة، بالإضافة إلى اعتداءات مماثلة على مسجد في بونتارلي.وقد قامت الشرطة بتفتيش عدد من المساجد والمراكز الإسلامية بطريقة اعتبرها البعض مثيرة للاستفزاز، كما وضعت عديد الأشخاص تحت الإقامة الجبرية، دون توجيه تهم محددة تبرر هذه الإجراءات. كما ظهرت على "تويتر" دعوات ساخرة لتصفية العرب والمسلمين، بينما صار بعض الفرنسيين يربطون بين الإرهاب والإسلام. وأضافت الصحيفة أن الحملة ضد المسلمين شملت في الفترة الأخيرة بعض وسائل الإعلام الفرنسية، مثل التصريح العنصري الذي أدلى به الصحفي محمد صفاوي، في لقاء خاص على القناة الفرنسية الثانية، في 18 نوفمبر، عندما دعا إلى "التصدي لارتداء الحجاب في فرنسا."
ومن الجدير بالذكر أن فرنسا كانت تأتي في المرتبة الأولى – من بين دول أوربا الغربية – في معدل الإسلاموفوبيا وفقًا لما صرح به موقع "انسيدر مونكي" الأمريكي.
* النتائج والتداعيات :
ذكرت المواقع أنه لليوم الثاني على التوالي، شارك المئات في تظاهرة يوم أمس السبت وساروا في العديد من المناطق التي تسكنها الطبقة العاملة في اجاكسيو وهتفوا بشعارات من بينها "هذا وطننا" و"أيها العرب اخرجوا من هنا". وشهدت تظاهرة السبت حادثا محدودًا عندما حطم رجل بالحجارة زجاج أبواب ثلاثة مبان. لكن التظاهرة التي جرت وسط مراقبة من الشرطة تفرقت بلا أي حادث آخر.EasyDNNGallery|23111|Width|500|Height|400|position|left|resizecrop|False|lightbox|False|title|False|description|False|redirection|False|LinkText||]
وبالطبع تعيش أجاكسيو حالة من التوتر، فقد شهدت المدينة تصعيدًا لأعمال العنف فى اليوم الثاني بعد الحادث، وخرج مئات المتظاهرين إلى شوارع أجاكسيو يوم السبت 26 ديسمبر للاحتجاج في عدة أحياء من المدينة والتنديد بالاعتداء ضد اثنين من رجال الإطفاء وضابط أثناء ليله عيد الميلاد. رافعين لافتات "العرب للخارج" ويقومون بتكسير الأبواب ورسم نقوشات معادية للإسلام على الجدران، يخربون السيارات بجنون وتم استهداف أحد المطاعم.
نقلا عن جريدة الشرق الأوسط يوم الخميس 31-12-2015
: http://aawsat.com/home/article/532246 جزيرة-في-والمسلمين-للعرب-المعادي-الشعور-تصاعد-من-يحذّر-الفرنسي-الداخلية-وزير/
ومن ناحية أخرى ألقي القبض على رجل بعد ظهر الأحد الماضي في وقت مبكر، وقدم الثاني للشرطة وفقًا لما نقلته قناة "فرنسا 3" والذين تتراوح أعمارهم بين 19 و20 عامًا وقد وضعوا في الحبس للتحقيق معهم في واقعة الاعتداء على رجال الإطفاء في منطقة حدائق الإمبراطور التي وقعت عشية عيد الميلاد وأكد المدعي العام أن هذين الشابين يعيشان في منطقة حدائق الامبراطور
ونشر موقع "فرنسا 24" خبرًا حول حظر السلطات الفرنسية المظاهرات في أجزاء من مدينة أجاكسيو عاصمة جزيرة كورسيكا، في أعقاب يومين من الاحتجاجات المعادية للعرب والتوترات الطائفية لمحاولة السيطرة على الوضع المتوتر.
وأغلقت السلطات الأمنية كذلك مجمعا سكنيًا، فيما صرح رئيس إدارة كورسيكا كريستوف ميرمان أن الحظر مستمر حتى الرابع من يناير المقبل على أقل تقدير وسيشمل "جميع الاحتجاجات والتجمعات"، وسيتعرض المخالفون لعقوبات جنائية.
* ردود الأفعال :
*ردود أفعال السلطات الفرنسية :
أدان رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" الهجوم قائلا: "بعد الاعتداء غير المقبول على رجال إطفاء، يأتي التدنيس غير المقبول لمكان صلاة للمسلمين. يجب احترام قانون الجمهورية".
من ناحيته، قال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف "إن الاعتداء على مصلى المسلمين ينم عن "عنصرية وعداء للأجانب". كما ندد بالاعتداء على رجال الأمن والقانون في كورسيكا، وقال: "أرجو أن يعتقل المتسببون في أعمال العنف في أسرع وقت".
كما أدان جان جى تالامونى رئيس مجلس مدينة كورس الذى ينتمى للإتجاه القومى الأحداث معتبرا أن الاعتداء على رجال المطافىء والشرطة غير مسموح به ولايمكن التسامح معه، ووصف تخريب المسجد بأنه لايمكن وصفه على أرض أقيمت على أساس من التسامح الدينى منذ القرن الثامن عشر. كما أدانه الرئيس التنفيذى للمدينة معتبرا إياه جزءًا من أعمال عنصرية منحرفة.
ومن جانبه، وصف عمدة كورسيكا كريستوف ميرمون - الذى توجه الى موقع الحادث- هذه التهديدات "بالغير مقبولة"، مؤكدًا فى الوقت ذاته أنه تم حشد كل الإمكانات للعثور على المعتدين على أفراد الأمن.
*ردود أفعال المؤسسات الإسلامية :
في بيان صدر بعدة لغات عقب الأحداث استنكر الأزهر الشريف العنف بكل أشكاله وصوره، وذكر البيان أن الأزهر يأسف لترديد الشعارات العنصرية ضد العرب والمسلمين ممَّن يزعمون الحرص على الحقوق والحريات ثم يفاجئوننا بما يصادر هذه الحقوق ويسلبها من مواطنين أبرياء، يعكرون صفوهم ويؤججون العواطف ويقدمون الذرائع للمتطرفين.
وفي الوقت الذي يقدِّر فيه الأزهر الشريف مواقف أعضاء الحكومة الفرنسية والسياسيين الفرنسيين في إدانتهم المباشرة والصريحة لذلك، يطالب الحكومة باتخاذ المزيد من الإجراءات والتدابير لحماية دور العبادة الإسلامية وغير الإسلامية من مثل هذه الاعتداءات، ويرجو الأزهر أن تعالج الأمور بالحكمة لتجنب المزيد من الاحتقان المتبادل الذي يصب في مصلحة المتطرفين من كلا الجانبين.
كما ندد المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية بالعنف، وأشار إلى توقيت الاعتداء الذي تزامن مع احتفال المسيحيين بعيد ميلاد المسيح – عليه السلام - والمسلمين بالمولد النبوي الشريف.
وفى محادثة تليفونية مؤثرة مع وزير الداخلية دعا عبد الله ذكرى – أحد الأعضاء البارزين في المجلس الفرنسى للديانة الإسلامية - جميع المواطنين للهدوء والسكينة ليواجهوا معًا التحديات التى تعترضهم جميعًا فى إطار من التضامن والأخوة وأكد أن المجلس الفرنسى للديانة الإسلامية يعيد التأكيد على التزامه بالمحافظة على الوحدة الوطنية ومواجهة كل أشكال العنف واحترام قيم وقوانين الجمهورية كما أدان بشدة عملية التخريب التى اعتبرها اعتداء يأتى فى
يوم صلاة للمسلمين والمسيحيين على حد سواء وتتلاقى فيه مناسبتان : عيد الميلاد ومولد النبى محمد صلى الله عليه وسلم.
وأعرب عميد مسجد باريس الكبير دليل بوبكر عن شعوره بالفزع والحزن، موجهًا نداء "للهدوء والتحكم في الأعصاب والتهدئة".
*أحزاب وقوى سياسية
اعتبرت الجبهة الوطنية أنه "حين يشعر المواطنون بأن الدولة لا تبسط النظام الجمهوري، فإن ذلك يولد خطرا أكيدا اذا تولوا إحقاق العدل بأيديهم"..
* المعالجات :
*خطوات من قبل الحكومة الفرنسية :
اتخذت الحكومة الفرنسية حزمة من الإجراءات لاحتواء المشكلة. فقد نزل محافظ كورسيكا لتهدئة الأوضاع واسترضاء المتظاهرين، إلا أنه يبقى الوضع متوترًا في أجاكسيو.
وقد انتشرت قوات كثيفة من الأمنفيحي حدائق الإمبراطور بفرنسا بعدتظاهرنحو 100 شخصفيحي باجاكسيو في جزيرة كورسيكا، احتجاجًا على تخريب مُصلى للمسلمين، وقامت بترميم قاعةالصلاةوأقام مسلمون صلواتهم فيها.
وأفاد موقع "اسلام & انفو" الفرنسى، أن وزير الداخلية الفرنسى برنار كازنوف، توجه اليوم الأربعاء إلى جزيرة كورسيكا التى شهدت أحداث عنف واضطهاد دينى ضد المسلمين.
وجاءت زيارة وزير الداخلية الفرنسى للوقوف على الأوضاع والحالة الأمنية والتأكد من السيطرة التامة لقواته على أحداث العنف ومنع التظاهرات التى قد تقرر منعها. وشمل برنامج كازنوف لقاء عدد من رجال الإطفاء، وعدد من سكان أجاكسيو ومختلف أنحاء كورسيكا، للإطلاع على حالة الأمن من خلالهم، وتفقد المساجد ودور العبادة التى تم التعدى عليها من قبل عدد من الفرنسيين المتشددين. ثم تأتي بعد ذلك مقابلة رجال الشرطة والدرك المكلفين بتأمين هذه المنطقة والذين قاموا بفض التظاهرات ومواجهة العنف، ثم التحاور مع ممثلي المجلس الإقليمى للجالية المسلمة، ويليه لقاء مع نواب هذه المناطق، وانتهى جدول أعماله بخطاب أكد فيه على سيادة الدولة وحرية وكرامة المواطنين.
* خطوات من قبل الهيئات الإسلامية بفرنسا :
قامت بعض الهيئات الإسلامية بفرنسا بإجراءات ومبادرات عاجلة لاحتواء الأزمة، ومن بين هذه المبادرات ما نشره موقع "لوبرازيان" بأن "مساجد فرنسا تفتح أبوابها أمام الجماهير يومي 9 و10من يناير". وتأتي هذه المبادرة التي أعلنها المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية بهدف توضيح الصورة الحقيقية للإسلام بعد مضي عام دموي، من بدء الهجوم الإرهابي على صحيفة شارلي إبدو.
ووفقا لصحيفة لوفيجارو الفرنسية، فإن حوالي 2500 مسجدًا سيفتحون أبوابهم للجميع يومي 9 و10 من يناير، بهدف الإخاء والمحبة وذلك مثلما أشار رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية"أنور كبيش".
وأضاف السيد كبيبش أن أحداث "اجاكسيو" تقوي مبادرتنا لأن الخلط بين الإعتداء والإسلام، وما نجم عن ذلك من تكسير لقاعة الصلاة وحرق للمصحف، أمر غير مقبول.
وأشار "أنور كبيش" إلى أن أحداث شارلي إبدو في يناير 2015، أعقبها نزول الآلاف إلى الشوارع للمطالبة بعدم الخلط بين الإسلام والمسلمين وبين المتطرفين الذين يتخذون من الإسلام ستاراً لارتكاب جرائمهم.
وأضاف الموقع أن مبادرة فتح المساجد تم تجربتها بالفعل في عدة مناطق بفرنسا إلا أنه حان الوقت لتعميمها في جميع أنحاء البلاد. كما ذكر أن تلك الفرصة ستكون جيدة لإتاحة الفرصة إلى الجميع لطرح أسئلتهم حول ما يخص الإسلام بمنتهى الحرية والمناقشة والإجابة على كافة الأسئلة، وتوضيح فروض الدين من الصوم والصلاة وصفات المسلم الصحيح في إطار متسامح وسلمي لكسب الثقة.
* الرؤية :
من خلال الاستقراء العام للأحداث الإرهابية وأحداث العنف والشغب والفتنة التي مني بها العالم خلال السنوات الأخيرة، ومن خلال الأحداث المأسوية التي دارت رحاها على أرض فرنسا التي تحوي كبرى الجاليات المسلمة في الغرب الأوربي كاملًا، يمكننا أن نخلص إلى عدد من الملاحظات والتوصيات :
1-أحداث جزيرة كورسيكا الفرنسية هي إحدى حلقات الأحداث التي تتابعت في بقاع مختلفة من العالم إزاء الاحتفالات بأعياد الميلاد، والتي واكبت احتفاء المسلمين بميلاد النبي محمد – صلى الله عليه وسلم -، ومن هنا نقول إن القاسم المشترك بين هذه الأحداث هو أن هناك قوى تبغي إثارة الفتنة وإرهاب الآمنين على مختلف دياناتهم. ولاتنتمى هذه القوي إلى الجماعات الإرهابية "الإسلامية" فحسب ولكن أيضًا إلى كل إرهابي متطرف خارج عن مفهوم الإنسانية والرحمة التي لا يختلف عاقلان عليها، وقد جاءت أحداث كورسيكا الأخيرة لتؤكد على أن"الإرهاب والعنف لادين لهما".
2-لم يثبت إلى الآن أن من قام بالاعتداء على رجال الإطفاء والشرطة مسلمون، فلماذا توجه رد الفعل إلى المسلمين وإلى دور عبادتهم؟!.وحتى وإن ثبث هذا، لماذا يعطى للحادث الصبغة الدينية؟ ألا يمكن أن يكون للحادث خلفية جنائية لافكرية؟ من الذى يحب النفخ في الكير كى يشعل نيرانا تمس الجسد الفرنسى بمكوناته المختلفة؟ا
3-تواتر الأحداث المأسوية بفرنسا، دفع عددًا من المراقبين إلى إلقاء اللوم على القائمين على الشأن الديني الإسلامي بفرنسا، ويرون أنهم ليسوا على المستوى المطلوب من الكفاءة العلمية والقدرة الاتصالية بالجمهور، فضلًا على أن البعض من أئمة المساجد لا يزيد بفكره المتطرف الطين إلا بِلَة. وتزامنًا مع هذا، فإن هناك أصواتًا تتعالى للمطالبة بأن يتبوأ الأزهر الشريف مكانه العلمي والدعوي بفرنسا خاصة وبأروبا عامة للحد من ظاهرة التطرف الفكري لدى بعض المسلمين، والذي يصّدره لهم من هو معلوم المصدر والوجهة.
4-تنامي حدة الإسلاموفوبيا بشكل ملحوظ في العديد من الدول الأوروبية عام 2015م وفقاً للإحصائيات الرسمية التي أعدّها عدد من المنظمات الحقوقية المناهضة للإسلاموفوبيا في أوروبا. ومن الملاحظ أن الإعلام الغربي عموما يشارك في الترويج لظاهرة الإسلاموفوبيا من خلال ما ينشره من أخبار عن الجماعات الإسلامية المتطرفة وإظهارهم بطريقة توحي أنهم يمثلون الإسلام. وهذه ظاهرة يجب أن يتصدى العالم الإسلامي كله لها لما لها من آثار بيعيدة المدى.
5-الأزمات لاتحل بتغريدات، أو تدوينات ولكن بالإجراءات إن فى الجانب الإسلامى أو فى الجانب الفرنسى. فعلى المسلمين أن يظهروا بسلوكهم الإسلام فى شكله الصحيح وعلى الأئمة أن يقوموا بمعالجات فكرية وينشروا الفكر الإسلامى الصحيح ويسهموا هم كذلك فى نشر ثقافة التعايش السلمى والعيش المشترك. وبالتوازى ولكى تقوم الحكومات الأوربية بدورها فى هذا الاتجاه،
عليها أن تتخذ من الإجراءات والتدابير التى تشجع المسلمين على الاندماج الإيجابى فى مجتمعاتهم باعتبارهم مواطنين كاملى الأهلية ومكافحة تهميشهم وإقصائهم كى لايكونو لقمة سائغة للمتطرفين من ناحية، والتى تضمن لهم حرية ممارسة شعائرهم بحرية تامة وحماية أماكن عبادتهم ومراكزهم الإسلامية من ناحية أخرى.
والله الموفق