الجماعات المتطرفة

 

28 ديسمبر, 2017

داعش الصّومال وإصدار تحريضي مع قرب الاحتفال بأعياد الميلاد

     إصدار بلغت مدته 8 دقائق و20 ثانية، نشره المكتب الإعلامي لولاية الصومال – الذراع الإعلامي لتنظيم داعش – وهو أول مقطع فيديو ينشره التنظيم على لسان مقاتلين تابعين له في الصومال باللغات العربية والإنجليزية والصومالية؛ بهدف الوصول لأكبر عدد ممكن من الشباب المستهدف بالإصدار مهما اختلفت لغاتهم، يحرِّض فيه المؤيدين له على مطاردة ما يطلق عليهم الصليبيين –حسب تعبيرهم - ومهاجمة الكنائس والأسواق، ويحثهم على استغلال الاحتفالات بأعياد الميلاد والهجوم على المسيحيين خلال عطلة الموسم – موسم الصيد على حد تعبيرهم.
وقد جاء هذا المقطع بلغة تحريضية عنيفة يدعو عناصر داعش من خلالها إلى تحويل الاحتفالات بأعياد الميلاد إلى ساحات لارتكاب مجازر وحشية، موجّهًا الدعوة إلى مسلمي شرق إفريقيا خاصة والعالم بشكل عام أن يلتزموا أمر ربهم بالجهاد - حسب الإصدار- وأن ينتهزوا هذا الفرصة الذهبية لاصطياد ما يزعم التنظيم أنّهم "صيد ثمين" خلال تلك الاحتفالات، مبررين ذلك بأنّه من باب رد العدوان الذي تقوم به الأمم "الكافرة" -حسب زعم التنظيم- على المسلمين. كما تعرّض الإصدار إلى حثّ المسلمين على حمل السّلاح وتنفيذ أوامر التنظيم سعيًا لإقامة الخلافة ونصرة الدين.
وقد اختتم الإصدار بدعوة وجهها أحد عناصره للمسلمين للهجرة من أجل الجهاد في سبيل الله، حيث قال: "أيها القاعدون عن الجهاد! اتقوا الله وارجعوا إلى دينكم .. لقد دعاكم داعي الجهاد، يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم. إخواني المسلمين القاعدين عن الجهاد! أنتم ترون وتسمعون كيف اجتمعت عليكم الأمم ليطفئوا نور الخلافة وليدمروا الإسلام. أين أنتم؟ .. أين أنتم؟ .. ألا تخافون الله؟ .. ألا تخافون غضب الله؟. ماذا صنعتم لدينكم؟ حينما يحاربون دينكم ويحرِّفون القرآن، وأنتم ترون بأعينكم ومع ذلك تجلسون. أيها القاعدون! نصرة الدين في هذا الوقت لا تكون إلا بحمل السلاح وإراقة الدماء لرفع راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، وإن لم تفعلوا هذا فافسحوا الطريق للنساء."
ويرى مرصد الأزهر لمكافحة التطرّف أن هذا الإصدار بالغ الخطورة لما قد يكون له من تأثير على بعض الشباب لا سيما من تتحكم فيهم العاطفة الدينية، ذلكم الوتر الحسّاس الذي تلعب عليه الحركات الإرهابية في خطابها المليء بالاستعطاف والاستثارة للشباب المسلم في محاولة من تلك الجماعات لاستقطاب هؤلاء الشباب والسعي لجعلهم شرارة الفتنة في بلادهم وقنابل موقوتة يفجّرون بها مجتمعهم وقتما يشاءون.
ويؤكّد المرصد على أهمية توعية الشباب بمخاطر الغلو والتطرّف تحصينًا لهم من الاستقطاب نحو مثل هذه الجماعات التي تتاجر بدمائهم وأرواحهم وتحوّلهم أداةً لهدم المجتمعات لا تعميرها، كما يحذر المرصد من تبعات مثل هذه الإصدارات، ولا يخفى أهمية التوقيت الذي اختار فيه داعش الصومال إعلان هذا الإصدار، ونحن على مقربة من احتفالات عيد الميلاد المجيد؛ حيث يسعى التنظيم لإحداث حالة من الاضطراب وإشعال الفتنة الطائفية في المجتمع الواحد.
كما يؤكد المرصد على أنّ الإسلام لم يكن أبدًا دين عنف ولا كراهية، بل محبّة وإخاء مع المسلم وغير المسلم، فلم يجعل الإسلام يومًا الاختلاف في العقيدة سببًا للقتل، ولم يعلن الحرب على أساس طائفي، ولم يشهد التاريخ الإسلامي أن غدر المسلمون بإخوانهم في الإنسانية شركائهم في الأوطان، بل على العكس من ذلك جاءت تعاليم هذا الدين الحنيف منادية بالتسامح ونشر السلام والتعايش على أسس الاحترام المتبادل والتكامل لبناء مجتمع إنساني قويم، بعيدًا عن دعوات التكفير والترويع التي تروّج لها جماعات التطرّف والإرهاب.


وحدة رصد اللغات الإفريقية