الجماعات المتطرفة

 

06 فبراير, 2018

سلسال الدم في كشمير

 

 

كشمير .... محل النزاع الدائم بين باكستان والهند، والتي تعيش حالة من الرعب والترقب الدائم لِمَا ينتظر أهلها اليوم والغد. فقد شَهِدَ عام 2017 م وغرة 2018 م سلسالًا من الدماء التي سالت على أرضها، حيث أفاد تقرير لمنظمة حقوق الإنسان بكشمير والمنشور في الجريدة الرسمية (milli gazette) ارتفاع عدد الضحايا في عام 2017م لـ(451) من بينهم (108) مدنيًّا و(217) مسلحًا و(125) من أفراد قوات الأمن في عمليات مختلفة، وعليه قد سجلت عمليات قتل المدنيين أعلى نسبة على الإطلاق في عام 2017م.

 

وشهد عام 2017 م حوادث متعددة في كشمير، كان أبرزها ما يلي:

  • قيام عناصر إرهابية بالهجوم على أحد معسكرات الجيش الهندي بمدينة "اكهنور" بإقليم "جامو وكشمير" بالقرب من خط السيطرة بواسطة القنابل، وإطلاق الرصاص، والذي راح ضحيته ما لا يقل عن (3) من المدنيين.
  • قيام الجيش الهندي بتفجير إحدى المنازل في عملية له، والتي استشهد فيها (3) من الشباب الكشميري؛ كان هذا الهجوم سببًا في اندلاع المظاهرات في مختلف مناطق كشمير المحتلة، وما كان للجيش الهندي ملاذًا إلا أن يستخدم الغاز المسيل للدموع وغيره لوقف المظاهرات، والذي نتج عنه إصابة العديد من الأشخاص.
  • قيام الجيش الهندي والشرطة بعملية في قرية "يونسو" بـ"بهندوارا" بتفتيش عددٍ من المنازل والتي أسفرت عن استشهاد (4) أشخاص من بينهم امرأة في تبادل لإطلاق الرصاص داخل إحدى المنازل.
  • انفرد شهر أكتوبر بأكبر حوادث الاعتداء حيث قامت القوات الهندية بعمليات مختلفة ضد الكشميرين؛ استشهد خلالها (20) شخصًا وأصيب (217) آخرين.

وفي أوائل شهر يناير من العام الحالي (2018 م) أعلن "جيش محمـد" مسئوليته عن الهجوم الذي وقع في ميدان سوق مهجور في مدينة "سوبور"، أثناء قيام رجال الشرطة بدوريتهم الروتينية قام مسلحون بالهجوم عليهم بواسطة عبوة ناسفة محلية الصنع في تمام الساعة العاشرة والنصف صباحًا، ولقي ما لا يقل عن (4) من رجال الشرطة الهندية مصرعهم، في حين لم تقع أية خسائر في صفوف المدنيين، حيث كان قد تم إغلاق السوق للاحتفال بالذكرى الـ(25) لمذبحة "سوبور" التي كان قد لقي فيها (57) من المدنيين مصرعهم على يد القوات الهندية.

تصاعد القتال بين الهند وباكستان على طول الحدود الكشميرية (المنطقة المتنازع عليها) في العشرين من يناير الجاري لعام 2018 م، والتي لقي فيها ما لا يقل عن (5) مدنيين وجندي مصرعهم، هذا بالإضافة إلى استشهاد 6 من المدنيين على يد القوات الهندية منذ 17 من يناير.

 

        صرحت الشرطة الهندية أن الجنود الباكستانيين استهدفوا مراكز وقرى الحدود الهندية بقذائف الهاون وإطلاق النيران الآليّة يوم السبت في منطقة جامو، وأسفر عن مصرع (3) مدنيين من بينهم صبي وإصابة ما لا يقل عن (16) مدنيًّا وجنديين.

وأخذت الدولتان تتراشقان التهم  ببدء المناوشات الحدودية الماضية والتسبب في وقوع خسائر في صفوف المدنيين والعسكريين، وذلك عقب اتهام إسلام آباد القوات الهندية بقتل (4) جنود باكستانيين على طول خط السيطرة في كشمير، ومن جانبها اتهمت الهند باكستان بتسليح المتمردين وتدريبهم في كشمير.

لم يتوقف الأمر على القتل فقط بل تعدى ذلك إلى التعذيب الذي أصبح يستهدف أفرادًا محددين في الوقت الراهن بعد أن كان واسع الانتشار وعشوائيًّا نوعًا ما في أوائل التسعينيات، وذلك على الرغم من أنه منذ عام 2010 م والمناقشات جارية في الهند حول تجريم التعذيب إلا أن الأمر لا يزال معلقًا، والخطير في هذا أن معظم الناجين يموتون في مرحلة مبكرة من حياتهم بسبب المضاعفات الصحية الناتجة عن التعذيب.

ويبدو أن العام الجاري لن يكون مختلفًا عن الأعوام السابقة بالنسبة لكشمير، التي يُطلق عليها أهلها أنها "جنة الله على الأرض" وهي ذات موقع استراتيجي يربط جنوب آسيا بآسيا الوسطى ولكن للأسف أهلها محرومون من العيش فيها بأمان وسلام في ظل القذائف والقنابل التي لا تفرق بين مدني أعزل أو فرد مسلح، ولا يزال العنف والدمار مستمرًا.