تناوَلنا في الأمسِ القريب الحديثَ عن كاميرا الإرْهابِ المُسَلَّطَة على "فرنسا" باعتبارِها مكافِحًا مثابِرًا للإرهابِ والتَّطَرُّفِ على الأصعدةِ كافة؛ الدولية منها والمحلية. وقد حملَ التقريرُ عُنوانَ "فَرَنْسا بَيْنَ رَحى الإرْهابِ"، وها نَحْن الآنَ أمامَ إصْدارِ تقريرٍ يحملُ نفسَ العُنوانَ بَيْدَ أنَّهُ على بَلَدٍ غربيٍّ آخَرَ يقاسي من ويلاتِ الإرْهابِ ومكائِدِ التَّطَرُّفِ "بلجيكا".
فَرُغْمَ أنَّها قلبُ القارةِ العجوز، وعاصمةُ الاتحاد الأوروبي، ورُغْمَ ضَمِّها للعديدِ من مقارِ المنظمات الدولية، وموقعها الجغرافي الإستراتيجي، إلا أنّ بلجيكا تُعَدُّ من أكثرِ الدول الأوروبية التي تُعاني من فِخاخِ الإرْهابِ ومُخطَّطاتِه؛ حيث توجد بها مدينة "مولينبيك" التي تعتبرُ القاعدة الخلفية للإرهاب في أوروبا؛ فقد انضم من سكانها لصفوفِ "داعش" نحو 50 شخصًا، وخرج منها مُرْتَكِب مذبحة المتحف اليهودي في "بروكسل", ومُرْتَكِب هجوم "تاليس"، وكذلك أقام في ضواحيها "عبدالحميد أباعود" العقلُ المُدَبِّر لاعتداءات "باريس"، والأخوان "إبراهيم وصلاح عبد السلام" من الانتحاريين المتورطين في تلك الهجمات الدامية، كما استأجر منفذو هجمات باريس (بلجيكيين وفرنسيين) ثلاث شقق في "بلجيكا" لتخطيط وشَنِّ تلك الهجمات، والتي أسفرت عن مقتل 130 شخصًا ومئات الجرحى. فكثيرًا ما اتَّخَذَ الإرْهابُ من هذه الدولة ملاذًا له، وهي بالفعل تضم عددًا كبيرًا من المتطوعين للقتالِ في صفوفِ تنظيمِ "داعش" بــــ"سوريا والعراق".
وفي المقابلِ تحتلُّ "بلجيكا" المرتبة الثالثة في قائمة الدول الأوروبية المُهَدَّدَة بالخطر، والمرتبة الأولى أوروبيًّا في تصديرِ المجندين الجُدُد إلى مِنْطَقَةِ الصراع في الشرق الأوسط، بمقارنة عدد المقاتلين البلجيكيين في صفوف "داعش" بعدد سكانها. فهي بَلَدٌ لا ريبَ مُتَضرِّر من إرهابِ الجماعاتِ المتطرفة؛ حيثُ نَشَرَتْ صحيفةُ "ليبراسيون" الفرنسية إحصائية للبُلْدانِ التي كانت هدفًا لتلك الجماعات، لاسيما منذُ هجمات "باريس" الدامية التي وقعت في الثالث عشر من نوفمبر2015م، وحتى هجمات "بروكسل" في 22 مارس 2016م. فبينَ هذينِ التاريخَيْنِ، طالَ الإرهابُ الكثيرَ من دولِ العالمِ: بدءً من الولايات المتحدة الأمريكية وصولًا إلى إندونيسيا، مرورًا بالعراق ونيجيريا، بحصيلة إجمالية بلغت أكثر من (500 قتيل) خلال أربعة أشهر. وتقريبًا شاركت جميعُ الجماعات المتطرفة المعروفة في إراقة الدِّماء البريئة بدءً من "تنظيم داعش"، وصولًا إلى "تنظيم القاعدة"، مرورا بـ"حركة طالبان" و"حركة الشباب الصومالية" و"جماعة بوكو حرام" وغيرهم...
وفيما يلي رسمٌ بيانيٌّ وقائمةٌ يوضِّحا الدولِ التي نالَ الإرهابُ منها منذُ هجمات الثالث عشر من نوفمبر2015م، التي ضربت العاصمة الفرنسية "باريس" حتى هجمات العاصمة البلجيكية "بروكسل" في 22 مارس 2016م:
•فرنسا، يوم 13/11/2015م، سلسلة هجمات استهدفت عدة أماكن باريسية واستاد "دو فرانس"، وأسفرت عن مقتل نحو 130 شخصًا.
• مالي، يوم 20/11/2015م، استهداف فندق "بوماكو"، وأسفر عن مقتل نحو 21 شخصًا.
• تونس، يوم 24/11/2015م، تفجير استهدف حافلة للحرس الجمهوري، وأسفر عن مقتل نحو 12 شخصًا.
• الولايات المتحدة الأمريكية، يوم 2/12/2015م، هجوم من قِبل زوجين أمريكيين مناصرين لداعش، وأسفر عن مقتل 14 شخصًا.
• تشاد، يوم 6/12/2015م، تبني جماعة "بوكو حرام" لثلاثة هجمات انتحارية في جزيرة البحيرة التشادية، وأسفر عن مقتل 27 شخصًا.
• سوريا، يوم 10/12/2015م، انفجار ثلاث سيارات مفخخة تابعين لداعش بالقرب من مستشفى، وسوق، وحي في مدينة "تل تامير"، وأسفروا عن مقتل نحو 50 شخصًا.
• سوريا، يوم 30/12/2015م، تستهدف داعش ثلاث مطاعم في "كردستان" سوريا، مما أسفر عن مقتل نحو 16 شخصًا.
• الهند، يوم 2/1/2016م، مهاجمة الجماعة الباكستانية "جيش محمد" لقاعدة عسكرية بالقرب من الحدود، أسفر عن مقتل نحو 7 أشخاص.
• نيجيريا، يوم 5/1/2016م، هجوم انتحاري لجماعة "بوكو حرام" في شمال شرق نيجيريا، أسفر عن مقتل نحو 7 أشخاص.
• ليبيا، يوم 7/1/2016م، استهداف داعش لمركز تأهيل خفر السواحل، أسفر عن مقتل نحو 65 شخصًا.
• العراق، يوم 11/1/2016م، ثلاث هجمات داعشية في بغداد والمقدادية، أسفرت عن مقتل نحو 32 شخصًا.
• تركيا، يوم 12/1/2016م، هجوم لداعش استهدف حيًّا بوسط اسطنبول، أسفر عن مقتل نحو 10 أشخاص.
• إندونيسيا، يوم 14/1/2016م، هجوم داعشي بالعاصمة "جاكرتا"، أسفر عن مقتل نحو 4 أشخاص.
• بوركينا فاسو، يوم 15/1/2016م، هجمات عِدة لتنظيم القاعدة في "وجادوجو"، أسفر عن مقتل نحو 30 شخصًا.
• أفغانستان، يوم 17/1/2016م، هجوم انتحاري لداعش استهدف القنصلية الباكستانية في "جلال أباد"، أسفر عن مقتل نحو 14 شخصًا.
• باكستان، يوم 20/1/2016م، هجومين لحركة طالبان في "بيشاوار" و"جارسده"، أسفر عن مقتل نحو 32 شخصًا.
• الصومال، يوم 20/1/2016م، انفجار سيارة مفخخة وإطلاق نار في "مقديشو"، من قِبل حركة الشباب الصومالية ، أسفر عن مقتل نحو 19 شخصًا.
•الكاميرون، 25/1/2016م، ثلاث هجمات لجماعة "بوكو حرام" على سوق "بودو"، أسفر عن مقتل نحو 29 شخصًا.
• سوريا، يوم 26/1/2016م، هجومين لتنظيم القاعدة في "حمص"، أسفر عن مقتل نحو 24 شخصًا.
•المملكة العربية السعودية، يوم 29/1/2016م، هجوم انتحاري لداعش استهدف مسجدًا للشيعة، أسفر عن مقتل نحو 4 أشخاص.
• سوريا، يوم 31/1/2016م، ثلاث هجمات لداعش استهدفت أحد الأحياء الشيعية في "السيدة زينب"، أسفر عن مقتل نحو 45 شخصًا.
• كوت ديفوار، يوم 13/3/2016م، هجوم للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي استهدف الحي السياحي في "جراند باسام"، أسفر عن مقتل نحو 18 شخصًا.
• تركيا، يوم 19/3/2016م، هجوم انتحاري من قِبل أحد الداعشيين استهدف اسطنبول، أسفر عن مقتل نحو 5 أشخاص.
• بلجيكا، يوم 22/3/2016م، هجومين على مطار بروكسل وهجوم آخر على محطة مترو "مولبيك"، أسفر عن مقتل نحو 26 شخصًا.
وفيما يلي رسمٌ بيانيٌّ يوضح مقارنة عدد الضحايا العالم الإسلامي بالدول الأخرى خلال الأشهر الأربعة (نوفمبر 2015 - مارس 2016):
وفيما يلي رسمٌ بيانيٌّ آخر يوضح مقارنة عدد الهجمات التي ضربت العالم الإسلامي بالدول الأخرى خلال الأشهر الأربعة (نوفمبر 2015 - مارس 2016):
ووفْقًا للأرقامِ التي قدَّمَها مكتبُ وزيرِ الداخلية البلجيكي "جان جامبون"، فإنّ هناكَ نحو 275 مقاتلًا بلجيكيًّا في مناطقِ النزاعِ في العراق وسوريا، ويشملُ هذا العدد (220 رجلًا و 55 امرأة) – وفقًا لـ "الهيئة التنسيقية لتحليل التهديد الإرهابي" ( l'OCAM).
وقال المكتبُ، حتى اليوم ما زال هناك متعاطفون مع "داعش" يحاولون الفِرارَ إلى سوريا والعراق، فقد حاول نحو 85 شخصًا من بينهم 22 امرأة الوصول لـــ"داعش" ولكن تَمَّ منعُهُم، كما أنّ هناك أيضًا مؤشرات تُوحي بأنَّ 117 شخصًا آخرين مقيمين في "بلجيكا" يُبَيّتونَ النية للانتقال إلى مناطقِ الصراع.
كما أشارَ مكتبُ وزير الداخلية البلجيكي إلى أنه منذ عام 2012م قد وُلِدَ العديدُ من أطفال المقاتلين البلجيكيين في مناطق الصراع، وليس لديهم شهاداتُ ميلاد، ولم يستطع آباؤهم حتى تسجيلهم في الدولة البلجيكية، مشيرًا إلى صعوبة عملية إعادة تأهيل الأطفال البلجيكيين العائدين من "داعش"، مقارنة بحجم الصدمات التي تلقوها في مناطقِ النزاع.
وتُقَدِّرُ الحكومةُ البلجيكية عددَ الأطفالِ البلجيكيين، والذين تَقِلُّ أعمارُهُم عن 12 عامًا، المتواجدين حاليًا في "سوريا" بنحو مائة طفل على الأقل، سواءٌ مِمَّنْ ولِدوا هناك أو رَحَلوا مِن "بلجيكا" في السنوات الأخيرة مع أُسرِهِم، إضافة إلى 14 طفلًا عادوا إلى "بلجيكا"، من بينهم أحد عشر طفلًا دون الست سنوات.
كما أضافَ المتحدثُ باسمِ وزيرِ الداخلية "جان جامبو"، أنَّ جميعَ المقاتلين البلجيكيين في صفوفِ تنظيم "داعش" قد تَمَّ تصنيفُهُم جنائيًّا على المستوى الدولي، فحال عودتِهِم سيكونُ مصيرُهُم السجن. ولكن ما هو المصيرُ الذي ينتظرُ المقاتلين البلجيكيين العالقين في "سوريا" والمعتقلين من قِبَلِ القوات الكردية؟
قامُ مُمَثِّلٌ عن السلطات الكردية بزيارة إلى "بلجيكا"؛ في إطارِ طلبه المساعدة من المجتمع الدولي؛ لتدبر أمر هؤلاء المقاتلين الأجانب، الذين من بينهم "حمزة أحمد" المعتقل البلجيكي منذ عدة أشهر في "سوريا" بتهمة الإرهاب، والذي يريد اليوم العودة إلى "بلجيكا" مع زوجته وأطفاله. فقبل اعتقالِهِ، كان "حمزة" في صفوف "داعش"، ذلك الخيار الذي تحدث متأسّفًا عليه أمام الصحافي "شارل إيمباتز"، والمصور "جسبار تييري كاروجلان"، قائلًا: "عندما كنتُ مقتنعًا بالأيديولوجية الداعشية، كنت أُحدث نفسي بأنه يَجِبُ الاستمرارُ في هذا الطريق، وعندما بدأتُ التفكير في الأُناس الأبرياء الذين قُتِلوا في باريس وفي بروكسل، حدثت نفسي قائلًا "لقد كنتُ في منتهى الغباء".
جديرٌ بالذِّكْرِ أنَّ "حمزة أحمد" غادرَ مدينة "فيلفورد" البلجيكية من أجل الانضمام لصفوف تنظيم "داعش" في "سوريا" في عام 2013م، ذلك الرحيل الذي وصفه بأنه اتصالٌ خاطئ مع مجموعة متطرفة، ولكن كان لديه حُسن نية في الذهاب إلى "سوريا"؛ لأنه شاهَدَ العديد من مقاطع الفيديو المنتشرة على موقع "يوتيوب"، والتي توضح معاملة "بشار الأسد" مع الشعب السوري بقصف المدنيين".
فمثل غيره، يريد "حمزة" الآن العودة إلى "بلجيكا" مع زوجته وطفليه، حيثُ أعلنَ عن رغبتِهِ في التعاون مع أجهزة الاستخبارات البلجيكية، وكذلك عن رغبته في فعل أيّ شيء لينأى بنفسه عن تنظيم "داعش" الإرهابي الذي يشعر نحوه بـ "الكراهية"، مضيفًا "أنا أكره نفسي، كيف أصبحت غبيًّا بانضمامي لصفوف داعش".
وفي مطلع سبتمبر الماضي، أعْرَبَ النائبُ العام في "بروكسل" "جوهان ديلمول"، عن شكوكِهِ بشأنِ التطبيق المنهجي لمذكرات الاعتقال من قِبَلِ السلطة القضائية، وصَرَّحَ قائلًا: "يجب على النيابة العامة أيضًا اتخاذ موقفٍ بشأن عودة هؤلاء المقاتلين الإرهابيين إلى بلجيكا".
وعلى وجهِ التحديد، يدرس النائبُ العام تقييمَ كُلِّ حالةٍ على حِدة، والمُعد من قِبل "الهيئة التنسيقية لتحليل التهديد الإرهابي" ( l'OCAM)، والمعتمد على المعلومات الشخصية الخاصة بكل حالة، والتي تَمَّ جمعُها من قِبَلِ العدالة ووزارة الخارجية وجهاز المخابرات العسكرية والشرطة الفيدرالية، وفي حالة ما إذا أظهرَ التقييمُ أنَّ عودة هذا الشخص تُشَكِّلُ تهديدًا للأمن العام، فإنَّ النائبَ العام لن يُطبق مذكرة الاعتقال الدولية الخاصة بهذا الشخص، وكذلك إذا أظهرت المعلومات السرية، على سبيل المثال، أنَّ هذا الشخص الراغبَ في العودةِ يعتزمُ ارتكابَ جريمة عند عودته "فإنّ الأمر متروك للنيابة العامة؛ حتى لا تُصر على عودته، حتى وإن كان هذا الأمر سيعيق ملاحقة هذا الشخص أو توقيع العقوبة اللازمة عليه من قِبَلِ القضاءِ البلجيكي".
وفيما يتعلق بالأطفال البلجيكيين العائدين من مناطق الصراع، أعلنت السلطاتُ البلجيكية عن توفير أماكن مناسبة لهؤلاءِ الأطفالِ حالَ عودتِهِم من مناطق الصراع إلى "بلجيكا". وذكرَ المتحدثُ باسمِ وزير الداخلية "جان جامبو"، أنَّ السُّلُطات البلجيكية قد تلقت أنباءً تُفيد بأنَّ عددًا من المقاتلين البلجيكيين في "سوريا"، ومعظمهم من النساء يتمنون العودة لبلدهم.
كما أعلنت مؤسسةُ "تشايلد فوكاس" "Child Focus" التي تهتمُّ بالأطفالِ المفقودين والمستغَلين جنسيًّا، أنَّ هناك حوالي 1200 طفلٍ من مختلف الجنسيات تَمَّ احتجازُهُم داخلَ مخيمات في المنطقة الشمالية الشرقية السورية، من بينهم 18 طفلًا بلجيكيًّا، محتجزين مع نساء بلجيكيات في معسكر "روج"، بمنطقة "كردستان" السورية، وقد قامت المؤسسةُ وفريقٌ من علماءِ النفسِ بفحصِ هؤلاءِ الأطفال؛ بهدف الإجابة على هذا التساؤل، هل هؤلاء الأطفال يُشَكِّلون خطرًا؟
وأجابَ أستاذُ علم النفس "غيريتس لوتس"، على هذا التساؤل قائلًا: "لا على الإطلاق، ولا توجد حجة تتعلق بالأمن القومي، وليس هناك سبب يدفعهم للإرهاب في أثناء إعادة تأهليهم وتنميتهم من جديد، وأنَّ الأطفالَ البلجيكيين الثمانية عشر المحتجزين في هذا المخيم، غالبيتهم من صغار السن، ويمكنهم التغلب على صدمتهم النفسية، مؤكدًا على أنهم أطفالٌ مثل الأطفال الآخرين، يجب أن يعيشوا ويكون لديهم الوسائل اللازمة للتطور بشكلٍ طبيعي".
ومن جانبِها تحاولُ السيدة "هايدي دي باو" المديرة التنفيذية لمؤسسة" Child Focus" التركيزَ عَلى إقناع الحكومة البلجيكية بإعادة هؤلاء النساء والأطفال، قائلة: "أثق في أن تواصِل الحكومة البلجيكية بذلَ الجهود لإعادة أطفالها الذين يعانون، لا سيما مع اقتراب فصل الشتاء، فقد حانَ الوقتُ لاتخاذِ إجراء".
وترى السلطات الكردية، أنَّ هؤلاء المقاتلين الأجانب يُمَثِّلونَ عِبْئًا عليها، وحَثَّتْ الحكوماتُ الأوروبية على تحمل مسئوليتها، قائلة: "نريد إثارة الرأي العام، لا سيما الحكومات الأوروبية لاستعادة مواطنيها المعتقلين بسبب انضمامهم لداعش". وأكَّدَ "عبد الكريم عمر" مدير العلاقات الخارجية في "كردستان" السورية، أنَّ السلطات الكردية لا يمكنها إبقاء هؤلاء المقاتلين الأجانب إلى أجلٍ غير مُسَمّى، وعلى الدول التي أتَوْا منها أن تتحمل التزامها الأخلاقي في إعادة هؤلاء الأطفال إلى أوطانهم، وأضاف عبد الكريم خلال مؤتمر صحافي في العاصمة البلجيكية "بروكسيل" : "بالنسبة لنا، فإنّ وجود هؤلاء الإرهابيين على أرضنا يُمثل أمرًا خطيرًا، وذلك بسببِ عدمِ استقرار المنطقة، سياسيًّا وعسكريًّا، ولا يمكننا استبعاد خطر هروبهم، الأمر الذي يُمَثِّلُ خطرًا علينا، وعلى أوطانهم".
فعلى المجتمع الدولي سرعة العمل على إعادةِ رعاياه العالقين في مناطق الصراع إلى بلدانهم الأصلية وخضوعهم للمحاكمة العادلة، وكذا سرعة استعادة الأطفال القابعين هناك والعمل على إعادة تثقيفهم وتأهليهم نفسيًّا وفكريًّا لدمجهم في المجتمع.