التعليم حرام والقتل حلال.. تلك هي شريعة جماعة «بوكو حرام» الإرهابية التي تؤكد يومًا بعد آخر مدى همجيتها وإجرامها ومدى تعطشها لسفك دماء الأبرياء واستعدادها لاستهداف كل من يعارض توجهاتها وأفكارها، تلك الجماعة التي ترفع لافتة الإسلام زورًا وبهتانًا للتحريم والتكفير والتفجير، فقد بدأت بتحريم التعليم الغربي بصفة عامة ـــومن هنا جاءت تسميتهاــــ واستمرت في ذلك حتى وقعت هي في الحرام ذاته.
لقد أباحت هذه الفئة لنفسها ارتكاب أفظع الجرائم المُستنكَرة دينًا وعرفًا وقانونًا على مستوى العالم، وسمّت جماعتها بـ "الحرام" الذي لم نر من خلاله إلا عمليات القتل والخطف والنهب تحت ذريعة تطبيق الشريعة الإسلامية!
إنَّ الجهل أساس كل الشرور، والجَهَلة هم نبتة جينية للتنظيمات المتطرفة ومادة خام تستخدمها هذه التنظيمات في صناعتها، فحين يتحد الجهل مع الإرهاب فإن ذلك يشكل ثمرةً خبيثة ووباءً تظهر آثاره على المجتمع ككل، ودليل ذلك ما نراه في زماننا الآن من حروب طاحنة وكوارث وصراعات مُغلّفة باسم الدين، فكل طرف يقاتل ويزعم زورًا أنَّ الله معه وأنه يقاتل في سبيله.
إنَّ الإسلام الذي يتشدق به هؤلاء مرتبط بالسلام، سواء أكان سلام العقل أم الجسد. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "كلّ الْمُسْلِمِ عَلى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ، وَمَالهُ، وَعِرْضه". ولكن أين هم من كل هذا؟ إننا أمام عقول مغتربة عن واقعها تريد تطبيق الشريعة وفق مفهوم المغيبين عن الواقع تمامًا.
إن الأعمال الإرهابية التي ترتكبها الجماعة التي تطلق على نفسها «بوكو حرام» هي من أشد المحرمات؛ فاختطاف طالبات المدارس في "نيجيريا" عملٌ من أعمال الإرهاب ضد أرواح بريئة، فضلاً عما تقوم به من قتل ونهب وتفجيرات وإعدامات، فهي جماعة تجرّدت من كافة الأخلاق والقيم الإسلامية والإنسانية التي حرّمت سفك الدماء ودعت إلى حفظ النفس، واعتبرت حرمة الدماء أشدَّ عند الله من هدم الكعبة المشرفة التي هي بيت الله الحرام.
لقد بات واضحًا أن هذه الجماعة تثبت يومًا بعد آخر أنَّ الدِّين ليس ضمن أولوياتها، ولكنها تحرِّف الدين وتُسخِّر فهمَها المتطرف لهدم الشريعة التي جاءت مقاصدها لحفظ النفس والدين والمال والعرض والعقل.
وحدة اللغات الإفريقية