الجماعات المتطرفة

 

29 ديسمبر, 2021

مؤشر العمليات الإرهابية في إفريقيا خلال نوفمبر 2021م


     من خلال متابعة مرصد الأزهر للشأن الإفريقي ورصد العمليات الإرهابية التي تقوم بها الجماعات الإرهابية، وتطورات الأحداث الجارية هناك على مدار شهر نوفمبر٢٠٢١م، والتي كان من أبرزها:
في منطقة شرق إفريقيا، والقرن الإفريقي، حيث تنشط هناك حركة «الشباب» الصومالية، وقد شهدت تلك المنطقة هذا الشهر (36) عملية إرهابية سقط على إثرها (60) شخصًا تقريبًا وأصيب (126) آخرون، فضلًا عن اختطاف شخص واحد.
 وتجدر الإشارة إلى أن نصيب حركة "الشباب" من هذا العدد هو (34) عملية، حيث كان لـ الصومال النصيب الأكبر منها بواقع (32) عملية، في حين حصدت كينيا عمليتين فقط.  لكن الأمر الملفت للانتباه أن عدد الضحايا أقل هذا الشهر عن ضحايا الشهر الماضي، رغم أن عدد العمليات هذا الشهر يفوق الشهر الماضي، وهذا ربما يعطي تلميحات واضحة تثبت أن الجهود التي تبذلها القوات الحكومية إلى جانب قوات حفظ السلام الإفريقية لصد الجماعات الإفريقية هناك تؤتي ثمارها.
كما يؤكد المرصد على ضرورة توخي الحذر من ظاهرة استسلام العناصر الإرهابية، وعليهم أن يحتاطوا من هذه الفئة، وألا ينخدعوا. وعليهم أن يُقوِّموا المستسلمين من تلك العناصر نفسيًّا ودينيًّا واجتماعيًّا، كي ينخرطوا ضمن أفراد المجتمع دون مشاكل.  
وعلى الرغم من الجهود والمساعي الحثيثة التي تقوم بها القوات الحكومية وقوات حفظ السلام في مكافحة الإرهاب المستشري في منطقة شرق إفريقيا، فإن حركة «الشباب» تسعى جاهدة إلى عدم التأثر بالعمليات العسكرية التي تشنها قوى التحالف ضدها، وتزيد من عملياتها، بغية إثبات أنها قادرة على التصدي والهجوم في آن واحد. 
وعلى صعيد آخر، يفرض تنظيم «داعش» الإرهابي وتنظيم قوات التحالف الديمقراطي نفوذهما على بعض بلدان شرق إفريقيا. فقد شهدت أوغندا عمليتين من واقع (36) عملية هذا الشهر، خلفت (6) قتلى، و(36) مصابًا. وفي المقابل تصدت الشرطة الأوغندية للعناصر الإرهابية، فقتلت (8) منهم، واعتقلت إرهابيًّا واحدًا.
ومن شرق القارة إلى غربها شنت التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها «بوكو حرام» و«داعش غرب إفريقيا» (18) عملية، حصدت نيجيريا وحدها من هذا العدد حوالي (17) عملية، أسفرت عن مقتل (86) شخصًا، وإصابة (21) شخصًا، واختطاف (22) آخرين، في حين شهدت توجو عملية واحدة، ولم تسفر عن أية خسائر في الأرواح، ولا يوجد مصابين، أو مختطفين. 
وقد تنوعت استراتيجية التنظيمات الإرهابية بمنطقة غرب إفريقيا ما بين هجوم على الأفراد، والمجتمعات العامة والقرى، فتسببت في مقتل العشرات من المدنيين، وإصابة العديد في ولايات نيجيرية مثل: «بورنو»، و«سوكوتو» بالشمال، و«بلاتو» وسط البلاد، و«جورونيو» شرق نيجيريا، دون مراعاة لحرمة الدماء. والأمر الملفت للانتباه أنهم لم يراعوا حتى حرمة القبور، حيث شنوا هجومًا على مقابر في بلدة «لوغو» بولاية بينو شرق نيجيريا، مما يثبت كذب زعمهم، وبطلان مذهبهم واعتقادهم.
وعلى صعيد آخر، لم تتخل «بوكو حرام» عن ظاهرة الاختطاف هذا الشهر، فقد شنت هجومًا على تجمع بمنطقة «شيرورو» التابعة للحكومة المحلية في ولاية النيجر، واختطفت (22) فتاة تتراوح أعمارهن بين 15 و17 عامًا بغية الزواج منهن.
وفي المقابل تصدت القوات الحكومية النيجيرية للعديد من هجمات العناصر الإرهابية، وسددت لهم ضربات موجعة، فتسببت في مقتل (170) عنصرًا من عناصرهم خلال عمليات نفذتها القوات في مناطق: بولكا العامة، وأسكيرا أوبا، وداماتورو، بولاية بورنو شمال شرق نيجيريا.
ويلاحظ مرصد الأزهر أنه على الرغم من الجهود الحثيثة التي تقوم بها القوات الحكومية لصد الجماعات الإرهابية في نيجيريا، فإن هذا الصد لم يثني الجماعات عن التوسع في هجماتها، ويتضح ذلك من هجوم الجماعات على (6) مجتمعات جديدة مؤخرًا في منطقتي «شيرورو» و«رافي» بولاية النيجر. 
أما عن منطقة الساحل الإفريقي، فقد تعرضت لعدة هجمات حملت بعضها بصمات جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين»، والبعض الآخر بصمات جماعة «داعش الصحراء الكبرى» و«أنصار الإسلام»، ووصل عدد العمليات في منطقة الساحل إلى (17) عملية، أسفرت جميعها عن سقوط ما يقرب من (245) شخصًا وإصابة (65) آخرين واختطاف(26). 
ففي مالي انخفض مؤشر العمليات الإرهابية في هذا الشهر مع انخفاض في أعداد القتلى مقارنة بالشهر الماضي؛ حيث نفَّذت التنظيمات الإرهابية في مالي عمليتين أسفرتا عن سقوط (9) أشخاص، وإصابة (17) آخرين، واختطاف (2). كان من أبرزها هجوم شنه مسلحون شمال شرق «باماكو» قرب الحدود مع موريتانيا، أسفر وحده عن مقتل (7) جنود وجرح (14) آخرين، في حين كان عدد العمليات التي شهدتها بوركينا فاسو في شهر نوفمبر ٢٠٢١م وعمليات شهر أكتوبر الماضي متساويًا بواقع (10) عمليات مع زيادة في أعداد القتلى، والمصابين، والمختطفين فسجلت هذا الشهر (109) قتيلًا، و(31) مصابًا، و (15) مختطفًا. وكان أبرز هذه العمليات هجوم شنه مسلحون على كتيبة لقوات الأمن قرب منجم للذهب في «إيناتا» شمال بوركينا فاسو، سقط على إثره (57) قتيلًا بينهم (53) من قوات الأمن.
ويحذر مرصد الأزهر من زيادة أعداد القتلى، والمصابين، والمختطفين. حيث تعكس تلك الأعداد الضغط الذي يتعرض له المواطنين نفسيًّا واجتماعيًّا، الأمر الذي يسبب ضررًا على شتى الأصعدة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
أما النيجر فقد شهدت ارتفاعًا في عدد العمليات الإرهابية هذا الشهر، فحصدت (5) عمليات من واقع (17) عملية، وتم اختطاف (9) أشخاص.    
وفي المقابل تصدت القوات الحكومية بدول الساحل الإفريقي للعديد من هجمات العناصر الإرهابية، وسددت لهم ضربات موجعة، فتسببت في مقتل (98) إرهابيًّا، واعتقال (300) منهم. 
وفيما يخص دول وسط إفريقيا نجد أنه لا يختلف الأمر فيها كثيرًا عن سابقه في الشهر الماضي، حيث لقد شهدت منطقة وسط إفريقيا ارتفاعًا طفيفًا بواقع (11) عملية هذا الشهر مقابل (10) عمليات الشهر الماضي. خلفت هذه العمليات سقوط (63) قتيلًا، و (6) مصابين.
حصدت الكونغو الديمقراطية وحدها على (7) عمليات راح على إثرها (57) قتيلًا، وكان من أبرزها: ثلاث هجمات وقعت في ثلاث قرى تابعة لبلدة «بيني» شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، نُسبت إلى متمردي القوات الديمقراطية المتحالفة، وأسفرت عن مقتل (38) مدنيًّا. 
أما الكاميرون فقد حصدت (4) عمليات من (11) بارتفاع ملحوظ عن الشهر الماضي، راح ضحيتها (6) قتلى، و(5) مصابين، وكان من أبرز عملياتها: غارات ليلية استهدفت قريتي روم توفو، وروجوا لوكتشا في منطقة مايو تساناغا أقصى شمال الكاميرون، أسفرت عن مقتل (3) قرويين.
ومرصد الأزهر يثمن جهود دول الساحل الإفريقي في مكافحة الإرهاب وتحملهم مشاق محاربة التنظيمات الإرهابية في ظل تداعيات فيروس كورونا وأثرها على الحالة الصحية والسياسية والاقتصادية لشتى دول العالم بما فيها دول الساحل.

وحدة الرصد باللغات الإفريقية