الجماعات المتطرفة

 

14 سبتمبر, 2024

تحليل إحصائية جرائم التنظيمات الإرهـابية في غرب إفريقيا خلال أغسطس 2024

مرصد الأزهر:

إدراج "بنين" في قائمة البلدان المتضررة من الإرهاب يشكل تهديدًا إضافيًّا للمنطقة وعبئًا أمنيًّا وماليًّا كبيرًا على جهود المكافحة

ارتفاع أعداد الضحايا رغم تراجع عدد الهجمات دليل على تبني تنظيمات "الشر" تكتيكًا يستهدف أماكن تجمعات المدنيين والمواقع حيوية

في إطار متابعة مرصد الأزهر لمكافحة التطرف الحثيثة لجرائم التنظيمات الإرهابية في غرب القارة خلال شهر أغسطس 2024، واصل المرصد متابعته للعمليات الإرهابية التي شنتها تلك التنظيمات في منطقة الغرب والساحل الإفريقي على مدار الشهر، والتي بلغت (12) عملية إرهابية، أسفرت عن مقتل (350)، وإصابة (382)، فضلًا عن اختطاف (2) آخرين.

     وبناءً على ما رصد، فإن شهر أغسطس 2024 سجل انخفاضًا ملحوظًا في عدد العمليات الإر هابية مقارنة بعددها خلال الشهر السابق له بمعدل (29.4 %)، وعلى الرغم من ذلك فقد ارتفع عدد الوفيات الناجمة بما يعادل (28%)؛ حيث بلغ عدد العمليات التي شنتها التنظيمات الإر هابية في غرب القارة خلال شهر يوليو المنصرم (17) عملية إر هابية، أسفرت عن مقتل (275)، وإصابة (136)، فضلًا عن اختطاف (113) آخرين.

ويشير انخفاض عدد العمليات الإرهابية مع ارتفاع أعداد الضحايا إلى أن العمليات أصبحت أخطر وأكثر تركيزًا نتيجة استهداف أماكن تجمعات المدنيين أو تنفيذ عمليات في مواقع حيوية.

وبحسب الإحصائية، فقد جاءت " نيجيريا " في المرتبة الأولى من حيث عدد العمليات الإر هابية بنسبة (14.6 %)، فيما احتلت المرتبة الثانية من حيث عدد الضحايا بما يعادل (20.9 %)؛ إذ شهدت البلاد (5) عمليات إر هابية، أدت إلى مقتل (80)، وإصابة (42) آخرين.

في حين جاءت " النيجر " في المركز الثاني من حيث عدد الهجمات الإرهابية بتعرضها لـ (3) عمليات بنسبة (25 %)، فيما احتلت المركز الرابع من حيث عدد الو فيات بمعدل (3.9 %)، حيث أسفرت العمليات الثلاث عن مقتل (15)، وإصابة (30) آخرين.

واحتلت "مالي" المركز الثالث من حيث عدد العمليات وعدد الضـ حايا، حيث لقي (75) شخصًا حتفهم، وأصيب (10) بجراح، فضلًا عن اختطاف (2) آخرين، نتيجة تعرض البلاد لهجومين.

وعلى الرغم من حلول " بوركينا فاسو " في المركز الرابع من حيث عدد العمليات الإرهابية، إلا أنها جاءت في المركز الأول من حيث عدد الضحايا بنسبة (8.3 %)، حيث تعرضت البلاد لهجوم وحيد، أدى إلى سقوط (200) قـتيل بما يعادل (52.3 %)، وإصابة (300) آخرين.

ومن المؤسف أن يشهد هذا الشهر إدراج "بنين" في قائمة البلدان المتضررة من الهجمات الإر هابية؛ حيث تعرضت الدولة - التي كانت حتى وقت قريب بمنأى عن الإرهاب - لهجوم أعزل خلّف وراءه (12) ضـحية. الأمر الذي يراه مرصد الأزهر يشكل تهديدًا إضافيًّا للمنطقة وعبئًا أمنيًّا وماليًّا كبيرًا على جهود مكافحة الإر هاب.

وعليه، يمكن القول: إن الهجوم الذي شهدته "بنين" خلال شهر أغسطس، ومن قبله الهجوم الذي شهدته "توجو" خلال شهر يوليو، يطرق ناقوس الخطر لاتساع موجة الإر هاب الحقيقية في خليج غينيا، الأمر الذي لطالما حذر منه مرصد الأزهر في أكثر من تقرير، موجهًا نداءاته للجهات المعنية بضرورة توخي الحذر حيال تغلغل الإر هاب في الدول الواقعة على حدود دول خليج غينيا، وانتقاله عبر الحدود من بلد إلى آخر لتتسع رقعة نشاطه.

أما من حيث جهود مكافحة التنظيمات الإرهابية في منطقة غرب إفريقيا، فقد بلغ عدد القتلى من العناصر الإرهابية خلال شهر أغسطس (211)، على يد أجهزة الأمن النيجيرية والبوركينية.

هذا ولم يختلف كثيرًا عدد القتلى من العناصر الإرهابية خلال شهر أغسطس عن عددهم خلال الشهر السابق له، حيث بلغ عدد القتلى خلال شهر يوليو 2024 (212) قـتيلًا. وهذا يؤكد أن العمليات العسكرية ضد التنظيمات المتطرفة لم تعتمد إستراتيجية "الدفاع النشط"؛ إذ لم يتم الدمج بين التدابير الدفاعية والتكتيكات الهجومية، الأمر الذي أدى إلى تقيد الحرب ضد التنظيمات خلال هذا الشهر رغم تقدم الأخيرة في إيقاع مزيد من الضحايا والمصابين من المدنيين والعسكريين على حد سواء.

هذا ويجدّد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف تحذيره من مغبة تصاعد النشاط الإر هابي الذي يتقدم يومًا تلو الآخر نحو الدول المطلة على الساحل الأطلسي، الأمر الذي يفرض على حكومات المنطقة التنسيق في المسائل العسكرية والأمنية المشتركة لتحقيق الأمن والاستقرار ومنع تمدد الإرهاب.
 


كلمات دالة: