الجماعات المتطرفة

 

14 أبريل, 2025

تحليل إحصائية جرائم التنظيمات الإرهابية وجهود مكافحتها في شرق إفريقيا

خلال شهر مارس 2025، رصد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف نشاط التنظيمات الإرهابية في منطقة شرق إفريقيا، وتقييم جهود مكافحة الإرهاب في دولها. وكشف المرصد عن تنفيذ هذه التنظيمات خمس عمليات إرهابية خلال الشهر الماضي، أسفرت عن مقتل 28 شخصًا وإصابة 20 آخرين.
وبالمقارنة مع شهر فبراير السابق، حافظت التنظيمات المتطرفة على عدد الهجمات الإرهابية نفسها خلال شهر مارس. ومع ذلك، شهد شهر مارس 2025 انخفاضًا ملحوظًا في عدد القتلى بنسبة تقدر بـ 57.6%، حيث بلغت حصيلة ضحايا العمليات الخمس في فبراير 66 شخصًا إضافة إلى اختطاف 5 آخرين.
تمركز العمليات الإرهابية
وبحسب الإحصائيات، تصدرت الصومال قائمة الدول الأكثر تضررًا، حيث سجلت 4 هجمات إرهابية أسفرت عن سقوط 22 ضحية و16 جريحًا. وحلت كينيا في المرتبة الثانية بتسجيلها هجومًا إرهابيًّا واحدًا أودى بحياة 6 أشخاص وإصابة 4 آخرين، بينما شهدت موزمبيق وإثيوبيا استقرارًا أمنيًّا خلال هذا الشهر.

جهود مكافحة الإرهاب
فيما يتعلق بجهود مكافحة الإرهاب في شرق إفريقيا، تمكن الجيش الصومالي، بدعم محلي ودولي، من قتل 437 عنصرًا إرهابيًّا واعتقال 6 آخرين خلال شهر مارس. ويشير المؤشر إلى ارتفاع ملحوظ في عدد القتلى من العناصر الإرهابية خلال شهر مارس 2025 بنسبة 51.1% مقارنة بشهر فبراير الذي شهد مقتل 214 عنصرًا إرهابيًّا، وعلى رأسهم عناصر حركة الشباب الإرهابية.

تحليل الأوضاع الأمنية في شرق القارة
في ضوء ثبات عدد العمليات الإرهابية التي نفذتها التنظيمات المتطرفة في شرق إفريقيا خلال شهر مارس، وهو الاتجاه المستمر للشهر الثالث، وبالتزامن مع انخفاض الضحايا المدنيين وارتفاع قتلى العناصر الإرهابية، يوضح مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن هذا يشير إلى استمرار قدرة التنظيمات على شن أعمال عنف بشكل منتظم، مما يدل على وجود حاضنات أو شبكات دعم لوجستي لا تزال فاعلة. إضافة إلى ذلك، تعكس هذه العلاقة النجاحات الأمنية والاستخباراتية وفعالية الضربات الاستباقية التي حققتها قوات الأمن في تقليل قدرة الإرهابيين على الوصول إلى أهداف حيوية.

يحذر مرصد الأزهر من احتمالية لجوء التنظيمات المتطرفة إلى التفافات تكتيكية، مثل العمليات النوعية المفاجئة، مستشهدًا بالهجوم الفاشل الذي استهدف موكب الرئيس الصومالي. ويرى المرصد أن هذه المحاولة، رغم إخفاقها، سعت من خلالها الحركة الإرهابية إلى استعادة تركيزها الإعلامي والميداني. ويؤكد المرصد أنه في حال استمرار هذه المعادلة المتمثلة في ثبات عدد العمليات، وانخفاض وفيات المدنيين، وارتفاع خسائر الإرهابيين، فإن ذلك يشير إلى دخول التنظيمات الإرهابية مرحلة إرهاق إستراتيجي قد تسبق انهيارها أو انقسامها.


كلمات دالة: