في تطور بارز للوضع الأمني المتوتر في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، أعلنت 6 جماعات مسلحة توقيع اتفاق سلام في منطقة أرو، شمال بونيا. يهدف هذا الاتفاق إلى وضع حد لسلسلة من أعمال العنف التي أودت بحياة آلاف المدنيين وشرّدت مئات الآلاف، لا سيما في مقاطعة إيتوري.
- تفاصيل الاتفاق وتحدياته
جاء توقيع الاتفاق بعد خمسة أيام من المحادثات التي جمعت ممثلين عن الجماعات المسلحة، قادة المجتمع المحلي، ومنظمات المجتمع المدني، وذلك تحت إشراف مباشر من بعثة الأمم المتحدة في الكونغو (MONUSCO).
من أبرز الجماعات الموقعة على الاتفاق: "تعاونية تنمية الكونغو" (CODECO)، وجبهة المقاومة الوطنية في إيتوري، وحركة تشيني يا تونا.
ومع ذلك، رفضت مجموعتان أخريان، هما: زائير ومابي، التوقيع على الاتفاق، مشترطتين لذلك شروطًا مسبقة. جاء هذا الرفض على خلفية اتهام جماعة CODECO بشن هجوم على مخيم للنازحين أسفر عن مقتل 10 مدنيين يوم السبت الذي سبق التوقيع.
- الوضع في إيتوري
من الجدير بالذكر أن مقاطعة إيتوري تشهد منذ سنوات صراعًا دمويًّا بين جماعات مسلحة تنشط على خلفيات قبلية وعرقية. وقد أدى هذا الصراع إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان، وخلّف مئات القتلى والجرحى، إضافة إلى تدمير واسع للبنية التحتية وغياب شبه تام للخدمات الأساسية في المناطق الريفية.
- الاتفاق خطوة مهمة على طريق التهدئة
من جانبه، يرى مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن هذا الاتفاق يمثل خطوة مهمة على طريق التهدئة، خاصةً أنه يشمل جماعات مؤثرة ميدانيًّا مثل CODECO، التي تورطت في أعمال عنف واسعة النطاق خلال السنوات الأخيرة.
ويأمل المرصد أن يؤدي توقيع الاتفاق إلى إنهاء الأزمة. ومع ذلك، يشير المرصد إلى وجود بعض المشكلات مثل غياب الإجماع ورفض بعض الجماعات (مثل زائير ومابي) المشاركة، مما يجعل مقاطعة إيتوري لا تزال على صفيح ساخن.
ويؤكد المرصد أن التهدئة لن تتم بشكل كامل ما لم تُتابع الاتفاقات بخطوات ميدانية جادة ترتكز على نزع السلاح، وحماية المدنيين، وملاحقة المتورطين في الانتهاكات والجرائم.