دراسات وتقارير

 

05 يونيو, 2025

انتهاك تاريخي غير مسبوق في الأقصى.. كاهنان يقدمان "قربان خبز الترديد" داخل باحاته

     في تصعيد خطير وغير مسبوق منذ احتلال القدس، شهد المسجد الأقصى المبارك حادثة تعد انتهاكًا صارخًا لقدسيته، حيث قام كاهنان بتقديم ما يسمى بـ"قربان خبز الترديد" داخل باحاته، وذلك ضمن حملة الانتهاكات المتصاعدة التي يتعرض لها الأقصى مؤخرًا.

وأفاد موقع "هار هبيت حدشوت" المتخصص في أخبار المسجد الأقصى أن هذه هي المرة الأولى التي يُقدم فيها هذا القربان منذ "تدمير الهيكل المزعوم"، ويُعتقد أن "خبز الترديد" يتكون من رغيفين من الخبز كانا يُقدمان في زمن هيكل سليمان خلال الاحتفال بعيد الأسابيع.

ووفق ما ذكره الموقع، استند الكاهنان في فعلهما هذا إلى قاعدة فقهية يهودية متطرفة تجيز تقديم جميع القرابين حتى في غياب الهيكل وتتجاهل ما يسمونه "نجاسة الموتى" التي يعتقدون أنها تشمل جميع يهود العالم حاليًا ودون الحاجة إلى التطهر منها.

وأشار الموقع إلى أن الكاهنين طالبان في مدرسة متشددة متخصصة في تعاليم شؤون الهيكل، وقد قاما بهذا الطقس النادر تحت إشراف مباشر وتوجيه من الحاخام الصهيوني المتطرف "يسرائيل آريئيل"، الذي بدوره تلا دعاء بركة الشكر معتبرًا أن هذا الطقس يستحق هذا الدعاء كونه يُقام للمرة الأولى منذ ألفي عام.

من جانبها، وصفت حركة "حوزريم لهار هبيت – عائدون إلى جبل الهيكل" المتطرفة ما حدث بأنه "لحظة تاريخية"، مؤكدة دعمها لهذا التصرف ومطالبتها حكومة الاحتلال بتمرير قرار حكومي يجدد نظام تقديم القرابين.

استحداث السنهدرين .. تصعيد خطير

واستكمالًا لعمليات التصعيد ضد الأقصى، طالب "أرنون سيجال" الصحفي والناشط في منظمات الهيكل بالسعي لإعادة استحداث السنهدرين – المجلس الأعلى الديني اليهودي – بديلًا للمؤسسة الحاخامية يرى "سيجال" أن قرارات الحاخامية لم تعد تتوافق مع تطلعات المستوطنين المتطرفين وأنها أصبحت يُنظر إليها بوصفها مؤسسة بيروقراطية يديرها أشخاص ليسوا بالضرورة من كبار الحاخامات المعتبرين مرجعية دينية.

كما طالب سيجال بأن يكون السنهدرين الجديد ملزمًا بإبداء رأي شرعي في كل قضية مطروحة سعيًا منه لتمكين الحاخامات ذوي الفكر الأشد تطرفًا داخل الكيان الصهيوني من السيطرة على مراكز اتخاذ القرار المتعلقة بالمسجد الأقصى المبارك.

تحذيرات من تداعيات الاستفزازات المتواصلة

في هذا السياق، يوضح مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن المؤسسة الحاخامية الرسمية وغالبية الحاخامات الصهاينة يحرمون اقتحام الأقصى وتقديم القرابين قبل بناء الهيكل والتطهر من "نجاسة الموتى".

ومع ذلك، يحذر المرصد من تيار صهيوني متشدد متزايد يطالب بتغيير الوضع القائم في الأقصى، وتقديم القرابين، بل وبناء هيكل داخل الحرم القدسي.

ويؤكد المرصد أن الأقصى هو المحرك الرئيسي للأحداث في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأن الاستفزازات المتكررة من قبل المسؤولين والجماعات المتطرفة تهدد بزيادة التصعيد بشكل كبير.

كما ينبه المرصد إلى أن المنظمات المتطرفة تسعى لإشعال المواجهات في الضفة الغربية والقدس الشريف لتسويغ تهجير الفلسطينيين، على غرار ما يحدث في غزة، مشيرًا إلى أن هذه الاستفزازات المتزايدة تأتي ضمن مخطط خبيث مستمر منذ بداية الاحتلال.


كلمات دالة: