الروهينجا

أحلامهم بسيطة ولكن!

أحلامهم بسيطة ولكن!

     يتابع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف تطورات قضية مسلمي الروهينجا، الذين تركوا ديارهم فرارًا من الموت والتنكيل والبطش، على أيدي قوات الجيش البورمي وغيرها من الحركات البوذية المسلحة، وفى هذا الصدد رصدت وحدة اللغة الإنجليزية تقريرًا مصورًا نشرته جريدة "الجارديان" البريطانية لبعض أشخاص من لاجئي الروهينجا يتحدثون عن أكثر الأشياء قيمة وأهمية في حياتهم، ورغم بساطة أمنياتهم وأحلامهم فإن قوى العالم قد وقفت مكتوفة الأيدي عاجزة عن أن توفر لهم الحماية من جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكب في حقهم.
كفيف ... أهم شيء في حياته عصاه التي يتوكأ عليها
إنه "عمر" الذي بلغ من العمر أرذله، إذ يحيا الآن عامه 102، والذي يقول إن أكثر الأشياء أهمية عنده الآن هي عصاه التي يتوكأ عليها بعد أن كف بصره، إذ يقول إنه دون هذه العصا لكنت قد ذهبت إلى بنجلاديش زحفًا على بطني.
طفل رضيع وجدته في طريق الفرار من الموت
أما "نوراس" البالغة من العمر 25 عامًا، فترى الرضيع الذي وجدته في طريق فرارها من ميانمار إثر عمليات القتل الوحشي، أهم شيء في حياتها، إذ تقول "سمعت صراخه بين جثتين ملقيتين على الأرض، ولما لم أعثر على أبيه أو أمه أو أي من عائلته، سميته محمد حسن- إنه أهم شيء فررت به من ميانمار".
ليس ثمة شيء مهم في حياتي الآن
أما "كاليما" فتقول إنه لم يعد هناك أي شيء في حياتها على قدر من الأهمية، إذ قُتل زوجها وأختها الصغيرة على أيدي قوات الجيش البورمي بعد ثلاثة أشهر فقط من زواجها، ولم ينته الأمر عند هذا الحد، بل تناوب البوذيون اغتصابها عدة مراتٍ قبل أن تفر إلى بنجلاديش، وتتمنى أن تعود إلى ممارسة حياكة الثياب مرة ثانية.
شهاداتي العلمية أهم ما فررت به
أما محمد- 26 عامًا- وهو الشخص الوحيد من أبناء قريته الذي ذهب للجامعة، فقد قال إن شهاداته العلمية هي أهم شيء حضر به إلى بنجلاديش، كما أعرب عن أمله في العودة إلى دياره، بيد أنه قال إنه لن يعود إلا إذا منحتهم السلطات الميانمارية حقوقهم كمواطنين.
إن المتأمل في هذه الكلمات التي تعكس حجم هذه الماساة الإنسانية، يدرك بساطة أحلام هذا الطائفة من البشر، فما بين عصا يمشي عليها كهل، إلى طفل رضيع لم يعثر على أهله بعد، إلى شاب يحلم بالعودة إلى بلده كمواطن تابع لعَلِمها، إلى فتاة تحلم بأن تعود لوطنها وأن تمارس مهنة الخياطة، نرى أنها أحلام ليس من المستحيل تحقيقها، فضلاً عن أن يقف العالم بلا حراكٍ أمام هذه القضية، فهلا يستيقظ ضمير الإنسانية قبل أن يذكر التاريخ أن حقوق الإنسان قد هضمت، ولم تعد لها قيمة في عصر من المفترض أن يكون عصر التقدم البشري في كافة ميادين الحياة.

الموضوع السابق اللاجئونَ بينَ الحاضرِ المؤلِمِ والمستقبلِ المُظْلِمِ
الموضوع التالي إحصائات مهمة عن المسلمين في ألمانيا
طباعة
2504