لا شك أن الأناشيد الدينية تؤثر على الناس تأثيرًا كبيرًا، وتصل إلى عدد كبير منهم قد لا يستطيع مقال أو خطاب أو كتاب أن يصل إليه. وقد أدرك تنظيم داعش الإرهابي هذه الحقيقة، وأخذ يستخدم الأناشيد كوسيلة من وسائله في الترويج لأفكاره، ودعوة الشباب إلى الانضمام إليه. وقد قامت وحدة رصد اللغة التركية بمرصد الأزهر الشريف برصد أنشودة باللغة التركية لتنظيم داعش الإرهابي، يحث فيها الشباب التركي ويشجعهم على ترك بلادهم والانضمام إليه، ويصف لهم حكامهم بالكفر، وعلماءهم بالفسق، ويعرفهم أن العدل لا وجود له إلا في أرض الخلافة الزعومة، ويخاطبهم قائلًا: "لقد تأسست الدولة الإسلامية شرفًا ونورًا للإسلام وسعادة للمؤمن، أفلن ترحل إليها؟ ألن تهاجر من أرض الكفر، ومستنقع الشرك إلى أرض الخلافة؟ الخلافة لطف من الله، وعزة للمؤمن في الدنيا، أفلن تهاجر إليها؟ الكفر ملة واحدة، غطى الدم عيونهم، ويريدون الانقضاض على الخلافة، ألم تختار حتى الآن صفك؟ اترك ديار الكفر وظلمات الجاهلية، ألا تعرف إنك ستسأل غدا في محكمة الحق؟"

ثم يظهر رجل في منتصف الأنشودة يدعى "أبو محمد التركي" مخاطبًا الأتراك باللغة التركية قائلًا: "إني أخاطب جميع إخواني في تركيا، والله إن الدولة الإسلامية ليست في حاجة إليكم، والله إن الدولة الإسلامية ليست في حاجة إليكم، لكنكم أنتم تحتاجون أن تحيوا (تعيشوا) هذا الدين. ونصيحتي الأخيرة لكم: إن العزة والشرف والبركة والأجر الموجودين هنا لن تجدوهم في أي مكان آخر".

وفي النهاية تعود الأنشودة من جديد مغنية: أن "لا تُقم في ديار الكفر، ومستنقع الشرك، واترك الشبهات، ولا تثق في الفساق. العزة والجنة والجهاد هنا في أرض الخلافة، وكل شيء هنا على الكتاب والسنة، ولا يوجد شيء (عقاب) دون دليل".

ويدعو مرصد الأزهر الشريف جميع شباب العالم الإسلامي إلى الانتباه إلى مثل هذه الدعاوى الخبيثة التي تكفر المجتمع، وتفسق العلماء، ويحثهم على التمسك بسماحة الدين الإسلامي والتحلي بأخلاق رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، ورفض ومحاربة جميع المفاهيم والأفكار الهدامة التي تظهر الأديان بمظهر التطرف والإرهاب وهي منها براء.