أنشطة الجماعات الإرهابية خلال شهر مارس 2017

  • | الخميس, 11 مايو, 2017
أنشطة الجماعات الإرهابية خلال شهر مارس 2017

مازالت الجماعات الإرهابية تنعم بمزيد من الدعم المالي والتسليحي تكمنت من خلاله من تكثيف هجماتها وأنشطتها الإرهابية وممارسة القتل والتدمير في جميع أنحاء العالم. وفي أحدث إحصائية لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف التي يصدرها عن شهر مارس لعام 2017 لعمليات الجماعات الإرهابية وأنشطتها، نلاحظ ما يلي:

 قدرة الجماعات الإرهابية وامتلاكها عددًا  كبيرًا من المسلحين، بجانب مخزونهم من السلاح والذخائر والآليات الثقيلة التي تدعمها قوى عالمية تهدف إلى تدمير المنطقة لا تنفذ، فعلى مدار شهر مارس، بلغ إجمالي التفجيرات الإرهابية في العالم ما يقرب من 100 تفجير مقارنة بالشهر الماضي الذي وصل الي 92 فقط، أي أن التفجيرات في ازدياد مستمر، حيث استخدمت الجماعات الإرهابية قنابل موقوتة وسيارات مفخخة، وبلغت العمليات الانتحارية بالأحزمة الناسفة 30 عملية انتحارية، بينما تم إعدام واغتيال حوالي 120 شخصًا ما بين مدني وعسكري. وقد بلغ عدد الضحايا جراء هذه العمليات ما يزيد عن 1600 قتيل، بينما أصيب أكثر من 1300 آخرين، واختطف الإرهابيون ما لا يقل عن 150 من معارضيهم، وفي المقابل لقي من الجماعات الإرهابية حوالي 2900 مسلحًا مصرعهم، وأصيب ما يقرب من 400 آخرون، بينما اعتقلت القوات الأمنية ما يقرب من 1500 مسلحٍ. حسب وكالات الأنباء الرسمية في كل دولة. وفيما يلي نعرض التفاصيل.

* أولا:-

القارة الإفريقية، قامت جماعات إرهابية في سيناء في أقصى شمال القارة في مصر، بتفجير قرب معهد أزهري في محافظة شمال سيناء، كما أعدمت عناصر الجماعة الإرهابية شخصين ذبحا بتهمة السحر والشعوذة، وعلى إثر استهداف كمين لقوات الأمن وهجوم على آخر وتفجير ثالث، قتل 14 ما بين مدني وعسكري، وأصيب 5 آخرون من قوات الأمن. وقام الجيش المصري بالرد السريع  لاستشهاد أبناءه فقتل من الإرهابيين حوالي ما يقرب من40 مسلحًا واعتقل 12 آخرين. أما في شمال غرب القارة (ليبيا) نفذ تنظيم داعش الإرهابي عمليتين انتحاريتين وهاجم مركزًا للشرطة، راح ضحيتهم 25 من قوات الأمن وأصيب 13 بينهم طفلان، فيما هجم مسلحون آخرون قناة "ليبيا

التي تدعي ب 218" واختطفوا 2 من أهم العاملين بها. هذا وقد قام الجيش الليبي بمساعدة قوات الأمن بقتل أكثر من 60 مسلحا على مدار الشهر حسب وكالات الأنباء الليبية الرسمية. 

* وفى شرق القارة الإفريقية، وتحديدًا في (الصومال) اغتالت "حركة الشباب الإرهابية" خمس مسؤولين من الحكومة الصومالية، فيما أعدمت شابًا رفض المعاونة، وراح أكثر من 100 شخص ضحية وأصيب مثلهم، جراء عدة هجمات للحركة استهدفت تجمعات سوقية في العاصمة "مقديشو"، عقب إعلان الرئيس الصومالي حربه على الإرهاب منذ توليه الرئاسة في فبراير الماضي، وإعطاءه مهلة للجماعات المسلحة 60 يوما للاستسلام أو المواجهة، على إثرها؛ قتلت قوات الأمن الصومالية 70 مسلحا واعتقلت آخرين. أما في "كينيا"، فقد اختطف مسلحو حركة الشباب 8 مدرسين من مخيم لللاجئين ونقلتهم عبر الحدود الصومالية لتنفيذ هجمات أو دفع فدية. 

* وفى نيجيريا، غرب القارة السمراء، تستمر العمليات الوحشية لجماعة "بوكو حرام" واستهداف المدنيين، فقد لقي العشرات من المدنيين مصرعهم وأصيب قرابة المائة شخص، بينما اختطفت الجماعة 22 امرأة بينهن فتيات تحت سن الرابعة عشر من منازلهن وفي الأسواق. في غضون ذلك، قتلت القوات النيجرية 65 مسلحًا وأصابت آخرين بينما اعتقلت 25 بينهم قياديون بالجماعة. 

* ثانيا:

قارة آسيا، حيث تنشط داعش وطالبان والقاعدة، ففي "اليمن" ألقى عناصر من تنظيم القاعدة قنبلة في مسجد أثناء تواجد المصلين، قتل على إثره 5 من المدنيين وأصيب 8 آخرون. كما هاجم حفل زفاف بتهمة استماع الأغان الشيطانية راح ضحيته 12 شخصا بينهم أطفال وأصيب 35 آخرون. كما اغتالت عناصر داعش نجل وزير الداخلية، على إثر ذلك، داهمت قوات الشرطة اليمنية عدة معاقل لتنظيم القاعدة قتلت خلالها العشرات وأصابت آخرين. وفي "البحرين" قام مسلحون بهجومين على حملات أمنية أسفرت عن مقتل 4 من رجال الشرطة، مقابل ذلك، قتلت قوات الشرطة 5 من الإرهابيين واعتقلت قرابة الـ 20.

* أما في العراق ، فالتفنن في القتل والتعذيب سمة التنظيم الرئيسية. ولا نعدد جرائمه ولا أساليبه الوحشية ولكن نذكر أبرزها على مدار الشهر، ففي مرة واحدة أعدم التنظيم ما يقرب من مائة شخص ودفنهم بشكل جماعي في مقبرة واحدة بصورة بشعة. وفي استهداف داعش لتجمعات الزائرين للمراقد الشيعية ، قتل أكثر من 40 شخصا وإصابة أكثر من ثلاثمائة من السنة والشيعة، كما قتل مئات آخرين في عدة تفجيرات وعمليات انتحارية وقعت في

مناطق متخلفة من الموصل وبغداد. من جانبها كبّدت القوات العراقية التنظيم الإرهابي خسائر فادحة ، فعلى مدار شهر من الكر والفر بين الطرفين، خلفت القوات العراقية ما يقرب من ألف قتيل وعشرات الجرحى كما اعتقلت ما يزيد عن المائتي مسلح. وفي "سوريا" فجر تنظيم داعش مخزنا للسلاح الكيميائي شمالي "حلب" نتج عنه أكثر من مائتي قتيل ومائتي جريح بينهم أطفال ونساء. ولم يكتف التنظيم بذلك، بل نفذ عدة غارات جوية أخرى، وأعدم 5 مدنيين وشرد مئات الأسر والأطفال. لكن النظام السوري، بجانب الحرب الطاحنة بينه وبين المعارضة، إلا أنه لم يترك التنظيم يستفحل في محافظات الدولة، فبالتعاون مع قوات التحالف الدولي لقي أكثر من 700 من الدواعش مصرعهم ، وأصيب منهم العشرات واعتقلت قوات الأمن عشرين آخرين فضلا عن تدمير ألاف المركبات والأسلحة الثقيلة ومخازن للأسلحة ومعاقل للإيواء. 

* وفي أفغانستان، دارات كانت هناك منافسات عنيفة بين تنظيم داعش وجماعة طالبان على أسبقية القتل والتفجير. فتولى داعش تفجير عدة أماكن حساسة واغتيال شخصيات هامة في إقليم "ننجرهار" غربي البلاد، بينما رضيت طالبان بعدة عمليات انتحارية استهدفت فيها مراكز للشرطة وحملات أمنية. وكان إجمالي ضحايا تلك العمليات الإرهابية أكثر من مائتي قتيل ومائتي جريح. وعلى الرغم من طلب حكومة الرئيس الأفغاني المصالحة مع جماعة طالبان عدة مرات، إلا أنه لا يفتأ حتي يلقي بالصفعات الواحدة تلو الأخرى على وجه التنظيم. ولذلك تتلقى الجماعة خسائر تكفي لتدمير جيش كامل، والسؤال الملح هنا: من أين تحصل الجماعات الإرهابية على كل هذه العدة والعتاد؟!

وفي باكستان، انخفض معدل التفجيرات والقتل خلال شهر مارس مقارنة بالأشهر الماضية، لكن داعش تفوقت على طالبان في ممارساتها الإرهابية ضد      قوات الشرطة، فوقعت 5 تفجيرات نتج عنها قرابة ال60  قتيلا وقرب المائة جريحا، فيما قتلت قوات الأمن الباكستانية 30 عنصرا من الإرهابيين واعتقلت منهم عشرا. وفي بنجلاديش، قام التنظيم بتفجير انتحاري استهدف معسكرا لقوات الشرطة بينما فجر انتحاريين نفسيهما في مبنى تابع لقوات الأمن في العاصمة "داكا"

* ثالثا:- 

بالنسبة للقارة الأوروبية فلم تكن هي الأخرى في مأمن من الإرهاب والعمليات الإرهابية. ففي تركيا، شهدت بعض المدن عدة هجمات إرهابية خلال شهر مارس راح ضحيتها العشرات ما بين قتيل ومصاب بينهم نساء وأطفال. كما استهدف مسلحون شخصيات هامة وقيادات حزبية في الدولة.  وفي إطار مكافحة الإرهاب، شنت قوات الأمن التركية غارات جوية استهدفت معاقل للإرهابيين، أسفرت عن مقتل عشرات الإرهابيين. 

* وفي إسبانيا، اعتقلت قوات الشرطة الإسبانية عدة أشخاص مشتبه بانتمائهم لجماعات إرهابية، وبتخطيطهم لهجمات محتملة، كما تورط بعضهم في تهم سابقة.

* وفي بريطانيا هاجم أحد أتباع تنظيم داعش الإرهابي حشدًا من الناس بينهم أطفال، مرتديًا زيًا أسود اللون ويحمل سكينتين، ثم صعد على الرصيف ليدهسهم بسيارته، على إثر ذلك، قتل من المدنيين 4 وأصيب 27 آخرين. ولم تعتقل الشرطة البريطانية أي مشتبه به في تنفيذ الهجوم.

هذا، وتشير بعض المنظمات العالمية لمكافحة الإرهاب إلى انحسار داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى على الأرض. ، لكنها مازالت تستنزف دماء الأمة العربية والإسلامية وشعوب المنطقة بأثرها. ومن جانبه يحذر مرصد الأزهر بإصدار هذه الإحصائية التقريبية لأعمال العنف والإرهاب ضد المسلمين على مستوى العالم من استمرار مجاراة الحكومات الداعمة للإرهاب وعدم أخذ موقف تجاههم. فبدون دعم وتمويل تلك الحكومات المساندة لهم سوف يزول ما يسمى بداعش والجماعات الإرهابية سريعًا. 

للاطلاع على الاحصائية التفاعلية

طباعة
كلمات دالة: مرصد الأزهر

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.