الأزهر الشريف ومرصده فى عيون الصحافة الفرنسية بمناسبة احتفالات المسلمين والمسيحيين معاً بذكرى ميلاد المسيح ومولد النبي "محمد" صلى الله عليه وسلم

وحدة اللغة الفرنسية

  • | الخميس, 24 ديسمبر, 2015
الأزهر الشريف ومرصده فى عيون الصحافة الفرنسية بمناسبة احتفالات المسلمين والمسيحيين معاً  بذكرى ميلاد المسيح ومولد النبي "محمد" صلى الله عليه وسلم

ورد في الصحف والمواقع الناطقة باللغة الفرنسية عدة مقالات خلال أمس الأربعاء واليوم الخميس تناولت بالتحليل والتعليق التطابق الزمني هذا العام لاحتفال العالم بأعياد الميلاد المجيد للمسيحيين وذكرى مولد النبي "محمد"-صلى الله عليه وسلم- عند المسلمين. ودور الأزهر الشريف ومرصد الأزهر باللغات الأجنبية فى مكافحة التطرف.

وكان الأبرز من بين تلك المقالات، ما كتبه الصحفي "نادر علوش" ونُشرعلى موقع "huffpostmaghreb" حول هذا الحدث، حيث جاء في مقاله الذي حمل عنوان :

" في نهاية عام مأساوي: المسيحيون والمسلمون يحتفلون بأعياد الميلاد " كيف أن احتفالات أعياد الميلاد المجيد للمسيحيين تزامنت هذا العام مع احتفالات المسلمين حول العالم بمولد النبي "محمد" صلى الله عليه وسلم.

وكيف أن المسيحيين والمسلمين في بلدان شتى من العالم على رأسها فرنسا وكندا ولبنان ومصر يجتمعون كآفة في هذا اليوم الاستثنائي للاحتفال بأعياد الميلاد وإحياء ذكرى مولد النبي – صلى الله عليه وسلم .

وتأتي هذه المناسبة لتطوي صفحة عام عاشت فيه فرنسا – بشكل خاص – أسوأ اعتداءات شهدتها البلاد منذ الحرب العالمية الثانية، بينما عانى الكثير من بلدان العالم من أحداث مأساوية دامية جراء العمليات الإرهابية التي ضربتها كدول الخليج العربي ولبنان وتونس ومصر وغيرها.

إن يوماً كهذا يسمح للجميع باللقاء والتواصل، ويجدر بنا أن ننوه إلى ما دار في مصر في السنوات السابقة من قيام بعض القنوات التليفزيونية المحسوبة على التيارات الإسلامية المتشددة بتحريم التهاني بعيد الميلاد المجيد، في الوقت نفسه جاء رد أساتذة وعلماء الأزهر عملياً بتوجيه التهاني والمباركات لجميع المسلمين والمسيحيين على السواء بعيد الميلاد المجيد ومولد النبي-صلى الله عليه وسلم-.

وقد سار على نفس هذا المنهاج الأزهر الشريف ممثلا فى الأستاذ الدكتور/ أسامة نبيل المشرف العام على مرصد الأزهر باللغات الأجنبية، من خلال قافلة السلام التى رأسها فى باريس والذي يسعى دوماً لتحقيق المصالحة فى المجتمعات  ويحارب تنظيم "داعش" في صميم فكره من خلال النشر الدوري لما يقوم به مرصد الأزهر لدحض آراء المنتمين لهذا التنظيم  والرد على شبهاتهم من خلال أمهات كتب التفسير والسنة النبوية.

وقد بدا جلياً أن حالة الجدل المشهورة التي تدور في بقية دول العالم العربي وتنتشر بين المسلمين في أوروبا حول "جواز أو حرمة" تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد المجيد قد أصبحت أقل شيوعاً هذا العام مما كان عليه في السنوات الأخيرة.

ويرى الكاتب أنه على الرغم من تزايد الاعتداءات المتطرفة، فإننا في الواقع نلحظ تراجعاً لا يزال ضعيفاً ، لتأثير التطرف على المسلمين في الدول العربية والذي يُشعر به أيضا عند مسلمي أوروبا، منذ اعتداءات الـ 13 نوفمبر التي حررت القيود.

ففى في مصر، قلب العالم العربي، يقوم الأزهر الشريف بأنشطة عدة بناء على توجيهات الرئيس "السيسي"، يمكن أت تؤتى ثمارها على نطاق واسع مما يبشر بتحقيق الوئام المجتمعي .

وفي هذا الصدد، يجب علينا أن نذكر بأن مصر الأزهر قد أخذت زمام المبادرة بإطلاق حزمة من المشروعات جاء على رأسها إنشاء "بيت العائلة المصرية " الذى يجمع القيادات الدينية ممثلة في فضيلة  الإمام الأكبر/ شيخ الأزهر وقداسة بابا الإسكندرية، كما تم افتتاح مرصد الأزهر لمكافحة التطرف تحت إشراف الأستاذ الدكتور/ أسامة نبيل بهدف مناهضة الفكر المتطرف وبيان ضلاله وخطئه بأدلة دامغة وحجج قوية وليقنع قطاعاً عريضاً من المصريين على صدق توجه الأزهر نحو خدمة ما يدعو إليه من "إسلام وسطي". 

وعلى نفس خطوات الأزهر الشريف، سعت كثير من المنظمات الإسلامية لتنفيذ برامج وعقد مؤتمرات وتنظيم ورش عمل للحد من التطرف الديني ومعالجة آثار الإرهاب، منها على سبيل المثال  المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو"، ولكم نأمل أن يأتي اليوم الذي تتوحد فيه جهود هاتين المؤسستين الكبيرتين : "الأزهر الشريف" و"الإيسيسكو" من خلال التعاون فيما بينهما لخدمة الإسلام وقضايا المسلمين المصيرية ومكافحة الإرهاب والتطرف ونبذ العنف تحت آلية مشتركة واستراتيجية موحدة.

وفي هذا الصدد، يدعو الكاتب المجتمع الدولي للقيام بمسؤولياته لدعم هاتين المؤسستين "الأزهر الشريف" و"الإيسيسكو" ، اللتين لهما القدرة على أن تقدما للعالم الوسائل المناسبة لتحقيق الوئام والإنسجام في مجتمعاتنا الشرق أوسطية المتعددة الأعراق والأديان. ويخص بهذه الدعوة بلاداً كفرنسا وكندا وبلجيكا والمملكة المتحدة التي تعاني من وباء التطرف ويؤكد  لهم أن تلك المؤسسات ستساعدنا كثيراً جداً بشكل واقعي وملموس في القضاء على مثل هذا التطرف واشكاله المتنوعة.

كما دعا الكاتب إلى إشراك هذه المؤسسات "الأزهر والإيسيسكو" بالإضافة إلى الكنيسة المصرية باعتبارهم الأكثر فاعلية والأجدى نفعاً لدعم المرأة في ربوع العالم العربي ومكافحة التمييز ضدها وتمكينها للقيام بدورها الفاعل في إحياء الكيان المجتمعي داخل المجتمعات العربية التي تعيش فيها. 

طباعة

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.