هل يكون وقْف هجرة المسلمين للغرب حلًّا لوقْف هجمات "داعش"؟

  • | الخميس, 15 يونيو, 2017
هل يكون وقْف هجرة المسلمين للغرب حلًّا لوقْف هجمات "داعش"؟

منذ أن أطلقت "داعش" فكرتَها البربرية؛ "الذئاب المنفردة"، وقد توالت العمليات الإرهابية في الغرب بوتيرةٍ متسارعة وبشكلٍ مثير  للجدل، جعل الكثيرين في الغرب يخشى من أي مظاهرَ إسلاميّةٍ؛ لذا كان من الطبيعي توقُّع ردود أفعالٍ ربما تكون أحيانًا مبرَّرةً وربما تكون غيرَ ذلك، ومن ذلك على سبيل المثال: تنامي ظاهرة "الإسلاموفوبيا" في الآونة الأخيرة بشكل ملفتٍ للنظر، وهي لا شكَّ ظاهرةٌ غير إنسانية، ولها آثارُها المجتمعية السلبية؛ لأنها على أقلِّ تقديرٍ تُعاقب البريء بذَنبِ المجرم، وتعكسُ حالةً مَرَضيّةً، أصابت نسيج هذه المجتمعات، الأمر الذي يَستوجب سرعةَ علاجها والتعامل معها. ونحن نحاول هنا رصد مظهرٍ آخَرَ لردود الأفعال على هذه الهجمات، أو ربما يكون محاولةً سياسيّةً لاستغلال هذه الهجمات الإرهابية؛ ألَا وهو التصدي لهجرة المسلمين للدول الغربية. فعقب الهجوم الإرهابي الذي شهدته "لندن" مطلعَ هذا الأسبوع، جدّدت "بولين هانسون"، السياسية الأسترالية المعروفة، دعوتَها لِوقْف هجرة المسلمين إلى أستراليا، الأمر الذي انتقده "بيل شورتن"، زعيم المعارضة الفيدرالي، حسَب موقع "هيئة الإذاعة الأسترالية" "abc"، وكان الموقع قد نقل تعليقات "هانسون"، التي تحدثت من خلال وسائل الإعلام الاجتماعية، قائلةً: "يجب وقْف هجرة المسلمين قبل فوات الأوان"، وأَرفقَتِ التحذيرَ الذي نشرته شرطةُ المملكة المتحدة البريطانية.

وأضافت: "إن أستراليا قد يَئِست من حزب العمال والليبراليين"، كما أكّدت أن أستراليا لن تُخفيَ الصلة بين "التعاليم الإسلامية" والإرهاب، وأن الأستراليين قد مَلُّوا من إخبار السياسيين بأنّ الإسلام لا يتوافق مع المجتمع الأسترالي.

وقال السيد "شورتن": إنه "مِن المثير للاشمئزاز" أن السيناتور "هانسون" تحاول إثارةَ نقاشٍ حول الهجرة "في غضون ساعاتٍ" من الهجوم، وأضاف: إن الهجوم يجب أن يجعل الأستراليين يقفون يدًا واحدةً.

وأضاف: "إن الفوز للإرهابيين والمجرمين هو عندما تبدأ المجتمعات في الاختلاف، وأن يُشَكِّكَ كلُّ فردٍ في الآخَر".

وفي بولندا، نجد تصريح السيد  Ryszard Czarnecki  العضو البولندي في الاتحاد الأوربي، حسَب موقع "راديو بولندا" TheNews.pl، بأن  الطريقة الوحيدة لصَدِّ الهجمات الإرهابية؛ هي عدم السماح للمهاجرين  المسلمين من الدخول إلى البلاد، وأضاف السيد Czarnecki الذي ينتمي إلى حزب القانون والعدل المحافظ في بولندا: إن الهجماتِ الإرهابيّةَ غالبًا ما يُنفّذها شبابٌ أوروبيون، هم بالأساس مهاجرون صغارٌ تَلَقَّوْا تدريبًا على يد "داعش"، وشدّد؛ أنه على بولندا أن تستفيد من أخطاءِ غيرِها، وألّا تَفتحَ حدودَها للمهاجرين المسلمين.

وفي السياق نفسه، دعا وزير الداخلية البولندي، "ماريوس بلاشاك"، المجتمعَ الأوروبي، إلى الحفاظ على القِيَم الأوروبية، وإيقاف هجرة المسلمين إلى القارة الأوروبية؛ من أجل القضاء على موجة الإرهاب. كما رَبَط بين التهديدات الإرهابية في أوروبا والعدد المتزايد من المهاجرين المسلمين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ودعا الوزير أوروبا أيضًا إلى إعادة النظر في سياسة الهجرة. كما وصف خطوة "المفوضية الأوروبية" بشأن إعادة توطين المهاجرين من الشرق الأوسط، بأنها غيرُ مقبولةٍ. ووَفقًا لاستطلاعِ رأيٍ أجراه مركز CBOS، فإن ثلاثةَ أرباعِ البولنديين يَدعَمون إيقافَ الهجرة ورفْضَ استقبالِ المهاجرين من المسلمين، ضمن برنامج المفوضية الأوروبية. وتَعزِمُ "بروكسل" فرْضَ عقوباتٍ على بولندا، في حال استمرت في موقفها الرافض لاعتماد نظام الحصص لتوزيع اللاجئين، والذي نصّت عليه "المفوضية الأوروبية".

إذًا؛ كلُّ هذا يُثير تساؤلاتٍ حول ما تَهدِفُ إليه "داعش" من هذه الهجمات، وهل هي هجماتٌ إرهابيّةٌ مَحْضَةٌ يُحَرِّكها فهْمٌ خاطئٌ ومُنْتَكِسٌ للدين؟ أم أنّ ثمّةَ سياساتٍ تُحَرِّكُ هذه الأيديولوجياتِ المتطرّفةَ، مُستغِلّةً جهْلَ الشبابِ ومَشاعرَ تَشعرُ بالهزيمة؟

طباعة

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.