تقرير عن العدد الأول من مجلة الرسالة الصادرة عن جبهة النصرة

إعداد قسم اللغة الإنجليزية

  • | الثلاثاء, 11 أغسطس, 2015
تقرير عن العدد الأول من مجلة الرسالة الصادرة عن جبهة النصرة

 

تصدر المجلة باللغة الإنجليزية عن مركز الرسالة الإعلامي، وهو الذراع الإعلامي لجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة. وهذا العدد هو الإصدار الأول من المجلة التي أطلقت في شهر رمضان/ يوليو 2015. وجبهة النصرة هو الاسم التي أطلقه تنظيم القاعدة على قواته في الشام، وقد نشأ في أعقاب اندلاع الثورة السورية عام 2012 وكان -بجانب الجيش السوري الحر- اللاعب الرئيس في جبهة الثورة و"الجهاد" ضد نظام بشار الأسد. وقد ظل الأمر كذلك حتى ظهور تنظيم الدولة الإسلامية الذي نشأ أولا في العراق لتمتد عملياته إلى الأراضي السورية لاحقا. بدت العلاقات بين جبهة النصرة ودولة البغدادي متوترة حتى دخلت طور المواجهة المباشرة. لذلك يظهر من التحليل العام للمجلة انشغالها، في جزء كبير منها، بمهاجمة سياسات تنظيم الدولة وتصريحاته تجاه جبهة النصرة وتنظيم القاعدة.

المجلة، حتى الآن، لا تعد تنظيرًا فقهيا للحركة الجهادية، لكنها لم تخل من الاستدلال الفقهي في بعض مقالاتها. وجاءت أبرز المسائل الفقهية في هذا العدد في المقال السادس (الخلافة في عام) الذي يناقش مدي شرعية خلافة البغدادي وموفقتها لأحكام الإسلاممن وجهة جبهة النصرة بطبيعة الحال، بينما جاء عنوان المقال السابع كالتالي (هذه هي القاعدة أم أنهم نسوا). ويقارن المقال بين منهج بن لادن في الجهاد وهمجية التنظيم، أما المقال العاشر الذي حمل عنوان (فتوى علمهم نور يضيء الظلمات) فقد تضمن فتوى علماء الحركة الجهادية بخصوص الحكم الشرعي في رد عدوان داعش من عدمه (رد عدوان المسلم على المسلم).

 

وفيما يلي استعراض مقالات العدد:

 

المقال الأول: جيش الفتح

يتناول المقال تكوين تحالف جيش الفتح في جماد الأول 1436 من مقاتلي قوات: جبهة النصرة وأحرار الشام وجند الأقصى وفيلق الشام...الخ. ويذكر المقال بإيجاز تاريخ تكوين هذا التحالف وما خاضه من معارك، ثم يمدح الاتحاد وفضائل التعاون و"الاعتصام بحبل الله" بين المسلمين.

2. المقال الثاني معركة النصر:

مقابلة صحفية مع أحد قادة جيش الفتح ليصف أحداث معركة جسر الشغور ضد النظام السوري.

 

3- المقال الثالث مفاتيح الجنة:

يبدأ المقال بذكر أن مفاتيح الجنة تكمن في أراضي الجهاد والبنادق التي بين أيدي المجاهدين، مستدلًا بقول يزيد بن شجرة رضي الله عنه: "نُبئتُ أن السيوف مفاتيح الجنة".

ثم يذكر فضل الشام والجهاد فيها، مستدلًا بحديث عن ابن حوالة رضي الله عنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سيصير الأمر إلى أن تكونوا جنودًا مجندة، جند بالشام وجند باليمن وجند بالعراق. فقال ابن حوالة خر لي يا رسول الله، إن أدركت ذلك، فقال: عليك بالشام فإنها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده فأما إن أبيتم فعليكم بيمنكم واسقوا من غدركم فإن الله توكل لي بالشام وأهله".

وبعد ذكر الجهاد وفضله، والشام وفضلها، يتناول أكثر من نصف المقال تفنيد دعاوى البغدادي ونقد تنظيمه، منتقدًا سياسة التفريق بين المجاهدين التي يتبعها التنظيم في كل مدينة يدخلها، فبدلًا من أن يكون خليفتهم مجمعًا للأمة، كان مفرقًا لها. ومن ذلك اليمن وأفغانستان والقوقاز والشام. ثم يختم المقال بالدفاع عن جبهة النصرة وذم تسميتها بالصحوات (اسم يطلقه تنظيم الدولة على جبهة النصرة إلحاقا لهم بالحركات المتهمة بالعلمانية)، كما يشير إلى القتل الذي أعمله البغدادي في العلماء وطلبة العلم، داعيًا "القاريء" إلى الخروج للجهاد في الشام، "فالجهاد في الشام لا يماثله شيء".

4- المقال الرابع: الهجرة، قصتي

تروي إحدى "المهاجرات" إلى الشام تجربتها الشخصية والأسباب التي دعتها إلى ذلك.

تبدأ بالمفاضلة بين "الهجرة" إلى بلاد الإسلام وبين البقاء في غيرها، لتفضل "من هاجر" على هؤلاء الذين ظلوا في بلادهم مندمجين في مجتمعاتهم، واصفة تلك المجتماعات بأنها مبنية على دماء الأبرياء وفي حالة حرب مع الإسلام.

تؤسس الكاتبة لشرعية "هجرتها" بالحديث النبوي: "ستكون هجرة بعد هجرة فخيار أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم".

كما عددت الأسباب التي دعتها إلى الهجرة ومنها:

- اللحاق بمن ينصرون الإسلام، فالمجاهدون خير أهل الأرض، ووجودها بينهم للنصرة والتأييد والتشجيع.

- الولاء والبراء، حيث أن الحب في الله والبغض في الله من الإيمان، لذلك نحب هؤلاء المؤمنين المقاتلين في سبيل الله، نحب ما يحبون ونكره ما يكرهون.

- تكثير سواد المسلمين وإبعاد النفس والأهل عن الكفار، وذلك بدلًا من أن تزود سواد الكفار وأموالهم معينة لهم على حربهم على الإرهاب، المرادف للحرب على الإسلام - على حد وصفها.

 

5- المقال الخامس رمضان.. شهر الجهاد

مقال تقليدي في فضل رمضان عامة وفضل الجهاد فيه خاصة. ما يثير الانتباه حقًا هى الكلمة الموجهة إلى هؤلاء الذين حبسوا عن الجهاد.. حيث يدعوهم الكاتب إلى باب آخر من أبواب المشاركة في الجهاد وهى الإنفاق على المجاهدين. مستدلا بقوله تعالى: "مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم" ، وقوله صلى الله عليه وسلم: " من جهز غازيًا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيًا في سبيل الله بخير فقد غزا".

 

6- المقال السادس: الخلافة في عام

صدّر الكاتب مقاله بكلمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه "من بايع رجلا من غير مشورة من المسلمين فلا يتابع هو ولا الذي تابعه تغرة أن يقتلا" رواه البخاري

ثم ينقسم المقال إلى أقسام:

القسم الأول: بعنوان "من سلاسل الظلام"

تكلم فيه عن عودة الخلافة بعد تسعين عامًا من إسقاطها بدعوة من أبي بكر البغدادي في رمضان 1435 أثناء خطبة جمعة في مسجد الموصل, وأن اعلان عودة الخلافة كان بمثابة الأمل الذي عاد لكثير من المجاهدين والمسلمين الذين سارعوا باعطاء البيعة للبغدادي لأملهم أن يعيشوا في ظل الشريعة، ولاعتقادهم أنه خليفة شرعي للمسلمين يجب أن يُبايع وإلا انطبق عليهم حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم "من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية" , إلا أن الأحكام في الاسلام تبني علي الدليل من القران والسنة، وليس تبعا للهوي والمشاعر وفي ظل الحالة الضبابية التي تعيشها الأمة، حيث قامت جماعة البغدادي بقتل العديد من المجاهدين في إدلب ودير الزور وحماة وحلب، وقد كان لزامًا علي المسلمين أن ينتظروا رد فعل علماء الأمة المعتبرين.

القسم الثاني: بعنوان "امسك عليك بيعتك فالخلافة لم ترجع بعد"

قبل أن نكمل حديثنا لابد أن ننوه بأن أحدًا لم يقل بعصمة الأئمة والمشايخ فهم بشر يخطئون ويصيبون، لكن لمجرد أنهم علي خلاف مع "الدولة الإسلامية" رغم كثرة عددهم فهم علي ضلال. ثم يسرد الكاتب آراء عديد من المشايخ والعلماء الذين يرفضون خلافة البغدادي ومنهم أبو قتادة الفلسطيني والشيخ سليمان العلوان ويقول بأن جمهور العلماء يرفضون خلافة البغدادي، ويقول بأن العلماء ورثة الأنبياء ولابد علينا أن نسمع لهم "فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون"

القسم الثالث: بعنوان "الفجر الكاذب"

بعد إعلان البغدادي للخلافة سارع كثير من الشباب للسفر إليها ومن لم يستطع كان لمواقع التواصل الاجتماعي متنفسًا له ليدعم تنظيم الدولة وخليفته، وكل من خالف الخلافة سواء أكان عاميًا أو عالمًا نعتوه بالضال والكافر. وقد تكلم الشيخ محمد المقدسي عن هؤلاء الشباب قائلًا "إن من يعيش في الظلام حين يري أول ضوء يظن أنه ضوء الفجر لكن النبي صلي الله عليه وسلم ذكر بأن هناك فجرًا كاذبًا وفجرًا صادقًا, فإذا لاح في الأفق الفجر الكاذب لم يسمح للمسلم أن يصلي الفجر بل لابد أن ينتظر حتي يبزغ ضوء الفجر الصادق. اعتقد هؤلاء بأنهم عند الفجر الصادق ( خلافة البغدادي) لكنهم لو تفحصوا جيدا لعلموا بأنهم لا يزالون عند الفجر الكاذب.

لابد أن نعترف بأن تنظيم الدولة (علي حسب قول الكاتب) قد قدم أعمال جليلة في سوريا والعراق فقد قتلوا كثيرًا من جنود النظام وأخرجوا أناسًا عديدين من السجون وأيقظوا كثير من المسلمين من ثباتهم ليلحقوا بالمجاهدين, لكنهم في الوقت نفسه قاموا بأعمال وحشية ضد المسلمين وهذا هو ما دعانا لنتكلم عنهم.

القسم الرابع: بعنوان "من تكون يا سيد بغدادي"

روي ابن عمر عن أبيه رضي الله عنهما أنه قال "من بايع رجلا من غير مشورة من المسلمين فلا يتابع هو ولا الذي تابعه تغرة أن يقتلا". فالحديث يوضح أن من لم يشاور أهل الحل والعقد في أن يكون خليفة لا يجوز له أن يعلن كونه خليفة للمسلمين, فمن هم أهل الحل والعقد الذين بايعهم البغدادي؟ وإذا لم يشاور البغدادي أحدًا من أهل الحل والعقد فكيف يكون أميرًا للمؤمنين. ثم يورد الكاتب كلام أبو عبدالله محمد المنصور أمير جيش المجاهدين بالعراق الذي يصف البغدادي بأنه ليس من أهل العلم ولا من أهل التأليف لكي نعرفه ويقول بأن داعش قد وسمت الدين والحركات الجهادية بلون الدم حتي أصبح الكل يعتقد بأن الجهاد ما هو إلا قتل وذبح. والآن وبعد كل هذه التساؤلات العالقة فهل يظل الشباب يدعمون الدولة رغم كل ما قاله العلماء فيهم؟

القسم الخامس: بعنوان " مقتل ألان هينينج"

يتكلم الكاتب في هذا القسم عن مقتل ألان هينيج الذي عمل في المساعدات الإنسانية في سوريا والذي ذبحه التنظيم في 3 أكتوبر 2014 بعد انضمام بريطانيا للتحالف الدولي ضدهم, وينكر عليهم بأنهم قتلوه رغم أنه معاهد وقد ناشد أبو سلام البريطاني الدولة والبغدادي لكي يطلقوا سراحه لأنهم قد أعطوه عهدهم لكن الدولة رفضت وقتلته. ويرد الكاتب علي من يري من الشباب بساطة هذا الفعل بكلام النبي صلي الله عليه وسلم "من قتل معاهدًا من دون وجه حق لم يرح رائحة الجنة" وحديث " المسلمون تتكافأ دمائهم يسعي بذمتهم أدناهم".

ويناشد الكاتب الشباب ويسألهم هل قتل "ألان" له مبرر شرعي في ظل هذه الأحاديث يا من تدعون حبكم للشريعة؟ وما الفائدة الشرعية التي عادت علينا من قتله؟ كل ما جنيناه هو اعتقاد الكفار بأن الإسلام دين بربري وهمجي وحشي لا يعرف الرحمة.

ثم يعرج الكاتب علي قصة السيدة التي استنجدت بالخليفة المعتصم ويقارنها بما فعله أبو بكر البغدادي عندما أتته الفرصة ليخلص السيدة ساجدة الريشاوي (إحدى مجاهدات القاعدة) من أيدي السلطات الأردنية مقابل الطيار الأردني معاذ الكساسبة, وبدل من أن يستبدلها حرق الطيار الأردني ليتركهم يقتلونها هي والأخ الكربولي. لماذا لم يحفظ حياتهما أليس من مهمات أمير المؤمنين أن يهتم لأمر رعيته؟ ومنذ متى ونحن نعاقب الأعداء بالنار؟ وقبل أن يقول أحد هذا قصاص أو يورد كلام ابن تيمية هذا كلام الشيخ المقدسي حيث قال "انهم يقتطعون جزءًا من كلام اين تيمية من سياقه دون أن يأتوا بما قبله أو بعده، ويجعلون كلامه مقدما علي كلام النبي صلي الله عليه وسلم الذي قال" لا يعذب بالنار إلا رب النار".

القسم السادس والأخير: بعنوان "البغدادي المجرم وجماعته"

إن كثيرًا من الشباب المتحمسين اليوم سوف يصرخون " الخلافة هنا .. الخلافة هنا !!" لكن الحقيقة هي أنه لا توجد خلافة، بل إن الشيخ المقدسي يوضح بأن المجرم البغدادي وجماعته هم المسئولون عما يحدث للمسلمين السنة من رجال ونساء وشيوخ وأطفال علي يد المتطرفين اليزيديين.

من المفترض أن يوحد الخليفة المسلمين تحت راية واحدة هي راية التوحيد, فلماذا إذًا يرسل جنوده ليقاتلوا مجاهدي جيش الفتح بل وتظهر رؤوس مجاهدي جبهة النصرة وأحرار الشام في أيدي التنظيم علي مواقع التواصل الإجتماعي! هل هذه هي أفعال الخلافة في حين لا يزال ينعم بشار الأسد والنصيرية في أماكنهم؟ من الواضح أن أبا بكر البغدادي وجماعته لم يأتوا ليخرجوا الأمة من الظلمات الي النور بل ليغمسوها أكثر في الظلمات.

جاء بالصفحة 26 من المجلة صور لعدد من قادة داعش البارزين الذين تدعي المجلة بأنهم كانوا جنودًا في صفوف جيش حزب البعث العراقي أيام صدام حسين وهم:

أبو مسلم التركماني, نائب البغدادي في العراق قتل في الهجمات الأمريكية علي مواقع داعش

أبو علي الأنباري نائب البغدادي في سوريا

حجي بكر المستشار المقرب للبغدادي

أبو أيمن العراقي قيادي بارز يعتقد أنه أحد أعضاء المجلس العسكري للتنظيم

وتشير المجلة الي أن هؤلاء كانوا بالأمس القريب يقتلون المسلمين السنة من علماء ومجاهدين وهم اليوم يدعون أنهم ولاة أمرهم.

ويذيّل الكاتب كلامه بحكم التائبين من الردة ويقول بأن أبا بكر الصديق لم يستعن بأحد ممن تابوا بعد ردتهم بل إن عمر لم يعين أحدًا منهم في أي مسئولية حتي بعد توبتهم وتعليمهم، وقد ورد عنه أنه قال لسعد بن أبي وقاص في شأن بعض التائبين من الردة "استعن بهم ولا تولهم علي مائة من الرجال".

 

7- المقال السابع: هذه هي القاعدة أم أنهم نسوا

يناقش المقال منهج بن لادن وادعاء تنظيم الدولة بأنهم يسيرون عليه وأن أتباع القاعدة الآن قد حادوا عن هذا المنهج. ويذكر الكاتب بأن ذلك يذكره بقضيتين الأولي: خلاف اليهود والنصارى في إبراهيم عليه السلام وهل كان يهوديًا أو نصرانيًا والحقيقة أنه كان حنيفًا مسلمًا ولم يكن من المشركين, والثانية: أن الخوارج الذين هم كلاب أهل النار ادعوا أنهم أعلم من علي رضي الله عنه ابن عم النبي وصاحبه ووزيره كهارون من موسي, وادعوا أنهم أعلم منه بهدي النبي وكفروه هو وكثير من الصحابة.

ثم يربط الكاتب القضيتين بأفعال داعش حيث تدعي تبنيها لأفكار بن لادن وفهمها أكثر من أعضاء تنظيم القاعدة الحاليين ويرد عليهم بقوله "نحن أعلم بمنهجهم وآرائهم منكم فقد عشنا وسافرنا وجاهدنا معهم وتعلمنا علي أيديهم. فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ؟"

فعمر رضي الله عنه لم يقبل شهادة أحد الناس بشأن آخر لأنه لم يعاشره فترة أو يسافر معه فكيف نقبل شهادكم وأنتم لم تجلسوا ولو لمرة واحدة مع علمائنا وقاداتنا ولا حتي زعيمكم البغدادي الذي لم يلتق الشيخ أسامة بن لادن ولو لمرة واحدة.

ونحن نعرف شدة الشيخين عطية وأبي يحيى رحمهما الله- على أهل الغلو والتنطع المستكبرين على الخلق والمتعالين على العلماء وأهل الخير، ولو كانوا أحياء لنالكم النصيب الأكبر منهم، ولكانوا على رأس قائمة المنحرفين في نظركم، ولسللتم عليهم سهامًا لم تسلوها بعد على الشيخ الحكيم أيمن حفظه الله- ومن معه من المشايخ الفضلاء الناصحين.

فما كان منهجهم تكفير المخالف بالشبهات، ثم إرسال السيارات المفخخة إلى بيوتهم؛ وما كان منهجهم قتل نساء وأطفال الكفار عمدًا حتى يكون منهجهم قتل نساء وأطفال المسلمين بل والمجاهدين عمدًا؛ ما كان منهجهم التسابق إلى الإمارة والمناصب والاقتتال على فتات الدنيا؛ وما كان منهجهم اللعان والقذف وبذاءة اللسان التي تطفح بها كلماتكم في كل محفل؛ ما كان منهجهم التباهي بشرب دماء المسلمين والعيش بين أشلائهم؛ وما كان منهجهم التعالي على العلماء الصادقين والطعن فيهم وإسقاطهم لمجرد خلاف؛ ما كان منهجهم الافتئات على أمة الإسلام وسلبها حقها. وما كان منهجهم التقية ولا المراوغة ولا إدمان الحيل؛ ما كان منهجهم الهروب من شرع الله خوفا من أن يحيف عليهم؛ ما كان منهجهم التشديد في مسائل الاجتهاد والبراء ممن يخالفهم فيها؛ ما كان منهجهم إسقاط المخالف وطرح حسناته كلها مقابل سيئة؛ ما كان منهجهم التعصب للقيادات ولا للكيانات ثم الموالاة والمعاداة على هذا التعصب المقيت؛ "ما كان هذا منهج أسامة والقاعدة يوما ولن يكون".

 

 

8 المقال الثامن نعي الشيخ أبو بصير الوحيشي بقلم "الشيخ" أبو محمد فاتح الجولاني

المقال في تأبين الشيخ أبو بصير ناصر عبد الكريم الوحيشي، أمير تنظيم القاعدة في اليمن والجزيرة العربية، الذي قُتل في الثاني عشر من يونيو 2015، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد رصدت مكافأة قدرها عشرة ملايين دولارا لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى قتله أو اعتقاله.

التأبين بقلم الشيخ أبو محمد فاتح الجولاني، أو أسامة العبسي الواحدي، زعيم تنظيم القاعدة في الشام (جبهة النصرة). حيث يبدأ نعيه بالثناء على الوحيشي والدعاء له، ويدعو "المجاهدين" في اليمن إلى الثبات وعدم الفزع لقتل القادة فإنهم لم يكونوا ليخشوا الموت في سبيل الله. ثم يوجه خطابه لأهل اليمن عامة بالوقوف بجانب المجاهدين ليواجهوا مد القوات المدعومة من إبران. ثم يختتم المقال بالثناء على اليمن وأهلها ويعبر عن تضامن أهل الشام معهم.

 

9- المقال التاسع أبشر يا بشار ! فقد جاءك العون

ينبني المقال على واقعة هجوم تنظيم الدولة على قوات تحالف جيش الفتح (تحالف بين جبهة النصرة وغيرها من الجماعات الجهادية) بينما كانت قوات الجبهة مشغولة بقتال قوات النظام في حلب.

يستدل الكاتب بهذه الحادثة وما تلاها على أن الجهد الأثر الحقيقي الوحيد لعمليات تنظيم الدولة هو إيقاف تقدم الثورة والمجاهدين لصالح إطالة عمر النظام السوري، حيث لوحظ أن جل عمليات التنظيم موجهة ضد الثورة والمجاهدين والمناطق التي يسيطرون عليها، دون قوات النظام ومناطقه.

ثم يوجه الخطاب للمجاهدين في وجوب دفع العدوان أيا كان مصدره في إشارة إلى داعش. ليختم باقتباس فتوى الشيخ أبو محمد المقدسي (أبو محمد عصام بن محمد بن طاهر الحافي العتيبي، منظر السلفية الجهادية) في جواز جهاد تنظيم الدولة وقتالهم إذا علم منهم قتالًا للمجاهدين أو قاتلوهم بالفعل.

 

 

10- المقال العاشر: علمهم نور يضيء الظلمات

المقال عبارة عن فتوى أصدرها تسعة من منظري الجهادية ردًا على سؤال مقاتلي جبهة النصرة عن شرعية رد عدوان مقاتلي تنظيم الدولة من عدمه.

تنص الفتوى على وجوب صد العدوان عن أراضي المسلمين وحرمة تمكينهم من أرض الشام بعد أن ظهر فساد عقيدتهم وعدوانهم الذي أصبح ظاهرًا لكل ذي بصيرة. يستند الموقعون في فتواهم على قوله تعالى: "وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَٰئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ (41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (42)" ، كما تستند على فتوى الإمام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى الكبرى في مشروعية رد العدوان كما دلت على ذلك السنة والإجماع.

 

11. المقال الحادي عشر: جني الثمار لقاء صحفي مع "مسلم الشيشاني"

أمير مسلم الشيشاني، قائد تنظيم كتائب جند الشام العاملة في الشمال السوري. بدأ سيرته كـ"مجاهد" في فترة القتال السوفيتي الشيشاني، عاصر المجاهدين العرب في الشيشان وقاتل بجوارهم، وانتقل إلى سوريا عام 2012 ليشارك في القتال الجاري هناك ضد نظام الأسد.

يتناول اللقاء سيرة "خطاب" (ثامر صالح السويمل، من قادة المجاهدين العرب في الشيشان، وأحد قادة الجهاد الشيشاني الثلاثة إبان الحرب الروسية)، كما يتناول ما شهده مسلم الشيشاني من مواقف في فترة الجهاد في بلده الأم، ثم يتناول اللقاء الصحفي "الجهاد" السوري الذي وصفه الشيشاني بكثرة الفتن الحادثة فيه، ومنها تصدر الجهلاء والفتية وقتال المسلمين بعضهم البعض بينما يجب تقديم العلماء وسؤال أهل الذكر وتقديم الخبرة والحكمة على الرعونة والكبر.

 

12- المقال الأخير هى مقالة دورية وجزء مخصص لعرض سيرة شهيد من شهداء الجبهة في سوريا. هذا العدد يتناول سيرة أبو سهل الأنصاري (19 عام).

 

 

 

 

 

قضايا تحتاج إلى ردود شرعية:

قضية الخلافة: ورد في المقالة السادسة (الخلافة في عام) التي تناقش مدي شرعية خلافة البغدادي وموافقتها للشرع من وجهة نظر جبهة النصرة، وهو أمر تتنازعه هذه الجماعات. يذكر أن المرصد قد ترجم مقالاً يوضح مفهوم الخلافة الصحيح وفقا للإسلام تحت عنوان (الدولة الإسلامية والخلافة للدكتور رضوان السيد المفكر والأستاذ بجامعة بيروت العربية).

 

قضايا متعددة: تناولها المقال السابع كتكفير المخالف واستباحة دمه، وقتل المعاهدين، والتسابق إلى الإمارة، والتباهي واستعراض عمليات القتل الوحشية للمسلمين وغيرهم (التعذيب بالنار وغيره)، والتشديد في مسائل الاجتهاد والبراء ممن يخالفهم فيها، والتعصب للقيادات والكيانات ثم الموالاة والمعاداة على هذا التعصب المقيت.

 

رد عدوان المسلم على المسلم: تناول المقال العاشر سؤالاً من "مجاهدي" الجبهة عن مدى شرعية رد عدوان تنظيم الدولة الإسلامية على مراكزهم، وجاءت الفتوى بوجوب رد العدوان أيا كان مصدره، وقد أصدر علماء الحركة الجهادية الفتوى استنادا على عموم الآية "وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَٰئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ (41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (42)" ، كما استدلوا بفتوى الإمام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى الكبرى في مشروعية رد العدوان كما دلت على ذلك السنة والإجماع.

طباعة

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.