ماذا سيحدث بعد أن انتهت خلافة داعش؟

  • | الأربعاء, 13 ديسمبر, 2017
ماذا سيحدث بعد أن انتهت خلافة داعش؟

     ورد مقال في جريدة "إن تي في"  الألمانية بعنوان: ماذا سيحدث بعد أن انتهت خلافة داعش؟ جاء فيه: في هجوم مرعب على أجزاء كبيرة من سوريا والعراق، حيث يكمن داعش هناك، وفي الوقت نفسه، يتم إعادة الإرهابيين إلى قرى وبلدان صغيرة، إن الانتصار على داعش وشيك، ولكن ماذا سيحدث بعد ذلك؟
وأفادت الصحيفة؛ أن نهاية ميليشيات "داعش" كانت في "الرَّقَّة"، حيث تمّت محاصرة الإرهابيين في المستشفيات، حتى استسلموا وقُتلوا أو اضُطروا إلى ترك أماكنهم التي تمّت السيطرة عليها تمامًا.
ونوّهت الصحيفة إلى أن بريت ماكجورك "المبعوث الخاص للحكومة الأمريكية"، نوّه بتغريدة عبر تويتر: "لقد كان الأمر مخيفًا، والآن أصبح شيئًا مثيرًا للشفقة وميئوسًا منه".
وترى الصحيفة، أن هذه التصريحات من الدوائر الأمريكية ليست جديدة منذ أن شنّت الولايات المتحدة حملاتها ضد الإرهاب الدولي، فلقد أعلنوا في عام 2002 هزيمة طالبان، وفي عام 2003 تمّت الإطاحة بصدام حسين، وفي عام 2011 انسحب الجيش الأمريكي من العراق.
وأعقب ذلك خيبة أمل في جميع الحالات الثلاث، فصحيحٌ أن العدو المباشر قد تمّت هزيمته، إلّا أن الوضع لم يتغير، وفي حالة تنظيم داعش، يجب أن يُعامَل إعلان النصر بحذر، فقد يكون التنظيم فقَد أراضيَه، ومع ذلك فمن المستبعد جدًّا أن يختفيَ تنظيم داعش بشكل كامل.
وقبل عامين فقط، كان الوضع مختلفًا تمامًا، حيث كان داعش يسيطر على مناطق كثيرة تمتد من الحدود السورية التركية إلى بغداد مباشرة، ومن الموصل إلى ما يقرب من 90 كيلو مترًا من العاصمة السورية دمشق.
وتمكّن مقاتلو داعش من التحرك بحرية في منطقة تقترب من نصف حجم إيطاليا، حيث سيطروا على أجزاء كبيرة من سوريا والعراق في هجوم غير مسبوق، وقاموا بنهب مخازن عراقية مجهّزة بتجهيزات عسكرية، إلى جانب استغلال آبار نفطية، وحصلوا على عدة ملايين من الدولارات يوميًّا.
وتمكّن التنظيم من السيطرة على مواقع استراتيجية هامة للجيش العراقي دون قتال تقريبًا، وذلك حينما استولى داعش على مدينة الموصل المكتظة بملايين من السكان عام 2014.
وقال "بيرجر J.M" خبير الإرهاب في جريدة واشنطن بوست: كانت الحركات المتطرفة لتكون الأكثر نجاحًا، وذلك إذا كانت تملك الكِيان، حيث وصف بيرجر الكِيان قائلًا: أن يكون لهذه الأفراد كيانٌ اجتماعي متماسك، فالعداء والكراهية للغرب ليست شيئًا جديدًا لدى المتطرفين، فإن إصرارهم على عدم رفض قتال الغرب شيء موجود بالفعل، حيث كان يجب على تنظيم داعش أن يُقدِّم المزيد، بدلًا من إصراره على إظهار الكراهية وإرادة التدمير.
وأضافت الصحيفة: إن هذا الأمر يؤكد أنه منظمة إرهابية، على خلاف ما عرضه في وقت سابق من أن الخلافة هي أساس التنظيم، الأمر الذي كانت تسعى إليه منظماتٌ إرهابية أخرى، حيث قام داعش بذلك عبر وسائل الإعلام المختلفة في أشرطة فيديو ومجلات خاصة.
وقام بنشر رايته السوداء على المدارس والمستشفيات وعلى جدران المباني وعبر صفحات التواصل الاجتماعي؛ لقد أتقن داعش صناعة الوهم، وبالفعل وصل التنظيم إلى مستوى لم تقترب منه الجماعات الإرهابية الأخرى، والنتيجة أن الآلاف من الناس جاءوا من جميع أنحاء العالم إلى سوريا والعراق للانضمام إليه.
كل هذا لن يختفيَ بسهولة، فقط عندما يتم تدمير الخلافة؛ ولهذا الغرض قامت حركة داعش بنيرانها الدعائية المستمرة بإشعال الكثير من الشباب بـ" فكرة الخلافة"، ويتفق المحللون في جميع أنحاء العالم على أن داعش يمكن أن يستمر في الوجود كـ"خلافة افتراضية"، وقد قيل بالفعل في تحليلات لا حصر لها: إن أجهزة الاستخبارات في الغرب تخشى ذلك، حيث إن الإرهابيين ليس لديهم الآن أراضٍ، ومن الممكن أن يُشَكِّل ذلك خطرًا على أوروبا والولايات المتحدة.
لماذا يجب على الدولة الدفاع عن نفسها؟
على الرغم من أن داعش يفقد دور الدفاع عن نفسه؛ فقد قام بهجمات كثيرة في الغرب تفتقد إلى الخطة والتنظيم، باستثناء ما حدث في باريس عام 2015، حينما كان داعش لا يزال قادرًا على تدريب مقاتليه في معسكراتهم الخاصة، وكان لديه ما يكفي من المال لتوفير الأسلحة لمثل هذه العصابات الدموية، ولاشك أن فكرة داعش قد تعيش في كثير من العقول، ولكن دون ملايين من الدولارات ودون أراضٍ، وعليه فإن المنظمة ستفقد حتمًا قوتها من ناحية التأثير والجاذبية.
ولكن لماذا كان هجوم تنظيم داعش مخيفًا، في حين أنه تمّ إقصاؤه في فترة وجيزة بسرعة البرق، وتَحَوّل التنظيم فجأة إلى ساحة دفاع؟ فقد تقلصت "الخلافة" إلى بضع عشرات من الكيلو مترات على ضفاف نهر الفرات في سوريا، وفقدت الدولة كل معاقلها مثل: الموصل وتدمر والرقة ودير الزور وتلعفر، كما طُرد الإرهابيون من جميع المدن الكبرى، وفي الأسبوع الماضي استعاد الجنود العراقيون القاعدة على الحدود العراقية السورية، وفي وقت سابق حذّر الجيش الفرنسي من أن يصل مقاتلو تنظيم الدولة إلى 7000 مقاتل في المدينة التي تضم نحو 100 ألف نسمة، ولكن لم يكن هناك أي دليل على ذلك.
وتشمل "الخلافة" الآن بعض القرى والبلدات الصغيرة، وقال مسئولون عسكريون أمريكيون: إن أكثر من 60 ألف مقاتل من تنظيم الدولة قُتلوا منذ عام 2014 ، فقد سُحقت قوى الماضي، لماذا؟ لانهيار الدعم الداخلي لتنظيم داعش، ولمحاولة تنظيم داعش أن يكون دولة.

وحدة الرصد باللغة الألمانية

طباعة

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.