"داعش" يهدد الهند من جديد

  • | الأربعاء, 13 ديسمبر, 2017
"داعش" يهدد الهند من جديد

ليست هذه هي المرة الأولى التي يهدد ويتوعد فيها تنظيم داعش، إما بنفسه أو عن طريق جماعة موالية له، بشن هجمات في الهند، فبين الحين والآخر نجده ينشر ملصقًا او فيديو يتوعد فيه بشنِّ هجومٍ كبيرٍ في هذا البلد.
جاء التهديد هذه المرة من خلال ملصق لجماعة إعلامية موالية لتنظيم داعش وتدعى "القرار"، تهدد فيه بشن ‏هجوم إرهابي كبير في الهند، وقتل جميع من وصفتهم بـ"المشركين"، كما يظهر في الملصق، والذي انتشر ‏على وسائل التواصل الاجتماعي عبر تطبيق تليجرام الإلكتروني، أحد أعضاء ‏التنظيم حاملًا رايته، وفي الخلفية نيران مشتعلة‎.‎
    

Image

وليست هذه هي المرة الأولى التي يهدد فيها داعش بشن هجمات في الهند، فكان الأول من خلال فيديو بثه التنظيم عبر قنواته على مواقع التواصل الاجتماعي في عام 2013م، ‏والذي حمل عنوان "من قندهار إلى دهلي" وتوعدوا فيه الهند، وحرضوا مسلميها على قتال الهندوس عبدة ‏الأوثان، واستشهدوا ببعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، والتي أخرجوها عن سياقها كما أعتادوا.
وتزامن مع نشر هذا الفيديو إرسال تنظيم داعش برقية للسلطات الهندية، وهددوا فيها باغتيال "ناريندرا مودي" رئيس الوزراء الهندي ووزير الدفاع "مانوهار باريكا" واصفين إياهم بعبدة الأوثان وقتلة المسلمين، كما توعدوا بشنِّ هجمات على المنشآت الحكومية الهندية.
وفي مايو من العام الماضي 2016، نشر تنظيم داعش الإرهابي تسجيلًا مرئيًا هدد فيه بالانتقام لأعمال الشغب في ولاية جوجارات -مسقط رأس رئيس الوزراء ناريندرا مودي- وفى مناطق أخرى، ما أعتبره نصرة "للأقلية المسلمة" في تلك المنطقة.
وفي الفيديو، سخر داعش من تعايش المسلمين في تناغم مع الهندوس وحثتهم على السفر إلى المناطق التي يسيطر عليها التنظيم ضمن "الخلافة". وحث مقاتل هندي في التنظيم عرف باسم "أبو سلمان الهندي" وهو ناشط في محافظة حمص في سوريا، المسلمين في الهند على الهجرة.
وقال مسلح آخر في التسجيل، إن مقاتلي داعش سيأتون إلى الهند لتحرير المسلمين والانتقام من العنف الذي مورس ضدهم عام 2002 في ولاية جوجارات غرب البلاد، وفي كشمير، وتدمير الهندوس لمسجد بابري عام 1992.
تزامن هذا الفيديو مع التحذير الذي وجهه جهاز المخابرات الأمريكية للسلطات الهندية ‏بقرب وقوع هجمات على بعض الولايات الهندية من قبل داعش بعد أن تم فك رسالة مشفرة ‏عبر الفيس بوك يفيد بقرب تفخيخ سبع مناطق بالهند ‏!!!
وفي فبراير 2017م نشر التنظيم ملصقات له في خمسة أماكن في منطقة "سولان" والتي تبعد حوالي 80 كيلومترا من معسكرات الجيش في "هيماتشال" تهدد بشن انفجارات محتملة من ولاية "هيماتشال" إلى دولة "نيبال" المجاورة لحدود ولاية "هيماتشال برديش" عن طريق زرع قنابل في الغسالات وأجهزة التلفزيون.
    

Image



وفي 14 مارس 2017م  نشرت جماعة إعلامية موالية لتنظيم داعش تعرف باسم "أحوال الأمة" ملصقًا تهدد فيه باستهداف "تاج محل" -أحد آثار الدولة المغولية في الهند- بهجوم إرهابي كبير، وكما يظهر في الصورة أحد العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم داعش وشاحنة وكلمة "استشهادي آجرا" مكتوبه باللغة الإنجليزية، مما يشير إلى أنه يمكن أن يكون هجومًا انتحاريًا.
    

Image

 

وفي نفس الشهر عثر على ثلاثة ملصقات على أعمدة كهرباء في قرية "سيكرولي بهاجا" تحمل اسم تنظيم داعش (ISIS) تطلب من الشباب في ولاية بهار الانضمام إلى المنظمة الإرهابية، وأن تلك المجموعة منتشرة في جميع أنحاء البلاد بما في ذلك ولاية بهار، وجاء في تصريح الشرطة أن الملصقات كانت باللغة الإنجليزية.
    

Image


 فهل ستكون الهند هي محطة داعش القادمة؟ تلك الدولة ذات الأغلبية الهندوسية، والتي يعيش فيها أكثر من 160 مليون مسلم الملاحظ ان التهديدات لشن الهجمات في الهند متنوعة ومتتالية، ولكن لم يتمكن التنظيم حتى الآن على تنفيذها على أرض الواقع ولم ينضم إليه إلا 100 شخص حتى الآن، 30 منهم من النساء والأطفال، ربما يعود ذلك إلى الإجراءات الأمنية المشددة التي تتبعها الهند على كآفة الأصعدة، ميدانيا وإلكترونيا، ولا ننسى أيضا الإستراتيجية التي يتبناها داعش في ترويج الأخبار الكاذبة لبث الرهبة في نفوس المتابعين، فإن منهجهم هو التضليل سواء كان ذلك في الخطاب أو حتى في الممارسات، ليس الخطر الذي تواجهه الهند هو تهديدات داعش، ولكن الخطر الحقيقي هو وجود العديد من الجماعات الإرهابية المحلية والتي ‏استلهمت أيديولوجية داعش في التطرف، الأمر الذي يجعل الحكومة الهندية تواجه صعوبة كبيرة ‏في تتبع نشاط داعش، والتفريق بين هجمات التنظيم الإرهابي وهجمات الجماعات الإرهابية ‏المحلية هناك.

 

طباعة

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.