رَئيسُ الوزَراءِ الكَنَديُّ "جاستن ترودو" مِثالٌ لِلتَّعايُشِ

وحدة الرصد باللغة الفرنسية

  • | الثلاثاء, 19 يونيو, 2018
رَئيسُ الوزَراءِ الكَنَديُّ "جاستن ترودو" مِثالٌ لِلتَّعايُشِ
  • نَبْذَةٌ عَنْهُ :

ولِدَ "جاستن بيير جيمس ترودو" في الخامسِ والعشرينَ مِن شَهْرِ ديسمبر عام 1971م، في مدينةِ "أوتاوا" الكنديةِ. وهو الابْنُ البِكْرُ لِرئيسِ الوزَراءِ الكَنَديِّ السّابِقِ "بيير ترودو" وزوجتِهِ "مارجريت ترودو"، والذي تقاعَدَ عَن رئاسةِ الوزَراءِ عام 1984م. تَرَبّى "جاستن" عَلى الُّلغَتَيْنِ الفَرَنْسيَّةِ والإنْجِليزيَّةِ في عائلةٍ لَها جذورٌ في شرقِ وغربِ كندا. ساعَدَتْ هذهِ الأصولُ عَلى تشكيلِ شَغَفِهِ بالخِدْمَةِ العامَّةِ وإيمانِهِ بأنَّ قوةَ كَنَدا تَكْمُنُ في تَنَوّعِها.

حَصَلَ "جاستن ترودو" على درجةِ البكالوريوس في الأدبِ الإنجليزيِّ مِن  جامعةِ "ماكجيل" (1994م) وبكالوريوس في التربيةِ مِن جامعةِ "كولومبيا" البريطانية (1998م)، وَوسِمَ عامُ 1998م بمأساةٍ عائليةٍ، حيثُ توفيَّ شقيقُهُ الأصغرُ "ميشيل" الذي جَرَفَهُ الانهيارُ الجليديُّ.

ثُمَّ قَضي "جاستن ترودو" عدةَ سنواتٍ في تدريسِ الُّلغةِ الفَرَنْسيَّةِ والرّياضياتِ وغيرِها من الموادِ في مدينةِ "فانكوفر" الكندية، التي تقعُ جنوبي غرب ولاية "كولومبيا" البريطانية. كما سمحَ العملُ بالتدريسِ أن يكونَ لــــ"جاستن ترودو" تأثيرٌ إيجابيٌّ عَلى حياةِ الشّبابِ، وحتّي اليوم فَهْوَ مُصَمِّمٌ عَلى أن يُسْمَعَ أصواتُ الشّبابِ داخِلَ الفُصولِ والبَرْلَماناتِ.

وفي 28 من سبتمبر 2000م، توفيَّ والدُهُ عَنْ عُمْرٍ يُناهِزُ الثمانينَ عامًا، وألْقى "جاستن" خطابًا تأبينيًّا لَمَسَ قلوبَ الحاضرينَ. وبعدَها بدأ توجُّهُهُ السّياسيُّ. وفي عامِ 2002م، قرَّرَ التَّخَليَّ عَنْ الأستاذيةِ وعادَ إلى "مونتريال" ليصبحَ رئيسًا لمجلسِ إدارةِ "كاتيمافيك" "Kati­ma­vik"، وهو البرنامَجُ الذي أعَدَّهُ والدُهُ لِخِدْمَةِ الشّبابِ. ومِنْ خِلالِ الفعالياتِ والمؤتمراتِ التي حضَرَها في "كندا"، شَجَّعَ "جاستن" الشّبابَ الكندي عَلى الانخراطِ في قضاياهُم وعَلى أن يُصبِحوا مواطنينَ نشطينَ في مجتمعاتِهِم. كَشَفَتْ هذه الجولاتُ لـــ"جاستن" أنَّ قضايا الشّبابِ الكَنَدي (كالتعليم والبيئة والمستقبل الاقتصادي) تحتاجُ إلى صوتٍ أقوى لتمثيلِهِم.

وبينَ عامَي 2002م و2003م، استأنَفَ دِراسةَ الهندَسَةِ في كليةِ "مونتريال" للهندسة "l’Ecole poly­tech­nique de Montréal"، ثُمَّ دَرَسَ في مَجالِ الجُغْرافيا البيئيةِ في جامعةِ "ماكجيل".

وفي عامِ 2006م، قرَّرَ "جاستن ترودو" دخولَ الحياةِ السّياسيةِ الكنديةِ، وبدأ السِّباق لقيادَةِ الحزبِ الليبراليِّ الكنديِّ (PLC)، ليصبِحَ زعيمًا للحزبِ في 14 من أبريل 2013م، بنسبةِ 80% مِن الأصواتِ في الجولةِ الأولي. وفي أكتوبر 2015م، فازَ حزبُهُ في الانتخاباتِ الفيدراليةِ ثُمَّ عُيّنَ رئيسًا للوزراءِ ليصبحَ بذلكَ ثاني أصغَر رئيسِ وزراءٍ للبلادِ حيثُ بلغَ عمرُهُ آنذاك 43عامًا.

ودفَعَ هذا الأمرُ الشَّبابَ للمشاركةِ في الحياةِ السّياسيةِ بشكلٍ جِدّىٍّ. كما عَمِلَ "جاستن ترودو" بشكلٍ وثيقٍ معَ فريقِهِ لوضعِ خُطَّةٍ لخلقِ فُرَص العَمَلِ وتنميةِ الاقتصادِ وتقويةِ الطبقة المتوسطة وخلقِ الفُرَص الاقتصادية المتساوية للجميعِ واحترامِ وتعزيزِ الحرية والتنوع وتشكيلِ حكومة أكثر ديمقراطية تُمَثِّلُ بأمانةٍ أكبرَ عددٍ مِن الكنديينَ.

وفي عامِ 2005م، تزوجَ "جاستن ترودو" مِن مقدمةِ البرامج التليفزيونية السّابقة، "صوفي جريجوار"، وأنجبَ منها ثلاثةَ أطفالٍ : "إكزافييه" (من مواليد أكتوبر 2007م)، و "إيلا-جراس" (من مواليد فبراير 2009م)، و"هدريان" (من مواليد فبراير 2014م).

 

  • رَجُلٌ يُجَسِّدُ التَّعايُشَ وقَبولَ الآخَر :

تَضُمُّ كندا العديدَ مِن الأعْراقِ والجِنْسياتِ والثقافاتِ المتنوعةِ والمختلفةِ، إلا أنَّ نسيجَها المجتمعيَّ يمتازُ بقدرٍ كبيرٍ مِن التَّسامُحِ وقبولِ الآخَر، ويؤمنُ بأنَّ احترامَ وتعزيزَ الحُرّيَّةِ والتنوعِ هو سِرُّ التقدُّمِ والرُّقيِّ. ومِنْ هذا المُنْطَلَقِ حَرِصَ رئيسُ الوزراءِ الكَنَديُّ "جاستن ترودو" عَلى الحفاظِ عَلى تناغُمِ وتنوعِ الشَّعْبِ الكَنَديِّ الذي جَعَلَ مِنْ هذا البَلَدِ سِمَةً خاصَّةً تكفُلُ حريةَ المعتقدِ وتُجرِّمُ مَن ينتهِكُ حَقَّ ممارسةِ العبادةِ للكنديينَ والمقيمينَ في "كندا".

وفيما يتعلَّقُ بالجاليةِ المسلمةِ التي تُمَثِّلُ جُزْءً مِن النسيجِ الكَنَديِّ، فإنَّ الحكومةَ الكنديةَ وعَلى رأسِها رئيسُ وزرائِها "جاستن ترودو" تولي المسلمينَ وقضاياهُم ومناسباتِهِم الدّينية اهتمامًا خاصًّا، وإليكُم بعضَ مواقِفِهِ معَ المسلمينَ :

  • رئيسُ الوزراءِ الكَنَدي يَرْتَدي جِلْبابًا لِيُكَرِّمَ جُمْهورَ النّاخبينَ مِنَ المُسْلِمينَ :

Image

 

 

 

شاركَ جاستن ترودو مجموعةً من الجاليةِ الباكستانية طعامَهَا في أحَدِ المساجدِ في كندا احتفالًا بفوزِهِ في أعقابِ الانتخاباتِ التشريعيةِ الأخيرةِ في بلادِهِ (وهذه ليست المرة الأولى التي يشاركُ فيها ترودو في نشاطاتٍ لِمُسْلِمي كَنَدا، فَقَدْ سَبَقَ لَهُ أنْ قامَ بِزياراتٍ عِدَّةٍ لأكثرِ مِن مسجدٍ في البلادِ).

  • رئيسُ الوزراءِ الكَنَدي يُهَنِّئُ المُسْلِمينَ بِحُلولِ شَهْرِ رَمَضانَ :

Image

 

نظرًا لِما يُمَثِّلُهُ شَهْرُ رَمضانَ مِن مكانةٍ لَدى المسلمينَ، فإنَّ رئيسَ الوزراءِ الكَنَديَّ "جاستن توردو" يهنئُ مُسْلِمي "كندا" والمسلمينَ حَوْلَ العالَمِ بمناسبةِ حُلولِ شهرِ رمضانَ المبارك، عَنْ طريقِ مشاركتِهِم الإفطارَ في أحَدِ المساجِدِ بــــ"كندا". وعَبْرَ صفحتِهِ عَلى "تويتر" قالَ : "إنَّ المسلمينَ سيبدأونَ اليومَ رحلةً روحانيةً مِن الصلاةِ والصومِ والتأمُّلِ لمدَّةِ شهرٍ والاحتفالَ بنزولِ القرآنِ عَلى النبيِّ محمدٍ". كما نَشَرَ مقطعَ فيديو عَلى حسابِهِ عَلى "تويتر" يَتَمَنّى فيهِ شهرًا كريمًا لجميعِ المسلمينَ. وأضافَ أنَّ "رمضانَ هو وقتٌ للصلاةِ والتأمُّلِ الرَّوحانيِّ، وكذلكَ فُرْصةٌ للتفكيرِ في قِيَمٍ مِثْل التعاطُفِ والامتنانِ والكرمِ". وأشارَ إلى أنَّ "رمضانَ يطلُبُ منّا بذلَ المزيدِ مِن الجَهْدِ لتطبيقِ هذه القِيَمِ وتقديمَ كُلِّ ما لَدَيْنا والعطاءَ بسخاءٍ للآخرينَ في مجتمعاتِنا وحَوْلَ العالَمِ". ويقولُ السَّيدُ ترودو : "رمضانُ فرصةٌ أيضًا للاحتفالِ بالمجتمعاتِ الإسلاميةِ الكنديةِ، وللتَّعَرُّفِ عَلى الإسهاماتِ المُهِمَّةِ التي يُقَدِّمُها المسلمونَ الكنديونَ كُلَّ يومٍ لدينا".  

  • رئيسُ الوزراءِ الكَنَدي يُدافِعُ عَنِ البُورْكيني :

 

Image

 

معتبرًا أنُّهُ رَمْزٌ لِـ"قَبولِ" الآخَرِ في مُجْتَمَعٍ مُنْفَتِحٍ دافعَ جاستن ترودو عن حَقِّ المرأةِ المُسْلِمَةِ في ارتداءِ لباسِ البَحْرِ، وقالَ : "نعم، بالتأكيد، هناك (...) جَدَلٌ كما هو الحالُ دائمًا، والنقاشاتُ ستتواصل"، مُشَدِّدًا في المُقابِلِ على أنَّهُ "في كندا يَجِبُ أنْ نَذْهَبَ إلى ما هُوَ أبْعَد مِنَ التَّسامُحِ".

 

 

  • رئيسُ الوزراءِ الكَنَديُّ يُدينُ الحادِثَ الإرهابيّض الذي تَعَرَّضَ لَهُ أحَدُ مَساجِدِ "كيبيك" ويدعو إلى التَّصَدّي للإسْلاموفوبيا :

Image

 

 

 

أدانَ رئيسُ الوزَراءِ الكَنَديُّ "جاستن ترودو" الحادِثَ الإرهابيَّ الذي تَعَرَّضَ لَهُ أحَدُ مَساجِدِ "كيبيك" عَبْرَ تَغْريدَةٍ لَهُ عَلى موقِعِ التواصُلِ الاجتماعيِّ "تويتر" قائلًا : "نحنُ نُدينُ هَذا الهجومَ الإرهابيَّ عَلى مسلمينَ في دارٍ للعبادةِ". وأعْرَبَ ببالغِ الحُزْنِ والغَضَبِ عَنْ تعازيِهِ لأُسَرِ وأصدقاءِ الضحايا مضيفًا : "الليلة، يَنْعي الكنديونَ ضحايا الهجومِ الخسيسِ عَلى أحَدِ مَساجِدِ "كيبيك". ووجداني مَعَ الضحايا وأُسَرِهِم". وأعْرَبَ "ريجي لابوم" عمدةُ مدينةِ "كيبيك" عَنْ حزنِهِ ، ودعا الشَّعْبَ الكَنَديَّ للوحدةِ، قائلًا : "لنبقى متحدينَ، لأنَّ الوحدةَ هي أفضلُ ردٍّ عَلى هذهِ المأساةِ الإنسانيةِ". كما طالَبَتْ الحكومةُ الكَنَديةُ بقانونٍ يُجَرِّمُ أعمالَ الإسْلاموفوبيا وجميعَ أشكالِ التمييزِ الدّيني وأحداثِ العنصريةِ الممنهجةِ، وذلكَ في أعقابِ حادِثِ "كيبيك" الإرهابيِّ، الذي وقعَ في التاسعِ والعشرينَ مِن يناير 2017م، عَلى المركزِ الثقافيِّ الإسلاميِّ (CCIQ) في منطقةِ "سانت فوا" وأسفرَ عَن مقتلِ خمسةِ أشخاصٍ وأحد عشر جريحًا. يأتي هذا الاعتداءُ عَقِبَ تصريحاتِ رئيسِ الوزراءِ الكَنَديِّ "جاستن ترودو" في اليومِ السّابقِ للحادِثِ : "أنَّ بلادَهُ ستستضيفُ الأشخاصَ الفارينَ مِن الاضطهادِ والإرهابِ والحربِ"، بِغَضِّ النَّظَرِ عَنْ دينِهِم، وجاءت هذه التصريحاتُ متزامِنةً معَ توقيعِ الرئيسِ الأمريكيِّ "دونالد ترامب" مرسومًا يمنعُ دخولَ اللاجئينَ إلى الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ لمدةِ أربعةِ أشهرٍ، وكذلكَ حظرَ دخولِ المسافرينَ مِنْ سبعِ دولٍ إسلاميةٍ لمدةِ ثلاثةِ أشهرٍ قادمةٍ.

  • رئيسُ الوزراءِ الكَنَديُّ يُعْلِنُ عَن مَوْقِفِهِ تُجاهَ الَّلاجئينَ الرّوهينجا :

 

Image

 

 

أعْرَبَتْ الحكومةُ الكنديةُ عَن استعدادِها لاستقبالِ الَّلاجئينَ الرّوهينجا الفارينَ مِن "بورما" بسببِ ما يَتَعَرَّضُ لَهُ هؤلاء المُشَرَّدونَ مِنْ أشكالِ الاضطهادِ المختلفةِ. وأعْلَنَتْ "كريستينا فريلاند"، وزيرةُ الخارجيةِ الكنديةِ، أنَّ "كندا" ستعملُ مَعَ المحكمةِ الجنائيةِ الدَّوليةِ لضمانِ محاكمةِ المسئولينَ عَمّا وصفتْهُ "بالتَّطْهيرِ العِرْقيِّ" و"الجرائِم اللاإنسانية" التي تُرْتَكَبُ بِحَقِّ مُسْلِمي الرّوهينجا، حيثُ صَرَّحَتْ قائلةً : "مِن المُهِمِّ أن يفهمَ المسئولونَ عَنْ هذهِ الفظائع أنَّهُم سيواجهونَ العدالةَ وأنَّ المجتمعَ الدَّوليَّ حريصٌ عَلى ألا يكونَ هُناكَ مكانٌ يختبئونَ فيهِ". علاوةً عَلى ذلكَ، فقد تَعَهَّدَتْ "كندا" بتقديمِ مساعداتٍ إضافيةٍ تبلُغُ قيمتُها 300 مليون دولار كندي عَلى مدارِ ثلاثِ سنواتٍ، وهذا مِنْ أجْلِ تحسينِ الظُّروفِ المعيشيةِ لِمُسْلِمي الرّوهينجا الذينَ يعيشونَ في مخيماتٍ بــــ"نجلاديش".

  • رئيسُ الوزراءِ الكَنَديُّ يُعْلِنُ عَن مَوْقِفِهِ تُجاهَ قَضيةِ القُدْسِ :

 

Image

 

 

أعَرَبَتْ "كندا" عَن "بالغِ قلقِها" بعدَ مقتلِ هذا العدد مِن الفلسطينيينَ عَلى يَدِ الجيشِ الإسرائيلي أثناءَ المظاهراتِ المعارضةِ لنقلِ السّفارةِ الأمريكيةِ إلى القُدْسِ، وقالت إنَّ قتلَ المدنيينَ أمرٌ "غير مقبول".

وقد غَرَّدَت وزيرةُ الخارجيةِ الكندية "كريستينا فريلاند" عَلى موقعِ التواصُلِ الاجتماعيِّ "تويتر" قائلةً : "أنا قلِقَة للغايةِ بشأنِ أعمالِ العنفِ في قطاعِ غزَّة"، وقالت باسْمِ حكومةِ "جاستن ترودو" : "نشعرُ بالحزنِ لحالاتِ الوفاةِ والجرحى التي سقطَت اليومَ والأسابيع الماضية". واستنكَرَت رئيسةُ الدبلوماسيةِ الكندية قائلةً : "إنَّ قتلَ المدنيينَ والصحفيينَ والأطفالِ أمرٌ غير مقبولٍ"؛ كما أشارَتْ إلى أنَّهُ "عَلى جميعِ أطرافِ الصِّراعِ واجبُ حمايةِ المدنيينَ".

ومِن جانِبِهِ طالَبَ رئيسُ الوزراءِ الكنديُّ  "جاستن ترودو" بإجراءِ تحقيقٍ مستقلٍ في أعمالِ العنفِ الأخيرةِ في قطاعِ غزَّة، حيثُ قُتِلَ العشراتُ مِن الفلسطينيينَ برَصاصِ الجيشِ الإسرائيليِّ خِلالَ الاحتجاجاتِ الأخيرةِ. وقالَ "ترودو" في بيانٍ : "إنَّ كندا تطالِبُ بتحقيقٍ مستقلٍ فورًا مُصَرِّحًا "بأنَّ الاستخدامَ للقوةِ المُفْرِطَةِ والذَّخيرةِ الحيَّةِ لا يُمْكِنُ التسامُح فيهِ، ولا بُدَّ مِن توضيحِ ما حَدَثَ في غزَّة". وأشارَ رئيسُ الوزراءِ الكنديُّ إلى قضيةِ الدكتور "طارق لوباني" وهو طبيبٌ كنديٌّ أُصيبَ في ساقيهِ عندما كانَ يساعِدُ المصابينَ خِلالَ الاحتجاجاتِ في قطاعِ غزَّة. وفي مقابلةٍ معَ وسائلِ إعلامٍ مختلفةٍ ومن بينِها جريدة " Globe and Mail " أكَّدَ الدكتورُ "طارق لوباني" أنَّهُ مقتنِعٌ بأنَّهُ تَمَّ استهدافُهُ عَمْدًا مِنْ قِبَلِ جنديٍّ إسرائيليٍّ، خاصةً لأنَّهُ كانَ واضحًا جدًا. وأُصيبَ الطبيبُ وهو يعالجُ الجَرْحى وكانَ يرتدي لباسَ الأطباءِ آنذاكَ. وقالَ "ترودو" : "نحنُ نبذُلُ كُلَّ ما بوسْعِنا لمساعدةِ "لوباني" وأسرتِهِ ولتحديدِ كيفَ أُصيبَ مواطنٌ كنديٌّ. نحنُ عَلى اتصالٍ بالسُّلُطاتِ الإسرائيليةِ لِفَهْمِ كيفَ جَرَت الأحداثُ". وأضافَ رئيسُ الوزراءِ أنَّ "كندا" تَشْجُبُ العنفَ في قطاعِ غزَّة الذي أدّى إلى الخسائر المأساويةِ للعديدِ مِن الأشخاصِ وتسبَّبَ في وقوعِ العديدِ مِن الضحايا ومِن بينِهِم بعض الأطفالِ.

الجديرُ بالذِّكْرِ أنَّ "كندا" والمعروفة بأنَّها حليفٌ للدولةِ العبرية، قد نأت بنفسِها عَن الحكومةِ الإسرائيليةِ في عِدَّةِ مواقِف، لاسيما منذُ وصولِ "جاستين ترودو" المُنْتَمي لليبراليينَ إلى السُّلْطَةِ أواخر عامِ 2015م. وعلى الجانِبِ الآخَر فقد قَرَّرَ حزبُ المحافظينَ، والذي يُمَثِّلُ المعارضةَ الرَّسميةَ في "أوتاوا"، أنَّهُ في حالِ ما إذا فازَ في الانتخاباتِ التشريعيةِ الكنديةِ التي ستقامُ خِلالَ عامِ 2019م، فسيعترفُ بالقُدْسِ عاصمةً لإسرائيل.

ويرى مَرْصَدُ الأزْهَرِ، مِنْ خِلالِ عَرْضِهِ لِهذا التقريرِ، أنَّ "جاستن ترودو"، رئيسَ الوزراءِ الكنديَّ، يُعَدُّ لَبِنَةً حقيقيةً وقويةً في جِدارِ التَّعايُشِ وقَبولِ الآخَر. ويوصي المَرْصَدُ جميعَ المسئولينَ وصُنّاعِ القرارِ بالعالَمِ أن يَحْذوا حَذْوَهُ، فَهَذا هوَ السَّبيلُ الوحيدُ لإقْرارِ السِّلامِ.  

 
 
طباعة

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.