المسلمون في غينيا الاستوائية

  • | الأربعاء, 20 يونيو, 2018
المسلمون في غينيا الاستوائية

انطلاقًا من حرص مرصد الأزهر لمكافحة التطرف على متابعة أحوال الإسلام والمسلمين في شتى بقاع الأرض؛ وذلك للوقوف على أهم المشكلات والمصاعب التي تواجه الجاليات المسلمة، تقوم وحدة الرصد باللغة الإسبانية بمرصد الأزهر بتحرير مجموعة من التقارير المُفصلة عن أحوال الإسلام والمسلمين في الدول المتحدثة بالإسبانية. وفي هذا التقرير نستعرض أحوال الإسلام والمسلمين في جمهورية غينيا الاستوائية، باعتبارها الدولة الإفريقية الوحيدة التي تتحدث الإسبانية كلغة رسمية.

وغينيا الاستوائية هي إحدى الدول الصغرى في إفريقيا وتقع في وسط القارة. كانت تُعرف بـــ "غينيا الإسبانية"، نالت استقلالها في أكتوبر 1968، وذلك بعد احتلال إسباني دام قرابة قرنين (193 عاماً). وسميت بغينيا الاستوائية لقربها من الدائرة الاستوائية وتمييزًا لها عن بقية البلدان الإفريقية التي تحمل نفس الاسم، وعاصمتها "مالابو". وتنقسم غينيا إلى إقليمين: الإقليم القاري أو البري، ويسمي "ريوموني" Río Muni، والإقليم الجزيري المُكون من عدة جُزر مقابل الشاطئ الكاميروني، تحدها الكاميرون من الشمال والجابون من الشرق والجنوب ويحدها من الغرب خليج غينيا.

ويبلغ عدد سكانها وفقاً لأحدث إحصائية حوالي 1.4 مليون نسمة. وتبلغ مساحتها 28.050 كم2. والغالبية العظمى من السكان في غينيا مسيحيون من الكاثوليك بالإضافة إلى نسبة قليلة من البروتستانت، بالإضافة إلى بعض الديانات الأخرى مثل الإسلام والبهائية وبعض الديانات المحلية الأخرى.

تاريخ الإسلام والمراكز الإسلامية في جمهورية غينيا الاستوائية

وصل الإسلام إلى غينيا الاستوائية عن طريق السكان من الكاميرون والجابون، وذلك أيام نشاط المرابطين في نشر الدعوة الإسلامية في غرب إفريقيا عام (492هـ- 1098م). ووصل الدعاة هناك في الفترة التي نشط فيها الداعية "عثمان بن محمد" الملقب بـــ (فـُودُيِ) خلال النصف الأول من القرن الثالث عشر الهجري، خصوصًا عندما وصل الإسلام إلى جماعات "الفانج" الذين كانوا يشكلون حصة كبيرة من سكان جنوبي الكاميرون، فكان طبيعيًا أن ينتقل الإسلام من فانج الكاميرون إلى جماعات الفانج في غينيا الاستوائية بحكم الانتماء الواحد. وهكذا ظلت الدعوة تمارس نشاطها إلى أن وصل الاحتلال الإسباني غينيا الاستوائية عام (1192هـ - 1778م)، فوضعت العراقيل في سبيل الدعوة الإسلامية. وفي الآونة الأخيرة، وصل الإسلام عن طريق هجرة عدد كبير من العمال والتجار النيجيريين المسلمين.

الجدير بالذكر أن المسلمين يتركزون في "ريوموني"، وتنتشر المساجد في المدن الرئيسية في هذا الإقليم مثل باتا (Bata) وإفينايونج (Evinayong).

ولا يزال الإسلام في غينيا الاستوائية في طور الانتشار، فمنذ سنوات كان معتنقوه أقل من أن يُحصوا، غير أنّه شهد زيادة في عدد أتباعه خلال السنوات الأخيرة، ليبلغ عددهم حالياً 10 آلاف مسلم، بنسبة 3.5٪ من السكان. وقد ذكر تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية عن الحرية الدينية الدولية عام 2006 أن المسلمين يشكلون أقل من 1% من سكان غينيا الاستوائية، بينما ذكر موقع  Adherents  أن تقديرات أعداد المسلمين تتراوح ما بين 1٪ إلى 25٪ من السكان بسبب وجود الكثير من الهنود المسلمين في البلاد.

وبالنسبة للمساجد هناك في العاصمة "مالابو" ثلاثة مساجد، وكان هناك مسجد قديم يسمى "كونتراتورس" لطالما مثّل منارة دينية للعاصمة، تم تشييده منذ قرن من الزمان على يد مسلمين ينتمون إلى جماعة الـهاوسا ، لكن ساءت حالته المعمارية وتهدَّم فلم يعد له وجود الآن.  

وأبرز المساجد في العاصمة وفي البلاد هو مسجد "مالابو" Mezquita de Malabo والذي يقع في مقاطعة "بيوكو نورتي" Bioko Norte بالقرب من بلدة ساكريبا فانغ "Sacriba Fang" في ضواحي عاصمة غينيا الاستوائية. وقد تم افتتاحه في 23 يوليو 2015 بحضور رئيس غينيا الاستوائية "تيودورو أوبيانج" وزوجته. وعلى الرغم من أن الكاثوليكيين يمثلون الغالبية بين السكان، فقد قررت حكومة ذلك البلد بناء هذا المسجد تلبيةً لاحتياجات المجتمع المسلم المحلي الصغير، وهو دليل على العلاقة الجيدة للمسلمين مع النظام الحاكم. ويترأس المسجد الشيخ سيف محيي الدين، الذي تعود أصوله إلى مدغشقر، وكذلك هناك مسجد خاص بشركة "المقاولون العرب" المصرية.

 

وتتمتع غينيا الاستوائية بقوانين تحمي حرية المعتقد والتعددية الدينية. كما يتمكن المسلمون من أداء الصلاة والأعياد الإسلامية وإقامة الاحتفالات الدينية خلال شهر رمضان وعيدي الفطر والأضحى وممارسة الشعائر الدينية المختلفة. وتتمكن المرأة المسلمة من العمل بالحجاب والخروج به إلى الشارع دون مضايقة. ويرى مرصد الأزهر أن المجال مفتوح للاهتمام بأوضاع المسلمين في غينيا الاستوائية والعمل على تلبية احتياجاتهم وتقديم الدعم اللازم لهم، من خلال إيفاد أئمة يُتقنون اللغة الإسبانية حتى يتمكنوا من نشر الإسلام الصحيح، وتوفير كُتيبات ومطبوعات تعريفية لحديثي العهد بالإسلام، والمساهمة في إنشاء مدارس ومراكز لتعليم اللغة العربية والعلوم الشرعية للتعريف بالإسلام الصحيح ومنهجه الوسطي المعتدل.

طباعة

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.