التواجد الداعشي في كشمير

  • | الجمعة, 10 أغسطس, 2018
التواجد الداعشي في كشمير

  

Image
  

     بعد أن كانت كافة الأنباء تفيد بالصراع الدائم بين الهند وباكستان على من يبقى ومن يرحل.. ومَن مِن حقه كشمير (محل النزاع)، تواترت بكثرة في الفترة الأخيرة أنباء عن التواجد الداعشي في كشمير .. وما بين التأكيد والنفي اتخذت الصحف الإلكترونية طريقًا لتداول آراء سياسية متباينة ربما يكون تخوفًا من أن تحارب كشمير من قِبل قوة عظمى بهدف محاربة الإرهاب والتطرف في المنطقة وهو ما سيجعلها عرضة للدمار الشامل.
وما يجعل الأمر ليس مستبعدًا فيرى أحد الخبراء في قوات مكافحة الإرهاب الهندية بأن تكنيك قطع الرؤوس في كشمير أمر ليس بجديد فمنذ عام 1995م قُطعَ رأس ما لا يقل عن (150) شخصًا بعضهم نشطاء سياسيون، ورجال الشرطة، ومهنيون ومدنيون عاديون في ولاية جامو كشمير من قبل المجموعات الإرهابية الرئيسية الثلاث جماعة "حزب الله" وجماعة "لشكر طيبة" وجماعة "جيش محمـد".
لعل هذا يجعلنا نربط الأحداث بعضها ببعض؛ فتنظيم داعش اعتمد على إستراتيجية قطع الرؤوس، وعلى الرغم من أن أول فيديو مسجل لتنظيم داعش أثار غضبًا عالميًا إلا أنه في واقع أمره أمر يمارس في كشمير منذ التسعينيات، وعلى الرغم من انتشار أنباء عن تصريح لمدير عام الشرطة في جامو كشمير بأنه لا يعتقد أن تنظيم داعش له أي آثار هناك، وأكد على ذلك "راجناث سينج" - وزير الاتحاد- إلا أن التقارير الصادرة حول وجود داعش في كشمير تؤكد أن المسلمين لن يسمحوا لمثل هؤلاء أن يكونوا قاعدة لهم هناك؛ إلا أن الأحداث أخذت في التصاعد وهناك حوادث متفرقة تثبت وجود داعش في الأراضي الكشميرية.
ومن الدلائل على ذلك الدعوة من قِبل البعض لاستئناف معركتهم "تحت راية الخلافة" وأن على الكشميريين التنصل من الديمقراطية، والتعهد بالولاء لزعيم تنظيم داعش "أبو بكر البغدادي"، وألا يتركوا الهندوس والعرب والباكستانيين الطغاة وجيوشهم في حالة قوة تلك التي تمكنهم من الدفاع عن أنفسهم وجاء ذلك من خلال مقال بمجلة "رومية" التي يصدرها تنظيم داعش وقام بترجمة هذا العدد من المجلة باللغة الأردية جماعة موالية لداعش تسمى "القرار" - وكالة "القرار" الإعلامية في جامو كشمير هي التي تدعي أنها صوت مجاهدي الخلافة الإسلامية هناك - ونشرتها على موقع التواصل الاجتماعي التليجرام في 1 من ديسمبر لعام 2017م وجاء كذلك في المقال.  
كما أعلن تنظيم داعش الإرهابي في وقت سابق من خلال فيديو مدته (14) دقيقة تقريبًا نشر عبر (news network channel) على التليجرام مصحوب بهاشتاج #ولايت_كشمير مبايعة تنظيم "المجاهدين الكشميريين" له ويبدو واضحًا في هذا الفيديو شعار وكالتي "ندائے حق" و"القرار" الإعلاميتين، يظهر في هذا الفيديو شخص ملثم باسم "أبو البراء الكشميري"، ويعلن باللغة الأردية مبايعته لزعيم تنظيم داعش "أبو بكر البغدادي"، وتظهر ترجمة مصاحبة للفيديو باللغة الإنجليزية، ومن خلال الفيديو يدعو باقي التنظيمات الإرهابية بالسير على نهجهم، إضافة إلى أنه أعلن في تسجيله مبايعة تنظيم "أنصار غزوة الهند" في كشمير بقيادة "ذاكر موسى" - المنشق عن تنظيم القاعدة.
وجدير بالذكر أنه في مطلع عام 2017م رفع المتظاهرون في إحدى التظاهرات في كشمير أعلام داعش!! ليس هذا فحسب؛ بل في يونيو أعلنت داعش في إحدى المقالات المنشورة أنها على تواصل مع مجموعة من الأفراد في كشمير، وبعد شهر أعلن أحد المبايعين لداعش عن إنشاء جماعة صغيرة وأطلق عليها "أنصار الخلافة بجامو كشمير".

ثم بعد يوم من إعلان تنظيم داعش الإرهابي مسئوليته عن مقتل شرطي في منطقة الهيمالايا المتنازع عليها واعترفت شرطة الولاية للمرة الأولى بأن التنظيم له وجود فعلي في الوادي، على الرغم من أن الوجود ليس جوهريًا على حد قول رئيس شرطة الولاية إلا أنه "مؤشر يبعث على القلق".
وقد صرحت وكالة أنباء "أعماق" أن نشطاء الجماعة قد نفذوا هجومًا جريئًا يوم الأحد على حدود سرينكر والذي أسفر عن مصرع قائد الشرطة "فاروق أحمد ياتو" الذي كان يحرس مقر إقامة زعيم انفصالي، كما نشر الموقع صورة لبندقية الشرطي مدّعين بكل فخر بأنهم تمكنوا من الاستيلاء عليها بعد قتله وكتبوا بجوار الصورة بأن الحرب قد بدأت للتو.
ومن جانبه صرح رئيس شرطة كشمير الهندية في تصريح له لوكالة أنباء "بنار" بأن الهجوم الأخير يمكن أن يكون قام به ذئب منفرد أو عدد قليل من الأشخاص ممن يسيرون على أيديولوجية داعش. كما أن التنظيم قد ادّعى أن له يد في الهجمات التي تحدث في جامو كشمير، وقد ظهرت بالفعل أعلام داعش في الوادي بين الحين والآخر، خاصة في جنازات من يقع من صفوف الإرهابيين.

Image


ولعل ابتكار فكرة "الذئب المنفرد" يعد هو الضامن للتنظيم على بقائه حيًا، وهو الأمر الذي يبث الرعب في القلوب من خلال هجمات يشنها أفراد، إضافة ‏إلى سهولة الوصول لهؤلاء من خلال غرف الدردشة على الإنترنت لتوفير ما يحتاجون إليه من ‏دعم مالي أو فني، وهذا هو النهج المتبع من قِبل معظم الجماعات الإرهابية والمتطرفة في تقديم كافة المساعدات التي يحتاجها الفرد؛ لاستقطابه وإعلانه السمع والطاعة والولاء.‏
فالإرهاب آفة تجتاح العالم بأكمله، وباختلاف الأراضي ومسميات التنظيمات إلا أن الدمار هو الثمار التي يحصده الوطن وأفراده.

 

طباعة

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.