قَراصنةُ "داعش" النّاشِطون عَبْرَ الشبكة العنكبوتية أكثر حماسة وأقَلّ كَفاءَة

  • | الأربعاء, 24 أكتوبر, 2018
قَراصنةُ "داعش" النّاشِطون عَبْرَ الشبكة العنكبوتية أكثر حماسة وأقَلّ كَفاءَة

     الهجمات السيبرانية (الإرهاب الإلكتروني) التي تتعرض لها العديد من المواقع الحكومية والخاصة، تدعو إلى تعزيزِ جهودِ الأمن الإلكتروني في كافة مجالات التكنولوجية بالعالم أجمع، لاسيما بعد ظهور ونشاط الجماعات المتطرفة عبر الشبكة العنكبوتية، وتهديدها بشنِّ الهجمات السيبرانية، حيث تعتمد تلك الجماعات -في الغالب- على وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات المشفرة، في بثِّ موادها الدعائية من رسائل مشفرة ومقروءة، ومقاطع صوتية ومصورة، ومقالات باللغة العربية وبلغات أخرى عِدة.
فحسابات مناصري تنظيم "داعش" على منصات التواصل الاجتماعي والتطبيقات المشفرة هي التي ساهمت بشكل كبير في انتشار الفِكر الداعشي عبر العالم بأسْرِهِ في وقت وجيز، بل وفي تجنيد العديد من المقاتلين من دول العالم لصالح التنظيم.
ومع نشأتِهِ اعتمد التنظيمُ اعتمادًا كبيرًا بل كليًا على الآلة الإعلامية له في بثِّ أيديولوجيته خِلالِ الشبكة العنكبوتية، حيث كان يقضي أنصار التنظيم غالب وقتهم على مواقع التواصل؛ للعمل على استقطاب مناصرين جدد، وتجنيد مقاتلين من كافة أنحاء العالم، وكذلك لتلقي نداءات التنظيم، وشرح كيفية إعداد وتحضير المتفجرات يدوية الصنع، وكذلك في كيفية شنِّ هجمات إرهابية بأدوات متاحة في الوسط الذي يعيش فيه المتطرّف، حتى لا يلفت أنظار المحيطين به.
لذا عكَفَت الجماعاتُ المتطرّفة على تدشين العديد من المواقع الإلكترونية بلغات عديدة، لتصبح منصاتها لنشر الفِكر المتطرّف بين شباب العالم، ومن أشهر هذه المنصات : مؤسسة السحاب، ومؤسسة الملاحم، ووكالة أعماق، ومؤسسة الفرقان، وغيرها الكثير...
وبالإضافة إلى نشر الأفكار المتطرّفة، استغلت التنظيمات الإرهابية الشبكة العنكبوتية أيضًا في بناء اقتصادها من خلال التحويلات المالية الشرعية وغير الشرعية.

وهنا سؤال يطرح نفسه: لماذا تعتمد التنظيمات الإرهابية على الشبكة العنكبوتية؟

ومما لاشك فيه أنَّ تلك التنظيمات استغلت بنجاح الفضاء الإلكتروني، ذاك الفضاء الذي سهَّلَ لها نشر سمومها ومكَّنها من تجنيد الآلاف من المؤيدين لها بالعالم. فكان للفضاء الإلكتروني أهمية خاصة لدى تلك التنظيمات، وذلك لعدة أسباب: منها ضمان السِّرية لوجود التطبيقات المشفرة التي تعتمد عليها التنظيمات في نقل الأفكار والأوامر والخطط لمؤيديها، وكذلك الاستمرار في نقل الأفكار المتطرّفة وتبادلها بين مناصري تلك التنظيمات، وأيضًا إعطاء التنظيمات المتطرّفة حجمًا أكبر بكثير من حجمها الطبيعي؛ وهو ما يُساهم في حشد مناصرين أكثر، ولا يفوتنا أيضًا التكلفة وسهولة وسرعة التواصل من خلال تلك المواقع والتطبيقات المشفرة.
ولضرورة التصدي للإرهاب الإلكتروني الذي يستخدمه "داعش" في تهديد العالم، أصدرت شركة خدمات تكنولوجيا المعلومات "تاليس" الفرنسية و"فيرنت" الأمريكية، تقريرًا بعنوان (بانوراما التهديدات السيبرانية 2018")، كشفوا فيه أنّ "الدوافع الحماسية" لقراصنة "داعش" الذين ينشطون عبر الشبكة العنكبوتية "يُعوِّض ضعف قدراتهم التقنيّة"، وأوضحوا أيضًا "أنه على الرغم من تواجد قراصنة "داعش" على الشبكة العنكبوتية، إلا أنهم يفتقدون القدرات الهجومية السيبرانية الكافية لإلحاق الضرر بالعالم الغربي، وأعدائهم الآخرين".
كما أضاف التقريرُ "أنه من خلال متابعة أنشطة مجموعتين مواليتين لتنظيم "داعش"، لاحظ الباحثون أنَّ القراصنة الإلكترونيين لهذا التنظيم ليسوا مؤهلين بشكلٍ كبير وأنَّ قدراتهم في مجال القرصنة ضعيفةٌ للغاية، وأنهم يستهدفون تخريب مواقع الويب وحسابات الفيسبوك بشكلٍ رئيسي".
جديرٌ بالذِّكْرِ أنَّ الجماعات المتطرّفة تُهدد منذ عدة سنوات بشنِّ هجمات إلكترونية واسعة النطاق ضد أعدائها التقليديين، إلا أنّ خبراء "تاليس وفيرنت" يرَوْنَ أنها ليست سوى "تهديدات واهية".
وفي المقابل، يرى القائمون على التقرير أنّ "داعش" ومؤيديه لا يزالون يتمتعون بحضور قوي وفعّال عبر شبكة الإنترنت، ويهتمون بشكل أكبر ببثِّ الدعاية المتطرّفة، والبحث عن مؤيدين جُدد يشاركونهم نفس الفِكر، بدلًا من الانخراط في شنِّ هجمات سيبرانية متقدمة"، كل ذلك في غياب "بنية تحتية علمية وتكنولوجية لازمة لتطوير الأسلحة السيبرانية لتحقيق أضرار كبيرة". كما تَمَّ رصدُ قراصنة "داعش" الإلكترونيين وهم يحاولون الحصول على دروس في القرصنة عبر شبكات الإنترنت.
لكن وبالرغم من كل محاولات "داعش" وأخواتها لنشر الرعب من أجل البقاء على الساحة مستغلة جميع الوسائل، ومنها الفضاء الإلكتروني إلا أن قوات الأمن السيبرانية دائمًا ما تكون بالمرصاد مبطلة كل هذه المحاولات معلنة ضعف هذا التنظيم وأنه بطل من ورق.

وحدة رصد اللغة الفرنسية

 

طباعة

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.