حصاد الأسبوع الأول من مايو 2016

  • | الإثنين, 9 مايو, 2016
حصاد الأسبوع الأول من مايو 2016

هل اقتربت نهاية داعش؟
·    أزمة مالية طاحنة ونقص في عدد المقاتلين
·    التنظيم يلجأ إلى إخضاع النساء والأطفال لتدريبات قتالية وبيع "السجائر والبيض" لمواجهة الأزمة
يبدو أن الدولة الداعشية باتت تسير بخطى ثابتة نحو الهاوية حيث سقوطها الحتمي واندثارها؛ فالتنظيم الذي يتخذ عبارة "باقية وتتمدد" شعارًا لدولته يعاني من أزمات مالية وانخفاض في عدد المقاتلين يُبشّر بفنائه في وقت ربما أسرع من المتوقع؛ ويمكن تفسير الاضطرابات التي أصابت التنظيم استنادًا إلى عدة عوامل على رأسها الغارات الجوية التي تُشن على التنظيم في سوريا والعراق منذ شهور، وكذلك ليبيا، بواسطة قوات التحالف والجيش الروسي والجيش العراقي حيث تستهدف الغارات المنشآت النفطية والبنوك وغيرها من الموارد الاقتصادية للتنظيم؛ ففي "الموصل" على سبيل المثال، كشفت خارطة القصف الجوي، التي نشرها موقع السفارة الأميركية في بغداد، تتابع ضربات قوات التحالف التي تستهدف نشاطات، وأهداف لداعش تمّ تدميرها أو إلحاق أضرار بها ممثلة في مقرات قيادة، ومنصات صواريخ، ومستودعات أسلحة، ومحطات تكرير النفط، ومواقع مدافع هاون؛ وأعلن مسؤولون أمريكيون أن إحدى الغارات الجوية التي شُنت في الشهر الماضي أسفرت عن مقتل وزير مالية التنظيم بالإضافة إلى تكبيد التنظيم خسائر تُقدّر بـ 102 مليون دولار أمريكي؛ وأن الولايات المتحدة ستصعد من حربها ضد داعش وستعمل على تزويد تركيا بمنظومة صاروخية لاستهداف معاقل التنظيم، كما لقي العشرات من إرهابيي داعش حتفهم، وتم تدمير قواعد إطلاق الصواريخ ومقرات الحسبة والاتصالات، بضربات جوية لطائرات "إف 16" العراقية في محافظة نينوى العراقية. دفع جحيم الضربات الجوية داعش إلى البحث عن مقرات اتصالات وقواعد إطلاق صواريخ بديلة تكون بمأمن من الغارات الجوية، فلجأ التنظيم داعش إلى تخزين الأسلحة والمتفجرات بداخل بعض المساجد في "الموصل"، واستخدام مساجد أخرى مراكزًا إعلامية لبث الأخبار والرسائل إلى الغرب والخصوم المحليين، وذلك وفقًا لتقارير محلية.
تسبب الحصار المفروض على داعش من قبل العديد من الأطراف الدولية في العراق، وسوريا، وليبيا, في تدهور الوضع المالي للتنظيم ومحاولته التحصل على الدخل عن طريق فرض الضرائب على المقيمين في الأماكن التي يسيطر عليها, أو بأي طريقة أخرى. ففي ليبيا على سبيل المثال، ذكر أحد مواطني مدينة "سرت" الليبية أن داعش يبيع السجائر بأسعار مرتفعة في أسواق التنظيم في سرت، ما يدفع المواطنين إلى شرائها من أماكن أخرى. ويبدو أن داعش الذي يُحرّم التدخين بات يحلل بيع السجائر للحصول على أموال، تماشيًا مع التوجه العام للتنظيم بتحليل المحرمات وتحريم المباحات طالما أن ذلك يخدم مصالحه. كما ذكرت صحيفة (Middle East Eye) أن داعش قد استولى على العديد من مزارع الدواجن في "سرت" وأن عناصر داعش يقفون في الشوارع ملثمين لبيع البيض والدجاج بثمن زهيد جدا.
يُعاني التنظيم كذلك من خسائر فادحة في الأرواح لا يُعوّضها انضمام مقاتلين جدد؛ حيث صرح أحد قادة القوات الجوية المشاركة في الحرب على تنظيم داعش "بيتر جيرستن" بأن أعداد المنضمين للتنظيم تشهد انخفاضًا مستمرًا؛ إذ تراجع معدل المنضمين إلى داعش في سوريا والعراق إلى 200 شخص شهريًا بعدما كان يتراوح عدد المنضمين إلى التنظيم بين 1500 و 2000 شخص شهريًا، وأضاف أن قوات التحالف توظف كل الوسائل الممكنة لإضعاف الروح المعنوية للتنظيم "الذي يشبه السرطان" والقضاء عليه. دفع ذلك داعش إلى الاستعانة بالنساء والأطفال لسد النقص في عدد مقاتليه، حيث نقلت صحيفة (Sunday Express) عن رئيس اليوروبول "روب وينرايت" قوله بأن ثلث أفراد تنظيم داعش من النساء، وأن النساء أصبحن يتلقين التدريبات العسكرية للمشاركة في القتال، وأوضح أنه في عام 2014 كانت نسبة النساء اللائي انضممن إلى التنظيم امرأة واحدة من بين سبعة رجال وكان دورهن مقتصرًا على الزواج من مقاتلي التنظيم وخدمتهم. إلا أن "وينرايت" لفت إلى أن دور النساء تغير في التنظيم وأن التنظيم بدأ في تدريب النساء على القتال. كما نشرت أجهزة الاستخبارات الهولندية تقريرًا يوضح أن 70 طفلًا هولنديًا على الأقل لدى تنظيم الدولة يخضعون لجميع أنواع التدريبات العسكرية بدءًا من استخدام السلاح ووصولًا إلى الهجمات الانتحارية وذلك بعد التحاق ذويهم بصفوف التنظيم بسوريا، ويذكر التقرير أيضا أن ثلث الأطفال الهولنديين السبعين ولدوا إما في العراق أو سوريا، أما بقيتهم فقد اصطحبتهم عائلاتهم إلى البلدين. كما ذكر تقرير سويدي أن 125 سويديًا يقاتلون في سوريا والعراق ضمنهم 35 امرأةً، كما أظهر تقرير نٌشر في فبراير الماضي أن ما يقرب من 40 طفلًا سويديًا دون العاشرة من العمر موجودون داخل مناطق داعش بعد انضمام ذويهم للتنظيم.
لم يشهد تنظيم داعش تدهورًا اقتصاديًا ونقصًا في التمويل والمقاتلين وخسائر في الأرواح والعتاد بهذا القدر من قبل، وسط تقارير عن وجود خلافات واتهامات متبادلة بين قادة التنظيم بالسرقة والخيانة وسوء الإدارة؛ فهل ستنجح العمليات العسكرية متعددة الأطراف في وضع نهاية وشيكة للتنظيم، أم أن التنظيم سوف ينهار داخليًا ويكتب أفراده سطور الفصل الأخير في قصتهم؟! العمليات العسكرية المكثفة ضد داعش والأزمات الداخلية وتراجع الدخل العام للتنظيم وما ترتب عليه من تخفيض رواتب الأفراد كلها مؤشرات تدل على أن الاحتمالين أقرب للحدوث معًا.

ترامب هو الأوفر حظًا في الانتخابات الأمريكية المقبلة رغم كل تصريحاته المشينة
يترقب الكثيرون نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة وما قد يحدث على الساحة العالمية من تغيرات سياسية، وهل ستشهد أمريكا أول رئيسة امرأة إذا ربحت كلينتون، أم سيكون لترامب كلمة أخرى؟ يرى الكثيرون أن تصريحات ترامب العنصرية ضد المسلمين وبعض الأقليات تفقده كثير من الأصوات إذ هي ضد القيم الأمريكية كما يقول الكثيرون، وأن كون منافسته امرأة –إذا ما وصل للانتخابات النهائية- ستجعله يخسر أصوات كثير من النساء. إننا نرى ونسمع تلك الأطروحات كثيرًا في وسائل الإعلام العالمية، من خلال المتابعة المستمرة لوحدة الرصد باللغة الإنجليزية للتقارير التي تنشر في هذا الصدد ومدى تأثيرها على المسلمين هناك؛ فعلى سبيل المثال نشر موقع (Salon.com) تقريرًا تحت عنوان " دونالد ترامب لن يصبح الرئيس: التاريخ، وبيانات الاقتراع والتركيبة السكانية كلها تشير إلى نتيجة واحدة" يقرر فيه الكاتب هذا الاتجاه الذي يوضح أن تصريحات ترامب العنصرية ضد بعض الأقليات سوف تؤدي إلى خسارته سباق الرئاسة لا محالة. 
ويرى الكاتب أن فوز أوباما في الانتخابات الماضية يوضح مدى تفوق الحزب الديموقراطي على حساب الجمهوري؛ حيث فاز الديمقراطيون بخمس انتخابات رئاسية من اصل ست ماضية. ورغم أن دونالد ترامب يعتقد أنه يمكن عكس هذا الاكتساح من خلال استمالة الناخبين البيض الغاضبين له، إلا أن انتخابات 2012 تؤكد عكس ذلك على حد تعبير الكاتب.
وويرى الكاتب أيضًا أن التركيبة السكانية للناخبين ليست في صالح الحزب الجمهوري في انتخابات هذا العام؛ حيث لم يكن يشكل الناخبين غير البيض في انتخابات عام 2012 –التي ربحها أوباما- سوى 28 % من الناخبين، أما انتخابات هذا العام فهم يمثلون حوالي 38%، مما يعني أن احتمالية فوز الحزب الديموقراطي أعلى بكثير.
لكنه على النقيض من تلك الرؤى تمامًا، نشر موقع (Fabius Maximus website) ورقة بحثية للكاتب الدكتور ماكسيميليان جيم فورت -الأستاذ المشارك في علم الاجتماع والأنثروبولوجي بجامعة كونكورديا بمونتريال- والتي كان له فيها رأيًا مغايرًا تمامًا لكثير من المراقبين والمحللين للوضع الحالي بالولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث توقع فوز المرشح الجمهوري، دونالد ترامب  في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة. وأوضح الدكتور ماكسيميليان قائلا: "منذ سبتمبر من العام الماضي وأن أقول بأعلى صوتي بأن ترامب سيكون رئيس الولايات المتحدة الأمريكية القادم، وقولي هذا يختلف تمامًا عما إذا كان يجب أو لا يجب أن يكون في هذا الموقع"
ولأهمية ذلك البحث نورد أهم النقاط التي توقع من خلالها هذا الباحث فوز ترامب المؤكد لديه، وهي:
أولاً: يوضح الباحث أن أي محاولة لتوقع نتائج هذه الانتخابات من خلال المقارنة بين الحزبين الجمهوري مقابل الديمقراطي، أو الرجال مقابل النساء، أو الأقليات مقابل البيض، ستكون بعيدة جدا عن الواقع. وذلك لأن "العولمة" هي اللاعب الأساسي في هذه الانتخابات، وبالتحديد العولمة الليبرالية الجديدة، وبشكل أكثر تحديدًا التحديات الاقتصادية للطبقة العاملة في أعقاب التجارة العالمية الحرة.
ثانيًا: يرى الدكتور ماكسيميليان أن ترامب الآن -من نواح عدة- يمثل "الجزر" لما يسمى بـ"موجة المد الأوبامي 2008"، ويبدو أن موجة "الجزر الترامبي" لا يمكن إيقافها؛ فبرغم أن ترامب صرح خلال حملته الانتخابية بأسوء تصريحات يمكن أن تخرج من مرشح رئاسي ومع ذلك اكتسح في الانتخابات التمهيدية. وقد لاقى ترامب خلال الشهر الماضي من المعارضة والتظاهرات ضده والانتقادات الموجهة له ما لم يلقاه أحد من المنافسين لها أو حتى أوباما في 2008 ومع ذلك لا زال مرشحًا رئاسيا قويًا بل ونتائجه أفضل بكثير مما حصل عليه أوباما خلال حملته في انتخابات 2008. يقول الباحث: "إن محاولة هزيمة ترامب الآن تبدو مستحيلة وهي بالضبط مثل محاولة محو فكرة ورمزية شركة كوكا كولا من الوجود".  
ثالثًا: بعدما أصبح ترامب المرشّح الأوحد في سباق الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية، خاصة بعد أن أعلن أبرز منافسيه "تيد كروز" و"كاسيك" انسحابهما من المنافسة، يحاول البعض فهم نجاح ترامب في الانتخابات التمهيدية على أنه نجح في اكتساب أصوات الجمهوريين له، إلا أنه على العكس من ذلك تمام، فقوة ترامب -التي وضحت جليًا خلال الانتخابات التمهيدية- لا تكمن في جذب أصوات الجمهوريين له بل في قدرته على استمالة الناخبين غير الجمهوريين بل وغير الحزبيين له. 
رابعًا: يرى بعض السياسيين والمحليين أن ترامب لديه مشكلة في جذب أصوات النساء والشباب والأقليات إليه، إلا أن الدكتور ماكسيميليان يرى هذه الخسارة التي يتحدث عنها البعض غير مؤثرة في الواقع؛ حيث يقول "إذا ما قارنّا أصوات النساء بالرجال مثلاً فسنجد عمليًا أن خسارة كلينتون من أصوات الرجال تعد أكبر بكثير من خسارة ترامب لأصوات النساء، فنسبة الرجال الذين يهتمون بالانتخابات تصل لأكثر من 44% في حين لا يهتم من النساء بالانتخابات سوى 31% منهن. وكذلك إذا ما قارنا أصوات الشباب بكبار السن فسنجد أن الشباب هم أصغر كتلة تصويتية في المجتمع الأمريكي، وهو نفس الحال بالنسبة للبيض مقابل باقي الأعراق فنسبة من كان لهم حق التصويت في انتخابات 2012 من البيض وصلت لـ 71٪ من الناخبين المسجلين، فهي أكبر كتلة تصويتة في الانتخابات، وهو ما يعني أن ترامب يعمل على جذب الكتل الأكثر تصويتا في الانتخابات على حساب الأقل تأثيرًا".
خامسًا: يعتقد الكثيرون أن موقف ترامب المتطرف من المسلمين يناقض القيم الليبرالية الأمريكية، لكن الباحث يتسائل قائلا: "منذ متى والمسلمون مرحب بهم في أمريكا!، وهل حقا أصبحت أمريكا تعشق المسلمين وتدعمهم؟" ويرد قائلا: " الإجابة بلا أدنى شك، هي لا، وأن هذا لم يحدث أبدا من قبل ولا الآن".   
ويتابع الدكتور ماكسيميليان قائلا: "في الحقيقة، الليبرالية الأمريكية هي مجرد "أسطورة" تم اختلاقها لأغراض جيوستراتيجية؛ كوسيلة من وسائل القوة الناعمة لاستغلال الجماهير المحتملة في الدول العربية والإسلامية بشكل عام. وتهدف أيضا لإخفاء حقيقة أن الإسلاموفوبيا والكارهين للمسلمين في أمريكا الشمالية في ازدياد مستمر، لدرجة أن الحزب الأقوى في استطلاعات الرأي في الانتخابات الفيدرالية الكندية الأخيرة انهار بمجرد أن قدم زعيمه دفاعًا خفيفًا عن الحجاب. فالاعتقاد بأن أسطورة "القيم الليبرالة الأمريكية" ستدفع في اتجاه خسارة ترامب في الانتخابات المقبلة غير صحيحة بالمرة، لأنه ببساطة لا وجود لها على أرض الواقع. "
من غير المؤكد –حتى الآن على الأقل- أن نقر بما يراه الدكتور ماكسيميليان عالم الأنثربولوجي؛ من أن دخول ترامب للبيت البيض أصبح واقعًا، لكن ما يجب علينا جميعًا فعلًا أن نقره ونستعد له هو موجات تسونامي جديدة من الإسلاموفوبيا ضد مسلمي أمريكا والعالم ككل. ولن نستطيع مجابهتها إلا من خلال نشر قيم التسامح والسلام وإعلاء من الإخاء وقبول الآخر في العالم ككل؛ وهو ما يسعى إليه الأزهر الشريف من خلال قوافل السلام التي يدعمها لتجوب العالم أجمع ناشرة تلك المبادئ السامية.      

ولا تزال ظاهرة الإسلاموفوبيا في ازدياد!
تمثل ظاهرة الإسلاموفوبيا أهم ما يشغل المسلمين في الدول الغربية، لأنه يمس حياتهم اليومية. وتشير كافة التقارير إلى تزايد حدة هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة بسبب تتابع الأحداث المختلفة وقد كان آخر هذه التقارير التقرير الأوربي الأول الذي صدر يوم 3 مايو والذي قدمه البرلمان الأوربي. فقد ذكر موقع TELESUR أن هدف هذا التقرير حسبما ذكر واضعوه هو تحليل اتجاهات انتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا في مختلف الدول الأوروبية. ويشير التقرير إلى أنه خلال النصف الأول من عام 2015 ومنذ أحداث شارلي إبدو تزايدت أحداث الإسلاموفوبيا في فرنسا بنسبة 500%، مع كون 75% من الضحايا من الإناث. وتوضح الإحصائيات أن كثيرًا من المواطنين غير المسلمين في أوروبا يرون أن المسلمين لا يناسبون المجتمع الأوروبي. وخلص واضعو التقرير إلى أن أزمة اللاجئين قد زادت من حدة الامتعاض لدى المسلمين، على الرغم من وجود ظاهرة الإسلاموفوبيا قبل أزمة اللاجئين. وقد أصبحت قضية الإسلاموفوبيا أداة سياسية ناجحة لحشد الجماهير، ولهذا السبب يرى الكثيرون أن المسلمين في المجمل مجرمين ومتطرفين، بالرغم من أن إحصائيات الجرائم تفيد العكس.
ومن الملاحظ حسب التقرير أن كثيرًا من الأوروبيين يستبعدون كون المسلمين مواطنين أوروبيين، فبالنسبة لهم: كون الشخص مسلمًا وأوروبيًا في ذات الوقت مستحيل.
وإذا كان التقرير يوضح أن أزمة اللاجئين تمثل عاملًا مهمًا في هذه الظاهرة، إلا أننا لا يمكننا إغفال أن توجهات رجال السياسة لها أثر بالغ في هذا الصدد، فقد ذكرت TELESUR كذلك خبرًا بعنوان "خطاب الكراهية الذي يثيره ترامب يشجع هجمات شبه يومية ضد المسلمين
 جاء فيه أن دراسة جديدة أُجريت في جامعة جورجتاون قد أوضحت  زيادة حدة الإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة منذ بداية الحملة الانتخابية الرئاسية في أمريكا. ويوضح التقرير الذي تم تحريره يوم الاثنين الموافق 2 مايو 2016، أن الإسلاموفوبيا قد زادت في السنوات الأخيرة بالفعل، ولكن الحملات الانتخابية قد زادت من شوكة العدوان ضد المسلمين في جميع أنحاء البلاد. ويقول التقرير أنه منذ  شهر مارس 2015 -عندما أعلن عضو مجلس الشيوخ تيد كروز أنه سيترشح لرئاسة أمريكا وحتى مارس 2016-  سجلت السلطات 180 حادث عدواني ضد المسلمين، ومن بينها 12 حالة قتل، و34 حالة اعتداء بدني، و49 اعتداء شفهي أو تهديدات ضد أشخاص أو مؤسسات. وكان المسلمون أيضا ضحايا لـ65 حالة أعمال تخريب وتدمير للممتلكات، و9 هجمات قتل عمد، و8 هجمات إطلاق النيران.
وفي السياق ذاته يفيد التقرير "أن الأطفال والشباب –في عمر 12 عاما- كانوا من بين المسئولين عن أعمال تهديدات للعنف ضد المسلمين." هذا وقد زادت الإسلاموفوبيا عقب أحداث باريس وسان برناردينو، حيث طالب ترامب بمنع دخول المسلمين أمريكا كما طالب بإغلاق المساجد في البلاد. وذكر التقرير أيضا أنه تم تسجيل 53 هجوما على المسلمين في شهر ديسمبر 2015 فقط، "حيث استهدف 17 هجوما منهم مساجد ومدارس إسلامية، كما استهدفت خمسة هجمات منهم منازل مسلمين."
وفي نفس السياق ذكر موقع BUSINESS INSIDER خبرًا بعنوان "إحدى مؤيدات ترامب تعتدي على امرأة مسلمة في واشنطن" ويفيد الخبر أنه في يوم الاثنين الموافق 2 مايو 2016، تم بث فيديو في واشنطن يعرض إساءة إحدى مؤيدات المرشح الجمهوري دونالد ترامب لامرأة مسلمة ترتدي الحجاب. وقد ذكرت الضحية أنها كانت تجلس خارج شركة مقاهي ستاربكس بواشنطن في مساء يوم 21 أبريل 2016 عندما جاءت إليها المرأة الشقراء وقالت لها "أنت مجرد قمامة لا قيمة لها" وأضافت أنها سوف تصوت لترامب وتأمل أن يطرد "كل المسلمين الإرهابيين خارج البلاد". 
إذن ما يقوم به ترامب ستكون له عواقب وخيمة، لأنه مجرد اتهامات وتحريضات لا ترتكز على أي مبرر. نعم من حق الحكومة الدفاع عن أمن وسلامة مواطنيها، وهذه ما تقوم به ألمانيا حيث أورد موقع The Daily Caller خبرًا بعنوان "ألمانيا تضع 90 مسجدا تحت المراقبة" جاء فيه أن هيئة الاستخبارات الداخلية في ألمانيا تراقب 90 مسجدا تربطهم علاقة بالتنظيمات الإرهابية. وقال رئيس الهيئة هانز جورج ماسين في حديث لقناة (ARD): "نشعر بالقلق لأنه توجد في ألمانيا خلايا كثيرة يجب علينا أن نبقيها تحت المراقبة". وأضاف بأن الحديث يدور عن المساجد التي لها فناء داخلي إذ تجري فيها دعوة الشباب للمشاركة في النشاطات الإرهابية، حيث يقوم الدعاة الإسلاميون بتحريض أنصارهم على كراهية الآخرين وفقا لانتماء عرقي وقومي، على حسب تعبيره.
 وأشار ماسين أيضا إلى أن المخابرات ليس لديها أي خطط لفرض المراقبة على المسلمين المقيمين في ألمانيا ولكنها تراقب المتطرفين السياسيين والدينيين، وتحتاج السلطات إلى التعاون مع الجالية المسلمة من أجل "تشكيل تحالف ضد التطرف". وشدد على أن خطر ارتكاب أعمال إرهابية في ألمانيا لا يزال كبيرًا. هذا وقد نوه بأن داعش يسعى لارتكاب أعمال إرهابية حين تتاح له الفرصة. وفي السياق ذاته يعتزم مسئولون من الشرطة والاستخبارات مناقشة تهديدات التنظيم عالميًا والوضع الخطير في ألمانيا, وكيفية التصدي للإرهاب . فمثل هذه الإجراءات الوقائية لا تثير غضب المواطنين المسلمين خاصة إذا لم تمثل تقييدًا لحرية المواطنين.


وحدة رصد اللغة الإنجليزية

طباعة

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.