أرقام مُفزعة في اليوم العالمي للاجئين

  • | الإثنين, 29 يونيو, 2020
أرقام مُفزعة في اليوم العالمي للاجئين


        لا ريب أن قضية اللاجئين أضحت في العقد الأخير من القضايا المهمة التي تشغل الرأي العام، ليس فقط في العالم العربيّ والإسلاميّ، بل في العالم بأسره، فبعد أن كانت في السابق قضية ذات بُعدٍ إنسانيّ في المقام الأول، تطورت الآن وأصبحت ذات أبعادٍ أخرى سياسيّة واقتصاديّة واجتماعيّة، وفرضت نفسها في المحافل الدوليّة، فأجريت من أجلها المفاوضات، ودارت المباحثات، وقُدّمت التنازلات، في مشهد مرعب ليس فقط للاجئين أصحاب القضية الأصليين، بل للضمير الإنسانيّ كله.
        وقد رأى العالم كله كيف استغل البعضُ قضيةَ اللاّجئين كسلاحٍ تفاوضي من أجل تحقيق مصالح ضيقة لا تساوي شيئًا أمام أبسط حقٍّ من حقوقِ الإنسان وهو حقُّ الحياة.
        وفي إطار متابعته لقضية اللاجئين، تابع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف تقرير "الاتجاهات العالميّة" الذي نشرته المفوضيّة الساميّة لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتّحدة في 18 يونيه 2020، أي قبل يومين من احتفاء العالم باليوم العالمي للاجئين، ذكرت المفوضيّة في هذا التقرير أن عدد اللاّجئين والنازحين وطالبي اللّجوء في العالم بلغ 79.5 مليون شخص في عام 2019، مؤكدة أن هذا العدد الكبير يُمثل 1% من إجمالي عدد سكان العالم، وأن الأطفال يمثلون نسبة تتراوح بين 38 و43% من إجمالي العدد المذكور. 
        كما قسَّم التقريرُ العددَ السابق إلى ثلاث فئات، الأولى: نازحون إلى أماكن أكثر أمانًا داخل بلادهم، ويقدر عددهم بـ (45.7) مليون شخص، الثانية: نازحون من بلادهم إلى بلاد أخرى وينتظرون الموافقة على طلبات اللّجوء ويقدر عددهم بـ (4.2) مليون شخص، أما الفئة الثالثة فهم اللاجئون بشكل فعليّ وقانونيّ في دول أخرى ويبلغ عددهم (29.6) مليون شخص. 
        ويرى مرصد الأزهر من خلال متابعته المستمرة لأحوال اللاجئين في العالم وما رصده من تقارير وأخبار في هذا السياق على مدار خمسة أعوام منذ نشأته وحتى الآن أن أعداد اللاجئين وطالبي اللّجوء والنازحين في زيادة مستمرة من عام إلى آخر.  
ففي عام 2017 -وفقًا لتقرير المفوضيّة السامية- وصل عدد اللاّجئين والنازحين وطالبي اللجوء إلى 68 مليون ونصف المليون شخص. وهذا يعني أنه في عام 2017 اضطر فرد من كل 110 في العالم إلى ترك بيته والعيش في مكان آخر داخل وطنه أو الهجرة خارج الوطن برمته. وفي عام 2018 ازداد هذا العدد ليصل إلى 70.8 مليون شخص ــ وفقًا لتقرير المفوضيّة سالف الذكر ــ بزيادة تقدر بحوالي 2 مليون و300 ألف شخص عن عام 2017. ثم يقفز هذا الرقم بشكل كبير بزيادة تقدر بحوالي 10 مليون شخص عام 2019 ليصل العدد كما ذكرنا إلى 79.5 مليون شخص، يمثل السوريون 17% منهم تقريبا، أي حوالي 13.2 مليون لاجئ وطالب لجوء ونازح داخليًا. 
        ويُعتبر هذا الصعود في عام 2019 صعودًا كبيرًا جدًا إذا ما تمت مقارنته بالسنوات الماضيّة، فخلال فترة العشر سنوات من عام 2003 وحتى عام 2013، بلغت الزيادة حوالي 14 مليون، حيث كان عدد اللاجئين والنازحين وطالبي اللّجوء في عام 2003 حوالي 37 مليون شخص، وفي عام 2013 حوالي 51.2 مليون شخص. ثم ارتفع هذا الرقم ليصل إلى 59 مليون ونصف في نهاية عام 2014، ثم 65.3 مليون إنسان في عام 2015. 
        ويؤكد مرصد الأزهر أن الأرقام سالفة الذكر هي أرقامٌ مفزعة تدقُّ ناقوس خطرٍ يهدّد الإنسانيّة ويدعوها إلى التريّث قليلًا، وبحث قضية اللاجئين في مناخ إنسانيّ من خلال إبعاد لغة المصالح الضيقة وتغليب لغة العقل والمنطق، مناشدًا المجتمع الدوليّ ضرورة التكاتف لتجفيف منابع اللّجوء وهو ما يتطلب القضاء على مخاطر الفقر والجهل والحروب الداخليّة والجماعات الإرهابيّة، الأمر الذي يؤكد أن حل قضية اللاجئين سيكون نتيجة حتميّة لإيجاد حل للعديد من القضايا الأخرى التي تعاني منها الكثير من مجتمعات عالمنا المعاصر. 
       كما يناشد المرصد منظمة الأمم المتّحدة للطفولة "اليونيسيف" بتكثيف الاهتمام بأطفال اللاجئين وتوفير موارد وبرامج تعليميّة لهم؛ حتى لا يجتمع عليهم ظلام الجهل وعناء اللّجوء في آن واحد. ويحثّ المرصد جميع اللاجئين على احترام قوانين البلاد التي يعيشون فيها، وأن يكون لهم دور إيجابيّ وفعَّال في نهضتها ورقيها.  

    تقرير وحدة رصد اللغة التركية

طباعة

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.